عمّان، دمشق، القاهرة - "الحياة"، أ ف ب - أفادت صحيفة أردنية أمس عن لقاء بين الرئيسين العراقي صدام حسين والسوري بشار الأسد عقد الأسبوع الماضي على الحدود بين بلديهما. وحذرت الصحف الرسمية السورية أمس من أن أي ضربة أميركية للعراق قد تكون تمهيداً لضرب دول أخرى، فيما شدد وزير الخارجية المصري أحمد ماهر على أن التدخل العسكري في ذلك البلد سيؤدي إلى "مضاعفات خطيرة جداً على الشعب العراقي والمهاجمين أنفسهم". ونبه إلى عدم وجود مبرر قانوني أو سياسي لتهديد الولاياتالمتحدة بتوجيه ضربة للعراق، مشيراً إلى أن القاهرة أبلغت واشنطن رفضها هذه الضربة التي قد تؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا. وفي عمّان كتبت صحيفة "الهلال" أن الرئيس السوري اصطحب معه إلى الاجتماع مع صدام، شقيقه ماهر ومدير الاستخبارات السورية. وتابعت أن الرئيس العراقي أهدى بشار خلال اللقاء بندقية قديمة من متحف بغداد. واعتبرت صحيفة "تشرين" الحكومية السورية أمس أن "الضربة الأميركية ستكون تهديداً لأمن المنطقة واستقرارها وخدمة سافرة لمخططات حكومة ارييل شارون في زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، بخاصة أن هذه الحكومة لا تخفي شراكاتها في أي هجوم عسكري يستهدف العراق وغيره من الدول لاحقاً". أما صحيفة "البعث" الناطقة باسم الحزب الحاكم في سورية، فرأت أن "كل الدول العربية يرفض خطط الهجوم الأميركي على العراق، انطلاقاً من حقيقة ان أي هجوم سيكون غير مبرر، ويؤدي إلى زيادة تدهور الأوضاع في المنطقة، لا سيما في ضوء التصعيد العدواني الإسرائيلي ضد الشعب العربي الفلسطيني". وأشارت إلى أن "الأسرة الدولية ممثلة بالأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وضعت نفسها بعيداً من الإدارة الأميركية وخططها، وكذلك العرب الذين وقفوا للمرة الأولى معها في حرب الخليج الثانية، في مواجهة العراق". ولاحظت صحيفة "الثورة" السورية ان "جميع من تعتبرهم أميركا حلفاء لها في المنطقة، باستثناء إسرائيل، أكدوا في شكل لا يدع مجالاً للشك أو التأويل أن العراق لا يمثل تهديداً لأمنهم". ورأت أن "ذريعة وجود أسلحة دمار شامل لدى العراق هي مجرد ذريعة واهية"، وتساءلت: "لماذا تواصل الولاياتالمتحدة تعزيز الترسانة الإسرائيلية بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الأميركية، ولا تسمح بفتح ملف السلاح النووي والجرثومي والكيماوي الإسرائيلي"؟ وختمت مطالبة الولاياتالمتحدة بأن تضع في الاعتبار "أن العالم لن تنطلي عليه مزاعمها ولن يقف مكتوف الأيدي في وجه محاولاتها لزعزعة استقراره تحت لافتة حجج وأوهام باطلة". و"تعزيزاً لصمود العراق في مواجهة الحملة العدوانية الأميركية"، يعقد "الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب" بمشاركة رؤساء الاتحادات النقابية في العالم العربي دورة طارئة للمجلس المركزي في دمشق السبت المقبل.