حرص الرئيس الأمريكي على أن يعلن بنفسه عزم الولايات المتحدة على إنزال مساعدات إنسانية جواً فوق قطاع غزّة. إذا لم يكن جو بايدن وإدارته مدركَين أن هذه قمة المهازل في ذروة مآسي غزّة، فإن العالم إزاء قوّة دولية عظمى تستطيع إيصال كل الأسلحة الفتاكة وأدوات (...)
أصبحت بداية شهر رمضان الموعد الأقرب ل«الهدنة الموقتة»، لكنه بعيد بمقياس عذابات سكان غزّة وأيام الحرمان من أبسط متطلّبات العيش، عدا القصف الإسرائيلي والموت الذي يطاردهم. فأصعب الأوقات وأخطرها في كل الحروب هي تلك التي تسبق الهدن، وقد تستغلّ إسرائيل (...)
اهتمت إسرائيل ب «كلاب غزة» التي هربت من الحرب مستغلة عدم وجود جدران فاصلة، فأحدها نقله جندي إلى عائلة تعيش في هرتزيليا وتبين أنه مصاب ب «داء الكَلَب»، ما استوجب إعدامه بأسلوب «القتل الرحيم». ونشرت الصحف أن مواقع التواصل الاجتماعي شهدت انتشارًا لصور (...)
ما دامت إسرائيل تمادت حتى «تجاوزت الحد»، وفقاً للرئيس الأمريكي، وما دامت متهمة ب«الإبادة الجماعية» أمام محكمة العدل الدولية، وما دام أنها قتلت وشردت ودمرت وبالغت في ممارسة التجويع والتعذيب ولم يطالبها حلفاؤها ولا شعبها بوقف إطلاق النار أو القبول (...)
بين الرئيس الأمريكي الذي يحاول إنقاذ «ولايته الثانية» ورئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يحاول إنقاذ حكومته ومستقبله السياسي، لا تزال محاولة التوصل إلى «هدنة طويلة» في غزة والجبهات الأخرى تفتقد إلى المصداقية. لماذا؟ لأنها لا تحدد «إنهاء الحرب» كأولوية (...)
مقلق هذا الغياب العربي منذ إخفاق مجلس الأمن الدولي في اتخاذ قرار ملزم بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، والاكتفاء بالقرار الهزيل الذي يطلب تكثيف وتسريع إيصال المساعدات من دون إجراءات واضحة تسهل هذه العملية.
مقلق أيضاً عدم وجود تحرّك عربي قوي وهادف لوقف (...)
بعد مرور شهر على حرب استغلتها إسرائيل، طوال الأسابيع الثلاثة الأولى، في عقاب جماعي للمدنيين الفلسطينيين في غزة تقتيلاً وتدميراً وتهجيراً، ربما اعتبر الحليف الأمريكي أن جانباً مهماً من «الانتقام» بعد عملية «طوفان الأقصى» قد استوفي. لذلك بدأت واشنطن (...)
سيبقى الأسبوع الثاني من حرب غزّة- إسرائيل علامة تاريخية فارقة، علامة سوداء بالتأكيد بالنسبة إلى ما لا يزال يسمّى المجتمع الدولي الذي أخفق مرّتين في مجلس الأمن، قبل مجزرة المستشفى الأهلي المعمداني وبعدها، في إصدار قرار يطلب «وقفا فوريا لإطلاق النار» (...)
باشرت إسرائيل ارتكاب المجزرة الكبرى في غزة، بدعم وتأييد من الولايات المتحدة والدول الغربية، للرد على عملية «طوفان الأقصى» التي نفذتها حركة «حماس» واستوحتها من خطط «حرب أكتوبر 1973» في ذكراها السنوية الخمسين. استرجعت عواصم الغرب ردود الفعل التي (...)
لا تزال مجزرة الكلية الحربية في حمص «لغزاً» أمنياً، بوجود علامات استفهام كثيرة، في الداخل كما في الخارج، حول رواية النظام عن الحادث. قليلة جداً العواصم التي أبدت استنكاراً أو تعزية، مع أن طبيعة الحدث تستوجب رد فعل إنسانيا بمعزل عن الاعتبارات (...)
عندما سئل الأمير محمد بن سلمان عن التطبيع مع إسرائيل، في المقابلة مع «فوكس نيوز»، أجاب: «كلّ يوم نقترب أكثر»، لأن «المفاوضات تُجرى بشكل جيد». وكانت لديه إشارتان، الأولى إلى أن القضية الفلسطينية «مهمة جداً بالنسبة إلينا»، والثانية إلى أن العملية يمكن (...)
وضعت كارثة درنة ليبيا والليبيين، وأشباه «المؤسسات» من حكومتَين وبرلمانَين وجيوش وميليشيات، في اختبار مريع أمام أزمة غير متوقّعة بطبيعتها المناخية ولا بأهوالها المائية الإقتلاعية، القاتلة والمدمرة. خُيّل لأمراء الحرب وقادة الزُمر وتجار السياسة، (...)
مهما قيل ويقال، بالنسبة إلى مخيم عين الحلوة... فتش عن «حزب إيران/ حزب الله».
