شهد جنوبلبنان، أمس (الأربعاء)، تصعيداً جديداً في وتيرة الهجمات الإسرائيلية، بعدما استهدفت طائرة مسيّرة سيارة في بلدة الطيري، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 11 آخرين، معظمهم من الطلاب الذين كانوا يستقلون حافلة مرت صدفة خلف السيارة المستهدفة، وفق ما أفادت به مصادر محلية. يأتي هذا الهجوم بعد يوم واحد من غارات إسرائيلية أخرى أعلنت عنها تل أبيب، حيث أكد الجيش الإسرائيلي مقتل عنصرين من حزب الله في غارتين بطائرتين مسيّرتين نُفذتا أمس الثلاثاء جنوب البلاد. وأوضح الجيش الإسرائيلي أن الغارة الأولى في منطقة بنت جبيل استهدفت أحد عناصر حزب الله الذي قال: إنه كان يشارك في "استعادة البنية التحتية" للتنظيم، بحسب ما نقلته صحيفة تايمز أوف إسرائيل. أما الغارة الثانية، فقد وقعت في منطقة بليدا وأسفرت عن مقتل عنصر آخر كان – وفق الرواية الإسرائيلية – ينفذ مهمة جمع معلومات استخباراتية عن تمركز القوات الإسرائيلية. وتأتي هذه العمليات في ظل توتر متصاعد على الحدود بين لبنان وإسرائيل، ووسط استمرار تبادل القصف واستهداف المواقع بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله منذ اندلاع الحرب في غزة. كما وصف الجيش الإسرائيلي الغارتين بأنهما "انتهاك للتفاهمات القائمة بين إسرائيل ولبنان"، في إشارة إلى تفاهمات ما بعد حرب 2006. وتثير هذه التطورات مخاوف من انزلاق الجبهة الشمالية إلى مواجهة أوسع، خاصة مع تزايد الإصابات بين المدنيين اللبنانيين، وبينهم طلاب، في ظل استمرار المسيّرات الإسرائيلية في تنفيذ عمليات دقيقة داخل العمق الجنوبي.