تبلغ رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري من الرئيس الباكستاني برويز مشرف ان بلاده جادة في مساعدة لبنان على نزع الألغام وأن الفرقة العسكرية الباكستانية التي ستتولى المهمة ستصل قريباً الى بيروت. ونقل الحريري الذي بدأ امس زيارة رسمية لباكستان عن مشرف ان بلاده تشارك الدول العربية "قلقها من الوضع المعقد في الشرق الأوسط في ضوء ما تشهده الأراضي العربية المحتلة من عدوان إسرائيلي على الشعب الفلسطيني"، مشيراً الى "التوافق التام على أن لا حل في المنطقة إلا على اساس قرارات الشرعية الدولية والأسس التي أرساها مؤتمر مدريد للسلام". وأبدى ارتياحه الى موقف مشرف. وكان الحريري وصل بعد ظهر امس الى باكستان على رأس وفد ضم وزراء الخارجية محمود حمود والدفاع خليل الهراوي والاقتصاد باسل فليحان. واستقبله على المطار مشرف وأجريا بعدها محادثات نحو الساعة. ولفت الحريري الى أن البحث تناول مساعدة باكستانللبنان على نزع الألغام. وليلاً عقد لقاء بين الهراوي ومسؤولين عسكريين باكستانيين لوضع الترتيبات لسفر الفرقة العسكرية الباكستانية الى بيروت. ووقّع الجانبان مذكرة تفاهم بأن تتولى باكستان نزع الألغام في منطقة الجبل بعدما كانت بعثة عسكرية زارت لبنان وأجرت كشفاً ميدانياً فيه. وتنص المذكرة على ان يقدم الجيش اللبناني الاحتياجات اللوجستية من اتصال ونقل ومسكن للفرقة الباكستانية. وقال الهراوي ل"الحياة" ان مهمتها نزع "الألغام الإنسانية" التي لا تزال مزروعة في المناطق السكنية والمرتفعات منذ اندلاع الحرب في لبنان. وأشار الى "وجود ألغام في الشويفات وسوق الغرب وبعض المتن الشمالي وجرود بلدة العاقورة في جبيل". واستبعد الهراوي تولي الفرقة الباكستانية نزع الألغام في الجنوب إلا إذا ارتأى الجيش اللبناني الاستعانة بها. وأوضح "ان المحادثات تناولت التعاون العسكري لأن باكستان بدأت تستقبل منذ العام 1997، 6 ضباط سنوياً من الجيش اللبناني، لدورات اركان". وأشار الى "أن دولة الإمارات العربية المتحدة ستتعاقد مع شركات مختصة لنزع الألغام الإنسانية في المناطق الجنوبية الآهلة بالسكان".