تبنى الأسرة على أبوين وتكون حياتهم مليئة بالتحديات والمشاق في سبيل الحفاظ على كيان الأسرة وقد حكي لنا وشهدنا أباء وأمهات عندما وافتهم المنية وحضر الأجل تفاجأ أقاربهم بأنه قد حصل بينهم طلاق منذ زمن بعيد ولكن دون علم أحد وغيرها من القصص في واقعنا التي تحكي تضحية أبائنا وأمهاتنا في الماضي فقد كانوا ثابتين في وجه كل اشكالية تعرض في طريقهم في هذه الحياة دون أن ينطق أحدهم أعني رجلا كان أو أنثى ينبت شفه أو يتململ هذا الرسوخ والثبات لم ليكن ليأتي من فراغ ذلك أنه عندما تحضر مراقبة الله عز وجل واحترام ذلك الميثاق الغليظ الذي اخذه الله عز وجل على عباده وما ورثه أولئك من أسلافهم من قيمٍ نبيلة وسجايا كريمة يحصل الثبات في وجه رياح الزمن ومتغيراته التي تعصف بكل أسرة وما يفقده آباء اليوم الثبات والصبر والإجابة على اسئلة كثيرة تتطلب وقفة صادقة مع أنفسهم في الغرض الأساسي الذي شرع الله سبحانه وتعالى له الزواج من بناء أسرة مسلمة وتكثير عدد الساجدين في الأرض إن ما يفقده أباء وأمهات اليوم عدم الاهتزاز في حياتهم الزوجية مهما عصفت بهم من ملمات كما قال تعالى:{ ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب} ما يفتقده أباء وأمهات اليوم تنشأة أبنائهم بوازع ديني وأخلاقي تتكسر عنده جهود التقنية الحديثة والذكاء الاصطناعي في هزه فضلا عن النيل منه . ما يفقده أباء اليوم مواكبة العصر بانفتاحه وتطوره مع زرع القيم الإسلامية الربانية وأن يعلموا أبنائهم أن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده وأن يفهموا أبناءهم أيضاً أن من حقائق الإيمان بين المسلمين أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك وأن يعلموهم أنه ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا فضله كلها قيم وأخلاق عظيمة جاءت في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المجتمعات المتحضرة والمتطورة والناجحة تبنى على أعظم لبنة عظمها ديننا الإسلامي وهي لبنة الأسرة والتي جاءت شريعتنا بتنظيم حقوقها وواجباتها وصيانتها وأكبر دليل ملموس اليوم على ذلك ما شهدناه مؤخراً من تطور في نظام الأحوال الشخصية السعودي فقد قام على مراجعته وإعداده جمع كبير من العلماء والباحثين الشرعيين وغيرهم وقد حوى على مواد وأنظمة مستمدة كتاب الله عزوجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا أكبر جواب على سؤال يطرح بين الفينة حول حماية الإسلام للأسرة المسلمة والمرأة فيها على وجه الخصوص وأن دين الإسلام دين. صالح لكل زمان ومكان . Ahmed_198482@