أعاد الهجوم الإسرائيلي على الدوحة إبراز تقاعس الولاياتالمتحدة عن حماية أحد أبرز حلفائها في الخليج، رغم احتضان قطر لأكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة. فشل واشنطن في منع الضربة أو ردعها أثار شكوكًا حول مصداقية التزاماتها الأمنية، وزاد من غضب دول الخليج التي رأت في الموقف الأمريكي ضوءًا أخضر لإسرائيل. وقد جاء الرد الخليجي حادًا، إذ أكدت السعودية والإمارات تضامنها الكامل مع قطر، فيما حذّر محللون من أن هذا التراخي الأمريكي سيعمّق أزمة الثقة ويدفع الحلفاء للبحث عن بدائل إستراتيجية لدى قوى عالمية أخرى. ضربة جوية وأعاد المشهد الصادم رسم ملامح التوازنات السياسية في المنطقة، نفذت إسرائيل ضربة جوية على اجتماع لقيادات حركة حماس في العاصمة القطريةالدوحة، الدولة التي عُرفت بهدوئها وبدورها الوسيط في النزاعات. هذا الهجوم الذي وقع بينما كانت قطر تستضيف جولات تفاوضية بدعم أمريكي لإنهاء الحرب على غزة، لم يقتصر على خرق سيادة دولة خليجية، بل ألقى بظلاله الثقيلة على الثقة التاريخية بين الخليج والولاياتالمتحدة، التي فشلت في منع التعدي رغم وجود أكبر قواعدها العسكرية في المنطقة على الأراضي القطرية. قلب الوساطة ولطالما امتنعت إسرائيل عن استهداف المكتب السياسي لحماس في الدوحة، بالنظر إلى الدور المحوري الذي تلعبه قطر في الوساطات الإقليمية. لكن الضربة الأخيرة بدّدت هذا العُرف الضمني، وأثارت شكوكا حول الضمانات الأمنية التي يفترض أن واشنطن توفرها لحلفائها. ورغم إعلان الولاياتالمتحدة أنها أُبلغت مسبقًا بالهجوم، فإن الدوحة أكدت أن القنابل سقطت دون أي تحذير فعلي، ما عُدّ إشارة واضحة إلى تقاعس أمريكي عن حماية حليف إستراتيجي. العلاقات الخليجية الأمريكية وأصداء الضربة لم تقتصر على قطر. فالسعودية سارعت عبر وزير دفاعها للتعبير عن تضامنها الكامل مع الدوحة وإدانة «الهجوم السافر»، فيما أكدت الإمارات أن أمن الخليج لا يتجزأ، محذرة من أن مثل هذه الانتهاكات تُزعزع الاستقرار الإقليمي. وهذا الإجماع الخليجي كشف عن تصاعد القلق من اعتماد غير مضمون على واشنطن. رسالة أبعد من حماس ويرى محللون أن الهجوم الإسرائيلي لم يكن موجهاً فقط ضد قادة حماس، بل ضد البيئة السياسية الخليجية بأكملها، في محاولة لتأكيد أن القوة الميدانية الإسرائيلية ستستمر بغض النظر عن الضغوط الدبلوماسية. لكن هذه الرسالة حملت ثمنًا باهظًا: ضرب صورة الولاياتالمتحدة كضامن أمني في المنطقة، وزيادة الشكوك حول مستقبل شراكاتها مع دول الخليج. 1. تراجع المصداقية الأمريكية: عجز واشنطن عن منع الهجوم الإسرائيلي على الدوحة أثار شكوكًا حول التزاماتها الأمنية تجاه الخليج. 2. غضب خليجي متصاعد: السعودية والإمارات أدانتا الضربة وأكدتا وقوفهما مع قطر، معتبرتين الهجوم تهديدًا لأمن المنطقة ككل. 3. إعادة رسم التحالفات: المحللون يرون أن الموقف الأمريكي سيدفع دول الخليج لتسريع تنويع شراكاتها مع قوى مثل الصين وروسيا.