شنّت طائرات ومدفعية الاحتلال الإسرائيلي، منذ منتصف الليلة الماضية وحتى ساعات صباح امس، سلسلة غارات وقصف مكثف استهدف مناطق متفرقة في قطاع غزة، وأسفر عن ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة آخرين، بينهم أطفال ونازحون. وقصفت مدفعية الاحتلال شمال مخيم البريج وسط القطاع، قبل أن تستهدف طائراته خيمة تأوي نازحين بالقرب من مسجد فلسطين غرب مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد خمسة فلسطينيين وإصابة آخرين بجروح مختلفة. كما طال القصف المدفعي محيط بركة الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، وأصيب أطفال في استهداف منزل غرب المدينة. وفي مخيم البريج، قصف الاحتلال عدة منازل بينها منزل في بلوك 4، ما أدى إلى وقوع شهداء وإصابات، في وقت واصل فيه قصفه لمناطق متفرقة من وسط القطاع. كما استهدفت طائرات الاحتلال خيمة نازحين في محيط كلية التقنية بدير البلح، ما أدى إلى استشهاد طفل وإصابة آخرين. وفي مدينة غزة، شنّت الطائرات المسيّرة غارات متتالية على ميدان فلسطين "الساحة"، حيث استُهدفت عدة خيام نازحين، ما أدى إلى استشهاد مواطن وإصابة آخرين، بينهم جرحى في محيط المستشفى المعمداني. كما قصفت الطائرات محيط مدرسة الرافدين في حي الشيخ رضوان شمال المدينة، إضافة إلى محيط مفترق الأمن العام وشارع الجلاء ومنطقة جورة الصفطاوي. وشهدت أجواء غزة منذ ساعات الليل تحليقاً مكثفاً للطائرات الحربية والمسيّرة، تزامناً مع سلسلة الغارات التي طالت أيضاً مسجد "ابن تيمية" في دير البلح فجراً. إلى جانب القصف المتواصل، برزت حالة تحدٍ شعبية تمثلت في وسم #مش_طالعين، الذي أطلقه الأهالي في مدينة غزة رفضاً لأوامر الاحتلال بالإخلاء، وتأكيداً على صمودهم في وجه محاولات التهجير القسري. 5 وفيات نتيجة الجوع أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة،أمس، عن تسجيل 5 حالات وفاة جديدة خلال ال24 ساعة الماضية نتيجة التجويع وسوء التغذية، من بينهم طفل ومسن، ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 404، بينهم 141 طفلا. وأضافت الوزارة أنه منذ إعلان مؤشر المجاعة في غزة، سجلت 126 حالة وفاة، من بينها 26 طفلا، مما يعكس تدهور الوضع الإنساني وخطورة استمرار الحصار على السكان، خاصة الأطفال. وتتواصل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، عبر سلسلة من المجازر والقصف العنيف الذي يستهدف النازحين، ويحاصر الأطفال وكبار السن حصارا خانقا أدى إلى وفاة المئات بسبب التجويع وسوء التغذية، إضافة إلى ملاحقة طالبي المساعدات بالقتل. ومع اقتراب الحرب من دخول عامها الثالث، تتضاءل فرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، خصوصا بعد العدوان الإسرائيلي على قطر التي تضطلع بدور الوساطة. ميدانيا، صعد سلاح الجو الإسرائيلي من غاراته على مختلف أنحاء القطاع، حيث ارتكب مجازر دامية بحق النازحين، بينها مجزرة في مخيم الشاطئ أوقعت عشرات الشهداء والجرحى والمفقودين، إضافة إلى قصف "برج السلام" وسط غزة و"برج الرؤيا" غرب المدينة، ما أدى إلى تشريد مئات العائلات، بينهم مرضى ونازحون. ورغم شدة القصف والإبادة المتواصلة، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن أكثر من 1.2 مليون إنسان لا يزالون صامدين في مدينة غزة وشمالها، ويرفضون النزوح القسري نحو الجنوب. 3577 معتقلا إداريا أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني أن مخابرات الاحتلال الإسرائيلي أصدرت أمرا بتحويل رئيس بلدية الخليل، تيسير أبو سنينة (71 عاما)، إلى الاعتقال الإداري لمدة أربعة أشهر. وأوضحت المؤسستان، في بيان صحفي، أمس،أن هذا القرار يشكّل إجراءً انتقاميا ممنهجا، ويأتي في إطار سياسة العقاب الجماعي التي ينتهجها الاحتلال بحق شخصيات فاعلة ومؤثرة على المستويين المجتمعي والوطني. وأكد البيان أن الاحتلال وسع بشكل غير مسبوق استخدام الاعتقال الإداري منذ بداية حرب الإبادة على غزة والضفة، حيث بلغ عدد المعتقلين الإداريين حتى مطلع سبتمبر أكثر من 3577 معتقلا، في أعلى نسبة تسجل تاريخيا. وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت أبو سنينة يوم 2 سبتمبر الجاري ،من منزله في مدينة الخليل، علماً أنه أسير سابق قضى عدة سنوات في سجون الاحتلال على خلفية مشاركته في أعمال مقاومة. 