أبلغت حكومة الرئيس بيل كلينتون الكونغرس أنها تعتزم منح المعارضة العراقية النصف الاول من منحة مقدارها ثمانية ملايين دولار، واقترح وفد من المعارضة، خلال لقاء عقده مع وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت، تأسيس منظمة عالمية لمساعدة الشعب العراقي، ودعا الى تشكيل محكمة عالمية لمحاكمة الرئيس العراقي صدام حسين بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية. وعلمت "الحياة" ان قرار الادارة الاميركية صرف مبلغ 4 ملايين دولار للمعارضة العراقية جاء نتيجة لتدخل من فريق نائب الرئيس الاميركي آل غور. وافادت مصادر عراقية معارضة شاركت في اجتماعات نيويورك الخميس الماضي مع وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت وعدد من المسؤولين الاميركيين ان المنسق الاميركي لشؤون المعارضة فرانك ريتشارديوني تلقى اتصالاً اثناء اجتماعه بهم طلب منه تسريع صرف الاموال. ويتهم "المؤتمر الوطني العراقي" ادارة كلينتون، وتحديداً ريتشارديوني بالعمل على تقليل اهمية وفاعلية "المؤتمر". وذكرت مصادر اميركية متابعة لموضوع العراق ان الادارة الاميركية تحاول حالياً ان تتجنب مواجهة عسكرية مع العراق او ان تستدرج لعمل عسكري، ولهذا السبب تقوم باعطاء اشارات متناقضة قد يسيء صدام استعمالها. وبررت المصادر تدخل آل غور بتأثير جوزيف ليبرمان، الذي كان من الراعين الاساسيين لقانون تحرير العراق، والمعروف بمواقفه المتشددة تجاه صدام. وكان احمد الجلبي عضو الهيئة القيادية في "المؤتمر الوطني العراقي" اجتمع الاسبوع الماضي مع مستشار الامن القومي لنائب الرئيس آل غور ليون فورث كما اجرى محادثات مع مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط ادوارد ووكر الخميس الماضي. وذكرت مصادر "المؤتمر" ان الادارة الاميركية اصبحت اكثر تقبلاً لفكرة اقامة مؤسسة دولية تحت اشراف الاممالمتحدة لصرف المساعدات الانسانية وحرمان صدام حسين من السيطرة عليها. واضافت المصادر ان الخارجية الاميركية استمعت باهتمام لطروحات المعارضة العراقية بشأن انشاء عملية توزيع مساعدات انسانية في جنوبالعراق. وتميز اجتماع نيويورك بين وفد المعارضة العراقية واولبرايت بمشاركة حامد البياتي عن "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق" الذي يتخذ من ايران مقراً له، خصوصاً ان "المجلس الاعلى" جمّد عضويته في "المؤتمر". ولوحظ عدم وجود اجماع لدى المسؤولين الاميركيين بشأن تسمية الوفد ففيما سمّت أولبرايت ومحدثها الوفد بأنه وفد "المؤتمر الوطني العراقي" أصرّ ريتشاردون على تسميته "وفد المعارضة العراقية". وصرح مسؤول اميركي بعد اجتماع اولبرايت مع وفد المعارضة العراقية في نيويورك، أول من أمس ان "المؤتمر الوطني العراقي" سينفق الاموال على نشاط الاذاعة، والاغاثة الانسانية، وبرامج غير عسكرية اخرى. وأفاد بيان ل"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق"، تلقت "الحياة" نسخة عنه، بأن وفد المعارضة اقترح على اولبرايت "اقامة منظمة عالمية مستقلة لمساعدة الشعب العراقي يمكن لها استخدام الاموال الموجودة في حساب العراق في بنك ناسيونال دو باري ومقدارها تسعة بلايين دولار". وأشار الى ان "رفض صدام استخدام هذه الأموال لرفع المعاناة عن الشعب العراقي جزء من حملة إعلامية لاستغلال هذه المعاناة لأغراض دعائية"، وحمل الرئيس العراقي المسؤولية عن هذه المعاناة. وطالب "بتشكيل محكمة عالمية لمحاكمة الرئيس العراقي صدام حسين واركان نظامه بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية والابادة الجماعية وجرائم الحرب". وطالب الوفد أيضاً "بتشديد الحظر الجوي وتوسيعه، وفرض الحظر على القوات البرية لحماية العراقيين المدنيين من الهجمات العسكرية للنظام".