تحتفل المملكة العربية السعودية بيومها الوطني في الثالث والعشرين من سبتمبر كل عام، وهو ليس احتفالاً ترفيهياً عابراً، بل مناسبة تستحضر مسيرة التأسيس وما رافقها من تضحيات وبطولات. فمنذ انطلاقة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ورجاله المخلصين –رحمهم الله– عام 1319ه، وحتى إعلان توحيد البلاد عام 1351ه، كانت رحلة كفاح طويلة اجتازوا فيها الفيافي والصحارى شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، حتى تحقق هذا الحلم الكبير. اليوم الوطني ليس مجرد ذكرى، بل هو واقع حيّ أدخل المملكة مرحلة الدولة السعودية الثالثة، وأرسى دعائم الأمن والاستقرار، ومن رحم هذا الاستقرار انطلقت مسيرة تنموية شاملة طالت الدين والأمن والمجتمع والصحة والتعليم وسائر مجالات الحياة. توالى على نهج المؤسس أبناؤه الملوك سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبدالله -رحمهم الله- الذين أضافوا إنجازات كبرى، حتى وصلنا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان –حفظهما الله–، حيث يشهد الوطن نهضة متسارعة وغير مسبوقة في مختلف المجالات. لقد تحققت للمواطن والمقيم سبل العيش الكريم والأمان الشامل، فامتدت الطرق السريعة التي تربط بين المدن بآلاف الكيلومترات، وارتقت منظومة التعليم لتشمل نحو ستة ملايين طالب وطالبة في التعليم العام، إضافة إلى أربع عشرة جامعة وكلياتها المنتشرة في مناطق المملكة. أما القطاع الصحي، فقد أصبح علامة مضيئة بما يقدمه من خدمات مجانية للمواطنين وبعض المقيمين، عبر عشرات المستشفيات والمراكز الطبية المتقدمة، وبما يشهده من إنجازات طبية كبرى، أبرزها إجراء أكثر من ستين عملية ناجحة لفصل التوائم السيامية من جنسيات متعددة، وهي عمليات يعجز عنها كثير من الدول المتقدمة. إنها مسيرة حضارية تستحق أن نحتفل بها بكل فخر واعتزاز، برعاية كريمة من قيادتنا الحكيمة، لتظل المملكة العربية السعودية –بعون الله– نبراساً للتنمية والأمن والأمان. مندل عبدالله القباع