إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ؛ أجرى الفريق الطبي والجراحي التابع للبرنامج السعودي لفصل التوائم الملتصقة اليوم، عملية فصل التوأم الملتصق الجامايكي «أزاريا وأزورا» في مستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بوزارة الحرس الوطني في مدينة الرياض، وتكللت العملية بحمد الله بالنجاح، حيث جرى فصل التوأم ووضعهما في سريرين منفصلين. وأوضح معالي المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية رئيس الفريق الطبي والجراحي لعمليات فصل التوائم السيامية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، أن التوأم «أزاريا وأزورا إيلسون» وصلت إلى المملكة يوم 28 يوليو الماضي، حيث خضعتا لفحوصات دقيقة ومتعددة في مستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال، وأظهرت النتائج اشتراكهما في منطقة أسفل الصدر والبطن والكبد، مع اشتباه باشتراك في الأمعاء وأغشية القلب. كما أبان معاليه أن إحدى التوأم تعاني عيوبًا خلقية كبيرة وضعفًا في كفاءة عضلة القلب يبلغ نحو 20% من المعدل الطبيعي، ما يرفع نسبة الخطورة الجراحية إلى نحو 40%. وبيَّن معاليه أن الفريق الطبي عقد عدة اجتماعات تخصصية بمشاركة مختصين في أمراض قلب الأطفال، وانتهى إلى خطة علاجية وجراحية تضمنت وضع بالونات تمديد تحت الجلد لتأهيل الأنسجة وإتاحة تغطية الفجوات بعد الفصل، إضافة إلى تهيئة دوائية دقيقة ومراقبة لصيقة للمؤشرات الحيوية للتوأم التي تعاني قصور القلب منعًا لحدوث مضاعفات. وأفاد الدكتور الربيعة أن العملية نُفِّذت عبر ست مراحل رئيسة شملت: التخدير، والتعقيم والتحضير، والمداخلة الجراحية، وفصل الأعضاء المشتركة، وإعادة الترميم، ثم الإغلاق النهائي، واستغرقت قرابة تسع ساعات، بمشاركة فريق يضم 25 من الاستشاريين والاختصاصيين والكوادر التمريضية والفنية في تخصصات التخدير وجراحة الأطفال وجراحة التجميل وغيرها. وأكد معاليه أن هذه العملية تُعدّ رقم (67) ضمن البرنامج السعودي لفصل التوائم الملتصقة على مدى ما يزيد على 35 عامًا، والذي اعتنى بحالات من مختلف دول العالم، مجسدًا ما يحظى به قطاع الصحة في المملكة من دعم كريم ورعاية متواصلة من القيادة الرشيدة، وما يتمتع به الكادر الطبي السعودي من تأهيل رفيع وكفاءة مهنية عالية. ورفع معاليه باسمه ونيابة عن أعضاء الفريق الطبي والجراحي أسمى آيات الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله على ما يوليانه من دعم غير محدود للبرنامج، سائلًا الله العلي القدير أن يجزيهما خير الجزاء وأن يمنَّ على التوأم بالصحة والشفاء العاجل.