ربما تكون هذه الليلة من أجمل ليالي ملعب زعبيل، عندما يتزين بأساور الألق والبهاء التي ستحملها له جماهير الشمس القادمة من الغرب، في زحفها المعتاد خلف عشقها الأزلي، وعندما أقول (ربما) فإنني لا ألقي بظلال من الشك حول وفاء هؤلاء العشاق، ولكن سوء حظهم الذي جدول المباراة في يوم عمل، ربما لا يمنحهم الفرصة الكافية لطي المسافات، لذلك فإن حضورهم لإضاءة ليلة زعبيل يبقى مفتوحا على كل الاحتمالات، وإن كانت هذه الجماهير في الغالب لا تتحرك إلا وهي تسوق أمامها كل المفاجآت.. لا أحد يستطيع أن يتوقع شكل وإثارة كرنفال الشمس في ملعب زعبيل، فجماهير الشمس لا يمكن التنبؤ بما ستأتي به هذه الليلة، حتى والزمن والمسافة يحاصران توهجها هذا المساء، ولكن إن مضى النصر إلى نهائي بطولة الخليج بين الدوحةوالرياض، فالبطولة موعودة بطوفان جماهيري لم تشهده من قبل.. لنترك محاولة رسم شكل ولون كرنفال الشمس في المخيلة ولنتحدث عن فريق النصر الذي بدأ ركضه الجاد في مسارات اشتاقت له واشتاق لها؛ فالنصر قطع نصف مسافة الطريق نحو النهائي، على الرغم من أنه لم يكن مقنعا في ظهوره أمام الوصل بدرة الملاعب، فالفريق عانى ثغرات في خط الدفاع، و غيابا تاما لخط هجومه أنقذه لاعب المحور أحمد عباس الذي ظهر بصورة متوهجة ربما لا تتكرر هذا المساء نتيجة الرقابة اللصيقة التي ستفرض عليه.. النصر قادر على الذهاب للنهائي إن احترم فريق الوصل، وعطل مفاتيح اللعب لدى خصمه المتمثلة في إلتون وأوليفيرا ودرويش مع الرقابة اللصيقة على رأس الحربة الكأس، كما أن ديسلفا مطالب بإيجاد حلول للمشكلات الفنية التي ظهرت في اللقاء الماضي وهي مشكلات لا تحتاج إلى اجتهاد كبير للتعرف عليها، فمنطقة الدفاع عانت كثيرا من الصعود غير المحسوب للخيبري، وخروج عبدالله القرني بعيدا عن منطقته، وعدم قدرته على العودة لستر منطقته نتيجة بطئه، وهي مشكلات يمكن تفاديها بالثبات ما أمكن، أو بتفعيل دور المحاور دفاعيا للتقليل من أخطارها.. مشكلة الهجوم تحتاج إلى عمل تبادلي في أدوار رأسي الحربة، فالمكان الحقيقي لمحمد السهلاوي هو داخل الصندوق، بينما من المفترض أن يلعب الحارثي خارجه، وليس العكس كما حدث في الرياض، فالحارثي لم يستعد بعد علاقته بالمرمى، ومن الظلم تحميله دورا لم يستعد له بعد، وسط الميدان هو من حمل أوزار المباراة الماضية حتى وإن قال ديسلفا غير ذلك في المؤتمر الذي أعقب المباراة الماضية؛ لذا فإن أكثر ما يخشاه النصراويون أن يذهب ديسلفا لعلاج ما لا يحتاج إلى علاج، وإهمال ما يحتاج إلى المعالجة..!! الشيء المؤكد أن هذه الليلة ستكون من ليالي ملعب زعبيل، فإن حضرت جماهير الشمس ومضى فريقها في طريق الصعود، فستعمل هذه الجماهيرية البروفة النهائية لكرنفال الشمس الكبير، وإن وصل الوصل إلى مبتغاه فأهل الدار أولى بالفرح المشروع، فالوصل ليس فريقا متواضعا بل هو فريق كبير وله تاريخ مجيد، ويخطئ من يعتقد أنه سيرفع الراية البيضاء مبكرا، فهو يملك الكثير من الإمكانات الفنية، ولديه ذات الرغبة في الذهاب للنهائي؛ لذا على النصراويين أن يكونوا حذرين من الركون لنتيجة الرياض، وأن يلعبوا مباراة الليلة على طريقة مباريات خروج المغلوب.. دعونا ننتظر لمن تكون ليلة زعبيل، ولنا بعد ذلك حديث آخر.