استضافت ثلوثية الأديب محمد بن عبدالله الحميد، في جلستها الثانية والثلاثين، المهندس علي بن محمد القيسي، رئيس القسم غير المادي في فرع هيئة التراث والسياحة بأبها، وذلك من خلال ورقته الموسومة ب«التراث الشفهي بين الصون والتجديد». وقبل بدء المحاضرة، قدّم الدكتور عبدالله محمد الحميد، المشرف على الثلوثية، المحاضر وسيرته الذاتية، مثمنًا جهوده في هذا المجال، وموجهًا شكره للحضور على تفاعلهم واستجابتهم للدعوة. واستهل القيسي حديثه بتناول مفهوم التراث الشفهي بوصفه مكوّنًا أساسيًا في تشكيل هوية المجتمع، من خلال اللهجة، والمثل، والقصة، والأسطورة، وطريقة الكلام، مشيرًا إلى الأسس التي يُحفظ بها هذا التراث بوصفه ذاكرة حيّة وواقعًا متجددًا. كما تطرق إلى الجهود المبذولة لصونه، والوسائل التي تسهم في تحقيق ذلك، مستعرضًا نماذج من الأمثال الشعبية في منطقة عسير التي تتقاطع في دلالاتها مع سلامة اللغة العربية، بل ومع كثير من معاني القرآن الكريم. وتناول كذلك جانبًا من التراث المادي، مثل القرى التراثية التي تزخر بها المنطقة، والمخطوطات، والصناعات التقليدية، والأسواق الشعبية، إلى جانب العادات والتقاليد المتوارثة. وشهد اللقاء مداخلات متعددة ومثرية من الحضور، تنوعت فيها وجهات النظر حول أساليب حفظ التراث، ونوعية القائمين عليه، وأهمية تكامل جهود الجهات الأكاديمية والعلمية في سبيل توثيقه وتأصيله تاريخيًا، ودور الكتابة في حفظه ونقله للأجيال القادمة. وقد أضافت هذه الآراء ثراءً للنقاش، وأسهمت في تعميق محاور الورقة المقدمة. وفي ختام اللقاء، كرّم أبناء الحميد أصحاب الثلوثية المحاضر بدرع الثلوثية تقديرًا لمشاركته وإسهاماته.