وأنت تتابع الأخبار والصور المبثوثة من داخل معرض الرياض الدولي للكتاب، وتلك الفوضى العارمة في مكان من المفترض أن يكون له قدسية خاصة لدى المسلمين، فأول حوار كان بين الله عز وجل وبين نبينا صلى الله عليم وسلم ، قال الله عز وجل «اقرأ»، أي عليكم بالمعرفة إن أردتم أن تتفوقوا، حتى تلك الكتب التي تخالفكم في العقيدة عليكم بقراءتها والرد عليها، لهذا حين تسترجع تاريخ الحضارة الإسلامية إبان سطوع نجمها، ستجد أن الترجمة كانت أربح مهنة، فكل كتاب مترجم يدفع لصاحب الترجمة مقدار وزن الكتاب ذهبا. قلت : وأنت تتابع الأخبار والصور المبثوثة من المعرض، يتبادر لذهنك سؤال : لماذا يحدث هذا، ولمصلحة من يقدم المجتمع على أنه ضد المعرفة ويحارب الكتاب ؟ ومن سمح لهؤلاء الكائنات الغريبة أن تفعل ما تريد بسهولة ويسر، وتنفذ مخططها بجعل البعض يبتعد عن المعرض الذي أصبح وبسبب هؤلاء مكانا للمشاجرات ومضايقة الزوار وليس مكانا لنشر الوعي ؟ هذه الكائنات الغريبة تقدم نفسها على أنهم «محتسبون» ، وأنهم جاؤوا للدعوة إلى الله، في مجتمع يؤمن بالله، ووصل بهم الأمر للتهجم على الجميع. المتحدث الرسمي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تركي الشليل نفى أي علاقة للهيئة بهذه الكائنات، وكانت الهيئة حاضرة لكنها لم تتدخل، ولم تمنع أو تعتقل هؤلاء الذين يقدمون أنفسهم ممثلين للإسلام فيما هم يشوهون دين «اقرأ». بعيدا عن حيادية الهيئة، أتمنى أن تحاكم هذه الكائنات الغريبة التي مازالت تعتقد أنه يمكن لأي شخص لم يرق له شيء أن يغيره بيده في دولة المؤسسات والقانون حتى لا تعم الفوضى في المجتمع، ويصبح السائد أن يغير أي إنسان أمورا لم ترق له بيده دون الرجوع للمؤسسات.. أتمنى أيضا ألا تطرح فكرة مناصحتهم لتصحيح أفكارهم بديلا عن المحاكمة، فالدولة المدنية تؤمن بحرية الفكر، ولا تحاسب على الأفكار، فمن حق أي إنسان أن يحمل أي فكر يريده وإن كان لديه خلل في معتقده كما يروج القابضون على الحقيقة، ولكن لا يحق لأي إنسان أن يفرض أفكاره بالقوة على المجتمع المدني، فهناك قنوات ومؤسسات يمكن اللجوء إليها، والمؤسسات هي من تحاسب وتصحح الأخطاء وليس تلك الكائنات الغريبة التي هبطت لمعرض الكتاب. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة