- إبراهيم القصادي - جازان تمتاز المائدة الجازانية في عيد الأضحى المبارك بالتنوع فتكون لكل أكلة نكهتها التي تميزها، حتى صارت بعض المأكولات لا تطبخ إلا في مناسبة معينة، وعلى رأس تلك المناسبات عيد الأضحى. ولعل أشهر الأكلات التي يعدها أهالي جازان في عيد الأضحى هي «المحشوش» التي عُرفت قديمًا ب"الحميس"، وهي أكلة شعبية موسمية يفصل فيها اللحم والشحم من العظم كل على حدة، ثم يقطع لقطع صغيرة ويغسل ويترك ليجف ليبدأ الاستعداد لطهيه في المساء. ويجتمع أفراد العائلة الواحدة أو الجارات معًا لإعداد "المحشوش". هذا بخلاف العديد من الأكلات الأخرى مثل الكبسة، والحيسية، والمفالت، والمعصوب، والمرسة، والحنيذ، والدقيق والخمير وغيرها. المواطنة هند محمد تشرح طريقة طهي المحشوش قائلة: "نأتي بخشب وبُلوك ونرتبها، ونضع القاز على الخشب (الحطب)، ونحضر قدرًا يستوعب كمية اللحم، ثم نضعه على النار، ونقوم بوضع الشحم المقطع فى القدر، ويغطى لمدة 5-10 دقائق، ثم يقلب الشحم حتى يذوب بكمية كبيرة فى القدر، فيصبح لدينا زيت، بعدها نضع اللحم ونضيف إليه الملح والبهارات، والبعض يضع كُركم ونحركه إلى أن يُصبح لونهُ أحمر ثم نضعه في طبق التقديم ويُقدم ساخنًا". المواطنات صفاء علي ومريم بركات وفاطمة محمد أوضحن أن أهالي منطقة جازان توارثوا العديد من العادات والتقاليد في مناسبات الأعياد أصبحت رمزًا لها. وأضفن: "بعد صلاة العيد نذبح الأضحية، من ثم يبدأ الطبخ في المغش المعروف بالمنطقة، فيطهر لحم للغداء، ومن ثم المحشوش بطريقته المعروفة". وتشير المواطنة وحيدة علي إلى أن من العادات الجازانية اجتماع رجال الحي للفطور الصباحي بعد عودتهم من صلاة العيد، ثم رجوع كل منهم إلى منزله لذبح الأضاحي وتقسيمها حسب المعروف.