نحمد الله ونشكره على ما حبانا به من تلاحم فريد بين القيادة والمواطنين، تلاحم يشهد له العالم أجمع منذ أن وحّد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن – رحمه الله – هذا الكيان العظيم. فمنذ أن استعاد الرياض عام 1319ه وانطلق بمسيرة التوحيد حتى أعلن عام 1351ه قيام المملكة العربية السعودية، رفع اسمها عاليًا يرفرف فوق كل مدينة ومحافظة وهجرة ومركز. الملك عبدالعزيز – صقر الجزيرة – أسس منهج الحكم على سياسة الباب المفتوح، يستمع إلى الكبير والصغير، إلى الحضر والبادية، رجالًا ونساءً، عبر رجاله وخدمه، واستمر على ذلك النهج أكثر من خمسين عامًا حتى استتب الأمن في جميع أرجاء البلاد. ثم واصل أبناؤه الملوك – رحمهم الله – المسيرة، حتى وصلنا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – حيث تعزز هذا النهج، وأصبحت سياسة الباب المفتوح أكثر رسوخًا، يمارسها الملك وولي عهده وجميع أمراء المناطق ومحافظي المدن، فغدا المواطن والمقيم قادرًا على عرض حاجاته ومطالبه مباشرة دون حجاب أو حاجز. لقد جعلت هذه السياسة المملكة نموذجًا فريدًا في التلاحم بين القيادة والشعب. فأصبح الجميع – مواطنين ومقيمين – كتلة واحدة متحابة متعاضدة، يعيشون تحت راية التوحيد: لا إله إلا الله محمد رسول الله. فاستتب الأمن، وعمّ السلام، وضُرب المثل بهذه التجربة التي لا نظير لها. اليوم، يعيش الفرد في المملكة آمنًا مطمئنًا، يقطع الفيافي والصحاري مع أسرته دون خوف، بل يجد العون والمساعدة من رجال الأمن في كل مكان. والفضل – بعد الله – يعود إلى القيادة الرشيدة التي جعلت كتاب الله وسنة رسوله دستورًا للحكم، كما ورد في النظام الأساسي للحكم. نسأل الله أن يحفظ هذه البلاد المباركة من كل سوء، وأن يرد كيد الأعداء في نحورهم، وأن يحفظ جنودنا المرابطين على الثغور، ويشفي جرحاهم، ويرحم شهداءهم، ويطيل في أعمار قادتنا على الطاعة والخير. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. عضو هيئة الصحفيين السعوديين