هل من مبالغة أو خطأ في هذا التقدير؟ ليت الوقائع والمعلومات والخطابات تثبت ذلك، لكن الواقع هو الواقع.
وإذا لم يكن ل«الحزب» ظهور في واجهة الأحداث، فلأنه أراد في هذه المرحلة (...)
عاد النظام السوري وحلفاؤه الإيرانيون إلى إطلاق التحذيرات من «المؤامرة الكونية» و«الإرهاب التكفيري» و«الرهاب الطائفي» مع تجدّد الاحتجاجات الشعبية واستمرارها في سورية، وشمولها معظم مناطق سيطرة النظام، وتلك الخارجة عن سيطرته.
ما يحدث كان متوقّعًا منذ (...)
كتب إياد الحمود على صفحته بتويتر «آسف جدا أقصد X، سامحنا ياعم ماسك»، مقال قصير لا يزيد عن 180 كلمة، فرد عليه أحد المغردين «عفوا ال مأكسسيين»لخبطتنا يا عم ماسكر «قائلا (اختصر المقاله يا إياد من بيقرأ كل ذا) فرد إياد (ردك تأكيد للدراسة.. أشكرك). كان (...)
زار وزير الخارجية الإيراني جدة الأسبوع الماضي، مسبوقاً بتهديدات للسعودية من زعيم الحوثيين في اليمن، ومتبوعاً بهجمات على السعودية من إعلام «حزب إيران/ حزب الله» في لبنان. الزيارة معروفة الأهداف لمتابعة مسار العلاقات المستعادة بين الدولتين. أما (...)
ما جرى أخيراً في جنين شجع سلطة الاحتلال الإسرائيلي على التهديد بجعل نابلس «جنين ثانية» وربما بعدها رام الله وأريحا وطولكرم والخليل «جنين ثالثة ورابعة...». وبوجود زمرة متطرفين متعطشين للدماء في حكومتها لا تحتاج إسرائيل إلى تشجيع، فهي سجّلت قبولاً (...)
بمقدار ما أن الدول العربية، التي باتت تدعو إلى رفع العقوبات عن سوريا، تحتاج إلى مبادرات من النظام السوري لدعم مصداقية دعواتها، بمقدار ما أن الدول الغربية المصرّة على العقوبات تحتاج بدورها إلى شهادة عربية شفّافة تثبت أن النظام غيّر سلوكه وأصبح (...)
ما القول اليوم في العلاقات الأمريكية- السعودية، هل هي على ما يرام، هل هي متدهورة وسيئة؟ هناك في أوساط الكونجرس والإعلام في واشنطن مناخ نقدي دائم لمواقف السعودية وخياراتها في مجريات السياسة الدولية، وهناك تساؤلات وأبحاث تقارن بين الأمس واليوم، وتحاول (...)
أشعل الجنرالان حربًا لا يريدان ولا يستطيعان وقفها، ولا يعرفان إلى أين تقودهما، ولا إلى أين تقود السودان، إذا لم تعد الأوضاع إلى شيء من طبيعتها، بنهاية (يونيو) كحدٍّ أقصى، سيواجه السودان خطرين داهمين: الأول، تحوّل الحرب إلى صراعات أعراق وقبائل (...)
بين الواقع العربي الصعب والتمنيات الأكثر صعوبة، أرادت «قمة جدة» القول إن هناك أملاً في مواجهة ما يبدو مستحيلاً. القمة العربية في حد ذاتها، كالعادة، لا توفر حلولاً جاهزة لأي نزاع أو أزمة، فجلها إن لم يكن كلها مرتبط بتدخلات خارجية متعارضة، لكن القمم (...)
أصبحت القضية الفلسطينية تُختصر في قول أحد أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية «لسنا طرفًا فيما يجري في غزة من رد على العدوان الإسرائيلي» وإعلان فصائل القطاع أن «قتالنا مستمر مهما كلفنا من ثمن». وأصبح الموقف العربي يُختزل في الدور المصري (...)
بدا «الجيش القومي الموحّد» حلماً أجمل من أن يكون حقيقة في السودان. وشكّل طرح دمج «قوات الدعم السريع» في القوات المسلحة (الجيش) اقتراباً من أخطر المخاطر. لكن ما سبقه كان قراراً أكثر أهمية وتاريخية من أن يُطبّق بيُسر وسلاسة: عودة العسكريين «طوعاً» إلى (...)
الطرفان لا يريدان الحرب... هذا ما أعلنته قوات حفظ السلام في جنوب لبنان (يونيفيل) بعد تواصلها معهما لدعوتهما إلى «ضبط النفس». وهذه الصواريخ والقذائف المتطايرة بين الجنوب وشمال إسرائيل ماذا تسمى؟ مجرد «معركة بين الحروب»، مثل التبادلات النارية من قطاع (...)
لم يكن في ذهن الرئيس جو بايدن، وهو يفتتح «قمّته» الثانية للديموقراطية، أن إدارته قد تكون الأولى في تاريخ الحلف الإستراتيجي، الأمريكي- الإسرائيلي، التي تضطر لمواجهة «انحراف» إسرائيل عن الديموقراطية، ما يهدّد أسس العلاقة العضوية والوثيقة بينهما. لكن، (...)