تعزّز المملكة العربية السعودية جهودها لتطوير قطاعها الصحي بما يتوافق مع مستهدفات رؤية 2030، التي تضع الصحة والإنسان في مقدمة أولويات التنمية الوطنية، وصولًا إلى نظام صحي أكثر كفاءة واستدامة، وفي هذا المسار، برزت البرامج الجامعية القصيرة MicroX كوسيلة أساسية لإعداد المواطن للعمل في مجالات الرعاية الصحية الأولية، والتمريض، والتقنيات الطبية الحديثة. وتُسهم هذه البرامج في غرس ثقافة الصحة الأولية لدى المتدربين في المبادرة، عبر مناهج مركّزة تُؤهلهم للتعامل مع التشخيص المبكر، والرعاية الوقائية، والتثقيف الصحي، ويسهم في رفع جودة الخدمات الصحية المقدمة على مستوى المجتمع، كما تتيح للمتدربين اكتساب مهارات عملية قابلة للتطبيق المباشر، مما يُعزز من جاهزيتهم لدعم مسارات التحول الصحي الوطني. وفي المجال الصحي على وجه الخصوص، برزت مجموعة من البرامج الجامعية القصيرة التي تجسّد هذا التوجه، مثل: تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التشخيص والتخطيط العلاجي، والعلاج النفسي عن بُعد والتواصل مع المرضى، وبرامج الصحة الرقمية، وتحليلات البيانات الصحية، إلى جانب ممارسات الصحة العامة والسلوك الصحي، ونموذج الرعاية الصحية الحديث، وتسهم هذه البرامج في إعداد كوادر وطنية قادرة على تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية والتمريض المجتمعي بكفاءة، ومواكبة التحولات الرقمية والتنظيمية في القطاع الصحي، بما يعزز من كفاءة النظام الصحي ويحقق مستهدفات رؤية المملكة نحو نظام أكثر استدامة وجودة. وفي مجال التمريض المجتمعي، توفر هذه البرامج مسارات تعليمية مرنة تمكّن الخريجين من الانخراط السريع في هذا التخصص الحيوي، وترفع من مهارات العاملين والممارسين في المجال الصحي، عبر تزويدهم بالمعارف الأساسية والمهارات التطبيقية التي توسع من دور التمريض، ليشمل الوقاية والتثقيف الصحي، وليس العلاج فقط. أما في جانب التقنيات الطبية المحمولة، فقد صُممت البرامج الجامعية القصيرة لمواكبة التطور الرقمي في القطاع الصحي، حيث يتلقى المتدربون تدريباً عملياً على استخدام الأجهزة الذكية، والفحوصات الميدانية وإدارة البيانات الصحية إلكترونياً، وهو ما يسهم في رفع كفاءة الخدمات وتقليل التكاليف التشغيلية، ويعزز من قدرة المملكة على تقديم خدمات صحية متقدمة ومبتكرة. كما أن هذه البرامج تُطور بالشراكة مع الجامعات الوطنية والمؤسسات الصحية ورواد الصناعات الطبية، بما يضمن مواءمة مخرجاتها مع متطلبات سوق العمل الصحي، ويسهم في سد الفجوات المهارية، ورفع نسب التوطين في واحد من أكثر القطاعات أهمية للتنمية المستدامة. وبذلك، تُشكل البرامج الجامعية القصيرة رافداً مهماً لدعم النظام الصحي الوطني، من خلال تمكين السعوديين بالمهارات والمعارف التي تجعلهم قادرين على المساهمة الفاعلة في بناء نظام صحي متكامل، قائم على الوقاية، والكفاءة، والاستدامة، بما يواكب توجه المملكة نحو مستقبل صحي أكثر توازناً وشمولاً.