ما إن انتهى الطلاب والطالبات من الاختبارات النهائية، حتى بدأت رحلة جديدة لتطوير ذاتهم وقص شريط ممارستهم أنشطة ترفيهية، واكتسابهم مهارات متنوعة عن طريق التحاقهم بالمراكز الصيفية، التي حددت مواقعها سلفاً مشرفات ومشرفو النشاط، التي تستمر فعالياتها إلى 26 من الشهر الحالي. وأوضح مدير أحد الأندية الصيفية وليد الهزاع أن عدد الملتحقين بالمركز بلغ 180 طالباً من مراحل دراسية متباينة، وأنه يتم اختيار البرامج على ضوء دليل الأندية (رياضية ودينية ووطنية وتربوية واجتماعية وتدريبية)، إضافة إلى اليوم المفتوح والملتقى، وأنه لا يشترط ارتباط القائم بالبرنامج على طبيعة تخصصه الأكاديمي، بل إنها تعتمد على ما يجيده ويبدع فيه، لافتاً إلى بعض الإيجابيات التي يكتسبها الطالب مثل تحمل المسؤولية والزيارات الميدانية، وإعداد البرامج وتنفيذها، والتعرف على الأصدقاء، وطريقة اختتام النادي تتمثل بحفلة ختامية يكرم من خلالها جميع المشاركين، وتوزع فيها جوائز البرامج الكبرى. وذكرت مها العتيبي وهي والدة لطالبين في المرحلة الابتدائية دفعا 100 ريال في مقابل تسجيلهم في مركز صيفي، إن خوضهم واندماجهم في فعاليات المركز قلص كثيراً من مشاكساتهم ومشاجراتهم داخل المنزل، وجعلهم ينطلقون في نشاطات حركية، وقالت: «منحني وقتاً كافياً للقيام بمهام المنزل بعيداً عنهم، وأن أكثر الفعاليات التي نالت إعجاب ولدي لعبة التحدي الثقافية، والملعب الصابوني والمسبح البلاستيكي». وقالت والدة طالبة المرحلة الابتدائية منى العصيمي: «استمتاع ابنتي بفعاليات المركز الصيفي السنة الماضية وتكوينها الكثير من الصداقات، دفعها إلى الاجتهاد أكثر في الفترة الدراسية لتحظى بالالتحاق في المركز»، وعن مختلف المهارات والدورات التي استفادت منها، قالت: «إن معلمة الأشغال الفنية علمتني طريقة عمل البروشورات الكرتونية، إذ استطعت تزيين فساتين عرائسي وقطع ملابسي بها». ولفتت طالبة المرحلة المتوسطة هدى العنزي إلى أن الدافع وراء التحاقها بالمركز الصيفي هو حالة أسرتها المتواضعة التي لا تمكنها من السفر، خصوصاً في ظل سفر بنات جيرانها، ولافتقارها لأبسط وسائل الترفيه كالقنوات الفضائية والإنترنت، مشيرة إلى أن الحصيلة التي اكتسبتها منه دورات فن الإلقاء وتزيين صواني الضيوف، وعمل ديكورات متنوعة، الأمر الذي طور مهاراتها وأسهم في تحسين دخلها المادي، أما خريجة المرحلة الثانوية رحمة عبدالله فذكرت أنها قررت مقاطعة المركز الصيفي على رغم تواصل التحاقها لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات متواصلة، بسبب تكرار الدورات، ورتابة طريقة تقديمها، وإقحام المحاضرات في مضمونها، وعدم وجود برامج مبتكرة تواكب العصر الحالي. من جانبها، قالت الموظفة في المركز سابقاً والمتطوعة حالياً، لمياء الترفان: «بعد اجتيازي دورة التدريب الصيفي واختياري طبيعة الدورات التي سأقوم بتطبيقها مع طالباتي، وموافقة المشرفات عليها، وأعمد إلى تخصيص الدورة المناسبة للفئة المناسبة، فمثلاً اخصص دورة لا تتجاوز الأسبوع لشرح طريقة عمل أطواق الشعر، والبروشات لفئة طالبات المرحلة الابتدائية، في حين أكلف طالبات المرحلة المتوسطة بعمل مبسط من الجرات الطينية، أما المرحلة الثانوية فأعلمهم طريقة تزيين صياني الضيافة وعمل الديكورات المناسبة لها، ليتم طرح انجازاتهم ضمن «بازار» يقره المركز، وتختتم أعمالهم عن طريق عرضها في معرض خاص. من ناحية أخرى، ذكرت مديرة أحد المراكز الصيفية في حي الفيصلية منيرة العتيبي أن دوام المركز يبدأ من الساعة الرابعة عصراً وحتى الثامنة مساء، يتخللها حلقة تحفيظ ثم فترتين بمعدل ساعة لكل مجال منها، يليها ملتقى طوال ثلاثة أيام، يتمثل بالعديد من المسابقات والأنشطة، في حين نخصص يومين في الأسبوع لطرح محاضرات متنوعة، وقالت: «إن أكثر فئة إقبالاً على المراكز الصيفية هم طالبات المرحلة الابتدائية، وأن تواضع عدد طالبات الكلية وخريجات الثانوية يرجع إلى ميلهم بإشغال أوقات فراغهم باهتمامات أخرى كالتلفزيون والإنترنت والسهر، وعن طبيعة البرامج التي فرضتها الوزارة على المراكز، قالت: «إنها اقتصرت على مسابقة اللغة العربية (الخطابة) ودورة التواصل التي تم طرحها من مدربة تابعة لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وأن أكثر المجالات التي تطالب الطالبات إدارة المركز تفعيلها التصوير الضوئي، وبرامج الفوتوشوب».