أكد وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسينت بعد محادثات عقدها مع مبعوث الاتحاد الأوروبي المعني بالعقوبات بأن الولاياتالمتحدة مستعدة للقيام بتحرّك حازم ضد روسيا لوضع حد لحرب أوكرانيا، لكنه شدد على أهمية التعاون الأوروبي. وجاءت تصريحات بيسينت في وقت يجتمع مسؤولون أميركيون ونظراؤهم من الاتحاد الأوروبي منذ الاثنين لبحث زيادة التنسيق في ما يتعلق بفرض عقوبات على موسكو، بحسب مسؤول من الاتحاد الأوروبي. ويرأس وفد الاتحاد في واشنطن مبعوث الاتحاد الأوروبي المعني بالعقوبات ديفيد أوساليفان الذي قاد مساعي التكتل على مستوى العالم لمنع موسكو من التهرب من العقوبات. وكتب بيسينت في منشور على "إكس" بعد اجتماع الاثنين بأن "جميع الخيارات ما زالت على الطاولة" كجزء من استراتيجية الرئيس دونالد ترمب لدعم مفاوضات السلام بين موسكو وكييف. وأضاف بأن "ترك الأمور على حالها لم يجد نفعا.. نحن مستعدون لاتّخاذ إجراءات قوية ضد روسيا، لكن على شركائنا الأوروبيين أن ينضموا إلينا بشكل كامل لينجح ذلك". كما شدد على التوافق بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن أهمية وضع حد للحرب في أوكرانيا. وأفاد مصدر مطلع على المحادثات بأن اجتماع الاثنين استمر أقل من ساعتين وتطرق إلى عقوبات اقتصادية محتملة والتحرّك في مجال الرسوم الجمركية. وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته بأن مسؤولين من وزارة الخزانة والبيت الأبيض ووزارة الخارجية ومكتب الممثل التجاري الأميركي حضروا الاجتماع. وانضم إلى بيسينت مساعد وزير الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية جون هرلي. كما يحضّر الاتحاد الأوروبي حزمة جديدة من العقوبات على روسيا، هي ال19 منذ الغزو في 2022. وذكر التكتل بأنها ستتضمن على الأرجح المزيد من العقوبات الثانوية على البلاد التي تساعد موسكو في الالتفاف على الإجراءات. وتتحرّك كل من ألمانيا وفرنسا لاستهداف شركة النفط الروسية العملاقة "لوك أويل" في إطار حزمة عقوبات الاتحاد الأوروبي الجديدة، بحسب ما أفاد مسؤولون الاثنين. ميدانيا شن الجيش الروسي هجمات جديدة باستخدام طائرات مقاتلة بدون طيار في جميع أنحاء أوكرانيا، حسبما أفادت القوات الأوكرانية في وقت متأخر من يوم الثلاثاء. وحذرت القوات الجوية الأوكرانية من وجود عدد كبير من طائرات "العدو" بدون طيار فوق المناطق الوسطى والشمالية الشرقية من البلاد. وفي العاصمة كييف، سُمع صوت إطلاق نار مضاد للطائرات قبل منتصف الليل بقليل. وأفادت تقارير بأن بعض الطائرات بدون طيار دخلت بالفعل غرب أوكرانيا متجهة نحو مدينة لوتسك. وتم تفعيل صفارات الإنذار الجوي في معظم أنحاء البلاد. وتوقع مراقبون عسكريون أوكرانيون أيضًا احتمال استخدام صواريخ كروز جوية وبحرية. وأشارت تقارير غير مؤكدة إلى أن قاذفات قنابل استراتيجية وسفنا مجهزة بصواريخ تابعة لأسطول البحر الأسود الروسي تم تجهيزها للانتشار. وقُتل 24 شخصا على الأقل الثلاثاء في ضربة روسية على مركز توزيع معاشات التقاعد في قرية قريبة من خط الجبهة في منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا، بحسب السلطات. وكتب وزير الداخلية إيغور كليمنكو على تيليغرام "ألقى الروس قنبلة جوية موجهة على وسط القرية أثناء تجمع مدنيين في طابور" بانتظار تقاضي معاشاتهم التقاعدية. وأفادت وزارة الداخلية بمقتل 24 شخصا على الأقل وإصابة 19 آخرين. وكانت حصيلة سابقة أفادت بسقوط 20 قتيلا على الاقل. ونشر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مقطع فيديو يُظهر جثثا على الأرض قرب شاحنة صغيرة متضررة تابعة لمكتب البريد الحكومي الأوكراني "أوكربوشتا". ويستخدم مكتب البريد هذا النوع من المركبات لتوزيع معاشات التقاعد في المناطق الريفية. وقال الرئيس زيلينسكي في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي "غارة جوية روسية وحشية بقنبلة جوية على قرية ياروفا في منطقة دونيتسك. استهدفت بشكل مباشر سكانا هم مدنيون عاديون". وأضاف "مثل هذه الضربات الروسية لا ينبغي أن تمر دون رد مناسب" داعيا أوروبا والولاياتالمتحدة إلى التحرك. من جانب آخر، أعلن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس بأن بلاده ستطلق "مبادرة" تزود في إطارها أوكرانيا ب"آلاف المسيّرات بعيدة المدى" لمساعدتها على التصدي للغزو الروسي. وقال بيستوريوس في اجتماع لحلفاء أوكرانيا في لندن إن ألمانيا "توسّع إمكانيات أوكرانيا لإضعاف آلة الحرب الروسية في المناطق النائية، ما يوفّر قدرة دفاعية فعالة". وأوضح أنه في إطار "مبادرة الضربات العميقة الجديدة" التي تطلقها ألمانيا "سنبرم عددا من العقود مع شركات أوكرانية يصل مجموعها إلى 300 مليون يورو (350 مليون دولار)". وأفاد المستشار الألماني فريدريش ميرتس في مايو أثناء زيارة قام بها الرئيس زيلينسكي بأن برلين ستساعد كييف على تطوير أسلحة بعيدة المدى قادرة على ضرب أهداف داخل الأراضي الروسية. من جهتها قالت بولندا إنها استخدمت الدفاعات الجوية التابعة لها ولحلف شمال الأطلسي لإسقاط طائرات مسيرة الأربعاء بعد هجوم روسي على غرب أوكرانيا، وهي المرة الأولى خلال الحرب الأوكرانية التي تشتبك فيها وارسو مع طائرات في مجالها الجوي. وقالت القيادة العسكرية البولندية إن الطائرات المسيرة انتهكت المجال الجوي للبلاد بشكل متكرر خلال الهجوم الروسي على الجانب الآخر من الحدود مع أوكرانيا. وأضافت أن أجهزة الرادار رصدت أكثر من 10 أجسام، وتم "تحييد" أي واحد منها قد يشكل تهديدا. وتابعت في بيان "تم إسقاط بعض الطائرات المسيرة التي اخترقت مجالنا الجوي". واستطردت القيادة قائلة إن العملية العسكرية لا تزال مستمرة وحثت السكان على البقاء في منازلهم، مشيرة إلى أن مناطق بودلاسكي ومازوفيتسكي ولوبلين هي الأكثر عرضة للخطر. وتابعت "القيادة العملياتية للقوات المسلحة البولندية تراقب الوضع، وتبقى القوات والوحدات التابعة لها على أهبة الاستعداد للاستجابة الفورية".