- الرأي - إبراهيم القصادي - جازان : قدّمت الكاتبة والفنانة التشكيلية سعاد عسيري حضورًا لافتًا خلال مشاركتها في مهرجان جازان 2026 عبر ركن أحد المسارحة، حيث قدّمت مجموعة من الأعمال التشكيلية التي لم تكتفِ بعرض اللون والشكل، بل أعادت قراءة المكان والذاكرة الجازانية بلغة فنية معاصرة. لوحات عسيري بدت كمسار بصري متكامل؛ رموز من التراث، ومفردات من البيئة الجنوبية، وصور إنسانية تلتقط تفاصيل الحياة اليومية، جميعها تحولت إلى سرد فني يزاوج بين الأصالة وروح التجديد. وقد منح هذا التنوع الركن هوية خاصة جذبت أنظار الزوار والمهتمين بالفن، وأثارت نقاشات حول دلالات الأعمال ورسائلها. وشهد الركن حضورًا متزايدًا من عشاق الفنون التشكيلية، الذين ثمّنوا مبادرات الفنانين المحليين في إبراز المكوّن الثقافي لجازان، مؤكدين أن مثل هذه المشاركات تسهم في ترسيخ الفن كمساحة وعي وتعبير عن الهوية. وتأتي مشاركة عسيري امتدادًا لمسيرتها التي تجمع بين الكتابة والفن التشكيلي؛ إذ توظف خلفيتها الأدبية في صياغة لوحات تحمل بعدًا سرديًا وتأمليًا، وتمنح المتلقي فرصة للتفاعل مع العمل بوصفه تجربة فكرية وجمالية في آن واحد. ويُعد ركن أحد المسارحة أحد الأركان البارزة في المهرجان، بوصفه منصة لعرض مواهب المنطقة وإتاحة الفرصة للفنانين لتقديم تجاربهم ضمن بيئة ثقافية داعمة، بما ينسجم مع توجهات التنمية الثقافية ودعم الفنون ضمن رؤية المملكة 2030. وقد أكدت هذه المشاركة، من جديد، أن الفن التشكيلي ليس مجرد ممارسة جمالية، بل أداة للتوثيق والذاكرة، تسهم في حفظ الموروث المحلي وإعادة تقديمه بأساليب حديثة تعكس تنوع المشهد الفني في جازان ومكانته المتنامية. ‹ › ×