- الرأي - إبراهيم القصادي - جازان : يبدو أن الحجرة الخضراء التي جاءت الأديبة والمترجمة السعودية نادية خوندنة لتشرح قصصها على ضفاف جمعية أدبي جازان مساء الخميس ٢٠ نوفمبر ٢٠٢٥م بدت أكثر من كونها ٤٠ قصة قصيرة لأدباء سعوديين بارزين لتتجاوز بحديثها قصة الأربعين قصة وليكون حوار الساعتين شاملًا كثيرًا من شؤون وشجون القصة معرجًا إلى شؤون وشجون الترجمة وتحدياتها . وقالت خوندنة أمام حشد من المترجمين والأدباء وكتاب القصة القصيرة وغيرهم : إن فكرة كتابة قصص الحجرة الخضراء الأربعين بدأت عبر ترجمتها لقصة لخالد اليوسف ثم لحسن حجاب الحازمي وحكيمة الحربي ثم الاقتراح بترجمة ٣٠ قصة حتى انتهى المطاف ب ٤٠ قصة قصيرة لأربعين كاتبًا وكاتبة من مختلف أنحاء المملكة يمثلون أجيالًا مختلفة ، وقالت المترجمة السعودية في حوار أجراه معها الأديب والشاعر والمترجم ورئيس جمعية أدبي جازان حسن الصلهبي : إن دار (رامينا) هي من تولت طباعة هذه المجموعة بفضل وجود كاتب وأديب ومترجم هو هيثم حسين وهذا من أسباب النجاح في الترجمة والطباعة وأضافت أن عددًا من كتاب القصة القصيرة في جازان شاركوا في هذا الإصدار القصصي المترجم بالانجليزية . وأشارت إلى أنها أهدت الإصدار إلى والدها عبدالوهاب خوندنة الذي علمها واهتم بتعليمها وتثقيفها كونه كان يتواصل مع الحجاج ويتحدث عدة لغات . وأضافت أن هذا الكتاب بلونه الأخضر أيضًا إهداء إلى الوطن علاوة على أنه تعاون بيني وبين الأدباء الذين يمثلون كوكبة من أجيال متعددة . وقالت : إنها حرصت على الترجمة للمبدع السعودي الراحل محمد علي علوان ضمن هذا الكتاب بعد وفاته بعد الرجوع لأحد أبنائه وفاء له وعرفانًا وكذلك الحال للمبدع الراحل الآخر جبير المليحان فهما عملاقان في القصة القصيرة ورائدان من روادها ، ونوهت بدور الفنانة التشكيلية والقاصة مريم الحسن التي قدمت ٣٤ لوحة تشكيلية مصاحبة لهذا العمل المترجم بالإضافة إلى أن قصة سعاد عسيري صاحبتها لوحة من عملها . وأشارت المترجمة السعودية نادية خوندنة في معرض حديثها إلى أهمية الترجمة في التواصل الحضاري ووصول صوت الأدب السعودي إلى لغات أخرى مثمنة بالدور الذي قام به حسن الصلهبي كونه من الأوائل الذين اهتموا بالترجمة وتجاوبه معها مع آخرين أمثال الدكتور عبدالله الطيب الذي جمع ٥٠ قصة وترجمها موضحة أن ال٤٠ قصة التي جمعتها تنوعت لتشمل مناطق المملكة ولعدة أجيال مع تنوع التقنيات السردية . وشددت على أن المترجم يجب أن يكون ملمًّا باللغتين وأن يكون أقدر على فهم النص أو اللغة المصدر وذلك من خلال تجربتها التي امتدت ٢٣ عامًا في مجال الترجمة حيث بدأت بترجمة ١٠ قصائد من الشعر النبطي الذي فيه كل الصعوبات الثقافية الأمر الذي أعطاها ثقة كبيرة لترجمة المزيد . وحول أهداف الترجمة قالت : إنه يجب استهداف الجاليات والمعارض الكبرى في الداخل والخارج لنقل صورة الأدب السعودي لغير العرب من خلال القصص والكتب المترجمة بطرق إبداعية يتقبلها الآخر . وأثنت على وضع الترجمة الأدبية في المملكة بوجود جمعية الأدب التي تعمل بفاعلية من خلال الدورات واللقاءات والإصدارات المترجمة ، وأن هناك ترجمات إلى لغات عالمية متعددة . وأشادت بإبداعات السعوديين في ظل الدعم الذي يلقونه وما يمتلكونه من مواهب خاصة في ظل رؤية هذا الوطن في كافة المجالات . وكرم رئيس جمعية أدبي جازان حسن الصلهبي المترجمة نادية خوندنة بدرع الجمعية تقديرًا لدورها الكبير في الترجمة في أمسية نوعية حضرها نخبة من الكتاب والمثقفين بمنطقة جازان.