19 ألف حالة اعتقال استعرض نادي الأسير الفلسطيني، أبرز الحقائق عن عمليات الاعتقال والتي تشمل اعتقالات الضفة بما فيها القدس، بعد مرور 700 يوم على حرب الإبادة المستمرة في قطاع غزة. وقال النادي، إن حصيلة عمليات الاعتقال في الضّفة بما فيها القدس وصلت إلى أكثر من (19) ألف حالة. وأضاف أن هذا المعطى لا يشمل غزة والتي تقدر حالات الاعتقال فيه بالآلاف، حيث يشمل مفهوم حالات الاعتقال من اعتقل وأبقى الاحتلال على اعتقاله ومن أفرج عنه لاحقا. وأوضح أن حصيلة حالات الاعتقال بين صفوف النّساء منذ بدء حرب الإبادة، بلغت أكثر من (585)، وهي تشمل النساء اللواتي اعتقلن من الأراضي عام 1948، وحالات الاعتقال بين صفوف النساء اللواتي غزة وجرى اعتقالهن من الضفة، فيما لا يشمل هذا المعطى أعداد النساء اللواتي اعتقلن من غزة، ويقدر عددهن بالعشرات. وأكد النادي أن عدد حالات الاعتقال بين صفوف الأطفال في الضفة وصلت إلى ما لا يقل عن (1550) طفلا. اشتباكات بالضفة أفادت وسائل إعلام إسرائيلية باندلاع اشتباكات عنيفة بعد أن حاصر الجيش الإسرائيلي صباح أمس منزلا في مدينة جنين، في وقت نفذت فيه قوات الاحتلال عمليات هدم لمنازل مقاومين في عدة مناطق بالضفة الغربيةالمحتلة. وقالت مصادر فلسطينية إن قوات اسرائيلية حاصرت المنزل في حي المراح بجنين وطلبت من المتواجدين داخله تسليم أنفسهم. وأظهرت مقاطع مصورة وجود آليات إسرائيلية في محيط المنزل المحاصر وأصوات دوي الرصاص. وشهدت جنين ومخيمها منذ مطلع العام الجاري عمليات اغتيال عديدة لفلسطينيين في إطار عدوان غير مسبوق أسفر عن عشرات الشهداء ودمار واسع. وتأتي الاشتباكات في جنين بعد يومين من عملية إطلاق النار التي نفذها شابان فلسطينيان شمال القدسالمحتلة وأسفرت عن مقتل 6 إسرائيليين. ونفذت قوات الاحتلال صباح أمس والليلة الماضية اقتحامات شملت مدينة قلقيلية وبلدات ومخيم بلاطة في نابلس. كما شملت الاقتحامات مدينة الخليل وبلدات تقع حولها بينها بيت أمر والظاهرية. وقالت مصادر فلسطينية إن القوات المقتحمة اعتقلت عددا من الفلسطينيين خلال مداهمات. هدم منازل وعقوبات في غضون ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إنه هدم صباح أمس منزل منفذي عملية إطلاق النار في مفترق محولا بغور الأردن. ووقعت العملية قبل عام وأسفرت عن مقتل جندي إسرائيلي،كما هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل الشهيد أحمد أبو عرة في بلدة عقابا بمحافظة طوباس شمالي الضفة الغربيةالمحتلة. وأفادت مصادر إعلامية ان قوات الاحتلال اقتحمت بلدة عقابا بأعداد كبيرة وحاصرت عدة أحياء. واستشهد أبو عرة ورفيقه رأفت دواسي في غارة جوية استهدفت مركبتهم وسط مدينة جنين في أغسطس 2024 بدعوى مساهمتهما في تشكيل خلايا مسلحة وتطوير وتصنيع عبوات ناسفة وتنفيذ عمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية. وفي طولكرم التي تقع بدورها شمالي الضفة، نسفت قوات الاحتلال منزل الأسيرين الشقيقين عبد الله وعبد الرحمن ظافر في بلدة كفر عبوش. في غضون ذلك، قال وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه أصدر تعليمات بفرض عقوبات مدنية على أقارب منفذَيْ هجوم القدسالمحتلة الاثنين الماضي وسكان القرى التي خرجا منها. وأضاف كاتس -في منشور على منصة إكس- أنه أمر أيضا بهدم أي مبنى غير قانوني في القرى وإلغاء نحو 750 تصريح عمل وتصاريح دخول الى إسرائيل. هجومان للمستوطنين على صعيد آخر، أفادت مصادر فلسطينية بإصابة شاب بجروح جراء اعتداء مستوطنين عليه أمام منزله خلال هجوم على قرية يبرود شمال شرق رام الله وسط الضفة الغربيةالمحتلة. كما هاجم مستوطنون إسرائيليون الليلة الماضية ممتلكات فلسطينيين في نابلس شمالي الضفة. وبالتوازي مع حرب الإبادة على غزة، تشهد الضفة الغربية اعتداءات واسعة لقوات الاحتلال والمستوطنين أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 1020 فلسطينيا وإصابة 7 آلاف واعتقال 19 ألفا آخرين، وفق بيانات رسمية فلسطينية. وتواصل سلطات الاحتلال تنفيذ سياسة هدم منازل ذوي الأسرى والمتهمين بتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية، في إطار ما تصفه ب"الإجراءات الردعية"، والتي تعتبرها جهات حقوقية شكلاً من أشكال العقاب الجماعي المحظور بموجب القانون الدولي. مطالبات بالإفرج عن رئيس بلدية الخليل الاحتلال يفجر منازل بالضفة حرق المخيمات