يحتفي العالم باليوم العالمي للطفل في 20 نوفمبر من كل عام، وهو يوم يُجسّد التزام المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه الطفل، وتأكيدًا لبناء مستقبل مزدهر يبدأ من رعاية الأطفال وتمكينهم من حقوقهم الأساسية في التعليم والصحة والحماية من العنف والإهمال، كما نصت على ذلك المواثيق والأعراف الدولية. وفي هذا الإطار تواصل المملكة العربية السعودية دورها الإنساني الرائد عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي جعل من الطفل محورًا أساسيًا في برامجه ومشاريعه ومبادراته الإنسانية والإغاثية، فنفذ المركز منذ تأسيسه (1.103) مشاريع مخصصة للطفل في مجالات متعددة، بتكلفة تجاوزت مليارًا و(250) مليون دولار أمريكي، استهدفت تحسين حياة الأطفال وأسرهم وضمان حصولهم على التعليم والرعاية في بيئة آمنة وصحية، كما قدّم المركز أكثر من (500) مليون دولار أمريكي لحماية (370) مليون طفل سنويًا من مرض شلل الأطفال، في مبادرة إنسانية تُعد من أكبر المبادرات العالمية في هذا الشأن. ومن أبرز المشاريع النوعية الذي نفذها المركز في هذا المجال مشروع إعادة تأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين بالنزاع المسلح في اليمن الذي أعاد رسم البسمة على وجوه الأطفال بعد العناء؛ ويهدف إلى إعادة دمج الأطفال الذين سبق تجنيدهم في المجتمع وإلحاقهم بالمدارس، مع تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم ولأسرهم عبر دورات متخصصة تساعدهم على استعادة طفولتهم. وفي رسالة تحمل الأمل لمن حُرموا من نعمة السمع من الأطفال نفذ المركز برنامج "سمع السعودية" التطوعي لزراعة القوقعة والتأهيل السمعي للأطفال في تونس وسوريا وتركيا والسنغال، وللأطفال الفلسطينيين في الأردن، والأطفال الكينيين والصوماليين، وهو مشروع نوعي يُعد أكبر حدث إنساني تطوعي لزراعة القوقعة والتأهيل السمعي في العالم. وأشرف المركز كذلك على البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة أحد أبرز الإنجازات النوعية التي يقدمها المركز، إذ أُجرى (67) عملية ناجحة لتوائم ملتصقة من (28) دولة في (5) قارات حول العالم، تكللت جميعها بالنجاح ولله الحمد. وفي مجال التغذية يواصل المركز مسيرة عطائه عبر (284) مشروعًا في الأمن الغذائي للأطفال ومنها مشروع التدخل العاجل لأطفال غزة من خلال تقديم عبوات حليب للذين يعانون من سوء التغذية الحاد في مبادرة عاجلة تسهم في إنقاذ حياة الصغار في واحدة من أكثر المناطق معاناة، كما ينفّذ في باكستان مشروع الدعم التغذوي المنقذ للحياة في حالات الطوارئ للأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد ويستفيد من المشروع (57.500) فرد من بينهم (30.444) طفلًا و(27.056) امرأة حاملًا أو مرضعة، إلى جانب مشروع آخر في نفس المجال للأطفال بباكستان يستفيد منه (66,414) فردًا، وقدم المركز في الصومال (1.068) طنًا متريًا من الأغذية المغذية المتخصصة لدعم الأطفال دون سن الثانية والنساء الحوامل والمرضعات، إضافة إلى توفير خدمات الوقاية من سوء التغذية ل(122.847) طفلًا و(57.301) امرأة حامل ومرضعة، في جهود إنسانية تُحافظ على الحياة أثناء الأزمات. وفي المجال التعليمي أولى المركز اهتمامًا كبيرًا بتوفير فرص التعليم في البيئات المتأثرة إذ نفّذ (53) مشروعًا تعليميًا مخصصًا للأطفال، ومنها مشروع تحسين البيئة التعليمية للأطفال النازحين والمجتمع المضيف في اليمن مستهدفًا أكثر من (13.509) طلاب وطالبات من خلال توزيع المستلزمات الدراسية والزي المدرسي والحقائب التعليمية وحقائب النظافة، كما نفّذ المركز مشروع دعم التعليم الأساسي في بوركينا فاسو لتشغيل 6 مدارس حكومية في مدينة واغادوغو لمدة عام دراسي كامل، إضافة إلى مشروع توزيع (9.000) حقيبة تعليمية مزودة بالقرطاسية في جمهورية الصومال الفيدرالية استفاد منه (9.000) طالب بشكل مباشر و(27.000) فرد بشكل غير مباشر من الفئات النازحة والأشد احتياجًا. أما في المجال الصحي, قدّم المركز (472) مشروعًا صحيًا لفئة الأطفال ومنها تدخلات عاجلة للأطفال المرضى شملت نقلهم إلى المملكة العربية السعودية لتلقي العلاج اللازم وإجراء العمليات الجراحية ثم إعادتهم إلى ديارهم سالمين دون دفع أي تكاليف مالية، ونفّذ برنامج دعم مستشفيات الأطفال بالأجهزة الطبية المتخصصة لتعزيز قدرات الرعاية الصحية الطارئة والعناية المركزة في ثلاثة مستشفيات بمحافظة حماة وقسم جراحة القلب للأطفال في مدينة حلب، ليستفيد من المشروع (844,778) فردًا، ونفّذ مشروع الحد من وفيات الأطفال من خلال تأمين خدمات الصحة الإنجابية للنساء الحوامل والفتيات في الصومال، إلى جانب مشروع الوقاية من تفشي الحصبة وشلل الأطفال في جمهورية الصومال وجمهورية السودان وجمهورية العراق، استفاد منه (12.076.185) فردًا، وامتدت الجهود إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية وأفريقيا الوسطى وغينيا وأفغانستان وباكستان إذ استفاد من مشاريع مكافحة تفشي الأوبئة هناك (2.095.102) فرد. ونستذكر بهذا الصدد حصول مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية على جائزة المؤسسات الصديقة للأسرة والطفولة للعام 2024م المقدمة من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية - قطاع الشؤون الاجتماعية إدارة الأسرة والطفولة تقديرًا لجهوده في دعم الأطفال والأسر الفلسطينية في ظروف الاحتلال، ويُعدّ المركز من أبرز الداعمين لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسف)، إذ يسهم في تمويل البرامج الصحية والتغذوية للأطفال حديثي الولادة وأمهاتهم، إضافة إلى مساندة العملية التعليمية لضمان استمرارها في مناطق الأزمات والكوارث. ويشارك المركز العالم في الاحتفاء باليوم العالمي للطفل إيمانًا منه بأن بناء الإنسان يبدأ من مرحلة الطفولة وأن رعايتهم وحمايتهم حق إنساني لهم في جميع أنحاء العالم دون تمييز.