صحفيو مكة يقفون على ملتقى إعلام الحج    الاسياح: إنقاذ خمسيني من جلطة قلبية حادة في وقت قياسي    أبناء توجيه الدمام يشاركون في برنامج "التعافي بالفن"    تفعيل مبادرة "يسر وطمأنينة" لخدمة ضيوف الرحمن بمطار الملك فهد الدولي بالدمام    محمية نيوم تحقق نجاحات نوعية في إعادة توطين ستة أنواع من الحيوانات في بيئاتها الأصلية    الداخلية: الترحيل والمنع 10 سنوات من دخول السعودية للمقيمين المخالفين لأنظمة وتعليمات الحج    قمر ذي الحجة في طور التربيع الأول اليوم    بلدي+" يقدّم تجربة رقمية متكاملة للحجاج بالشراكة مع الهيئة الملكية لمكة والمشاعر المقدسة    ستة توائم كشافة سعوديين في ميدان خدمة ضيوف الرحمن بالمشاعر المقدسة    في أول معرض شخصي يضم 120 لوحة.. الجوهره الجديبا ترسم فنًا مبكرًا يلفت أنظار وزير التعليم    وزير الحج والعمرة يؤكد على أهمية بقاء الحجاج داخل المخيمات في يوم عرفة بسبب ارتفاع درجات الحرارة    «الحج» كنز ينتظر الذكاء الإعلامي!    أرامكو تُكمل إصدار سنداتٍ بقيمة 5 مليارات دولارٍ    الدولار يتراجع إلى أدنى مستوى في 6 أسابيع    شبه انعدام في مدى الرؤية على عدة أجزاء من مناطق المملكة    6 شهداء جراء قصف إسرائيلي جنوبي ووسط قطاع غزة    وزير النقل يتفقد جاهزية المنظومة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة ومحافظة جدة    المحسن يتفقد مستشفى قوى الأمن والمستشفى الميداني بمشعر عرفات والمراكز الصحية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة    الدفاع المدني يدعو ضيوف الرحمن إلى التعرف على مخارج الطوارئ في مقار إقامتهم    "الشؤون الإسلامية" تجهّز 941 جامعًا ومُصلّى بالمدينة المنورة ومحافظاتها    "سار" تعلن جاهزية قطار المشاعر المقدسة    أدان إنشاء وكالة لتهجير الفلسطينيين من غزة .. «الوزاري الخليجي» يستعرض سبل تعزيز العمل المشترك    الإطاحة ب 17 شخصاً لنقلهم 54 مخالفاً لأنظمة الحج    ترخيص إلزامي لمنشآت التوصيل المنزلي    10.5 مليون ريال من" إنسان" للأسرة المستفيدة    بحث ملف السلاح بالمخيمات.. لبنان يبدأ خطوات حساسة نحو ضبط الأمن    "جولة تقارب" جديدة روسيا وأوكرانيا.. وقف إطلاق النار على طاولة «محادثات إسطنبول»    بناء على توجيهات خادم الحرمين وولي العهد.. وزير الداخلية ونظيره السوري يبحثان تعزيز التعاون الأمني    الأخضر يرفع استعداده لمواجهة البحرين ضمن تصفيات كأس العالم    300 فرصة لتدريب العاملين في خدمة الحجيج    أقر عقد مؤتمر استثنائي لتعيين مدير عام مساعد.. برئاسة السعودية: «الألكسو» يطلق 7 لجان جديدة لدعم العمل العربي    كيف يقضي الطلاب والطالبات الإجازة الصيفية ؟    النصر ينافس بقوة لضم الصخرة الإيطالية    أحدث الوسائل التقنية بمركز العمليات الأمنية لخدمة الحجيج    أكد على التطوير العقاري والاستثمارات..الحقيل: 130 ألف وحدة سكنية تحتاجها الرياض سنوياً    «الموارد البشرية» توفر «ضيافة الأطفال».. خدمات نوعية لتسهيل رحلة ضيوف الرحمن    لا حج بلا تصريح    عبء العادات    اليابان تختبر دماً صناعياً لإنقاذ ملايين الأرواح    الصحة: 44 حالة إجهاد حراري منذ بداية موسم الحج    الهلال يقترب من هدف ريال مدريد    كشافة وزارة الرياضة يباشرون مهام مسح مشعر منى لجمع المعلومات الميدانية قبل وصول الحجيج    ختام أعمال ندوة رؤساء وفود دورة ألعاب التضامن الإسلامي "الرياض 2025"    النصر يظفر بخدمات اللاعب "عبدالملك الجابر" بعد ل 4 سنوات    كونفاسيل الروسي يكافح متحور كورونا    موناكو الأعلى في متوسط العمر المتوقع عالميا    أمن الحج    45 علامة سيارات تتراجع عالميا    الدعيج يتفقد مراكز كلية الملك فهد الأمنية في المشاعر    استهداف 500 ألف حاج لمكالمات الفتاوى بعشرة لغات عالمية في الحج    «أونروا»: 50 ألف طفل بين قتيل وجريح في غزة خلال 20 شهراً    إطلاق سويوز نهاية نوفمبر    الثعلب الأحمر    إعادة محاكمة سعد لمجرد    مهندس صيني يفك شيفرة اللغة الفضائية    أمن ضيوف الرحمن أولوية سعودية لا تعرف التهاون؟    جامعة الراجحي تحتفي بتخريج الدفعة ال11    «أمن الحج».. تنسيق وتخطيط وتكامل لراحة ضيوف الرحمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إسرائيل تعبث بمفاوضات الهدنة لتمرير أهدافها
نشر في الوطن يوم 01 - 06 - 2025

تخوض إسرائيل أبشع المعارك السياسية مع من كانوا، حتى أمسٍ قريب، حلفاء ومؤيدين وداعمين ومدافعين عن حربها، بل عن استمرارها في حربها إلى أن بلغت، كما يقولون الآن، حدًّا «غير مقبول». والواقع أنها تجاوزت هذا الحدّ منذ زمن، والهدنة الأولى (في نوفمبر 2023) كان ينبغي أن تكون الأخيرة، بعدما نفّذت انتقامها من هجوم «طوفان الأقصى» بحصيلة كبيرة من القتلى والدمار. وفي حدٍ أقصى كانت هذه الحرب قد انتهت قبل عامٍ من الآن، كما ينبّه العديد من المحللين، تحديدًا عندما أعلن الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن مبادرة قال إن إسرائيل اقترحتها (ثم أقرّها مجلس الأمن)، لكنها استخدمتها لمواصلة الحرب، وأفشلت كل محاولات إبرام صفقة برفضها فكرة إنهاء الحرب، ولا تزال ترفضها.
يشتد السجال الكلامي بين إسرائيل ودول أوروبية، لأن الرأي العام العالمي بات يستنكر حربًا سقطت فيها كل الضوابط، الأخلاقية والقانونية والسياسية، وأصبحت فعليًا، علنًا ومباشرةً على الهواء، في مسار «الإبادة الجماعية». لم يعد استخدام هذا المصطلح يستدعي الحذر، إلا من جانب الحكومات، فمئات المثقفين والفنانين البريطانيين طالبوا رئيس الوزراء بفرض عقوبات على إسرائيل، وأنهوا رسالتهم إليه بهذه العبارة: «نحن شهود على جرائم الإبادة الجماعية، ونرفض إقرارها بصمتنا». المستشار الألماني لم يشارك في انتقاد إسرائيل لكنه، بعد صمت واتصالات معها لإنهاء الحصار التجويعي لأهل غزة، قال «لم أعد أفهم ما الذي تريده إسرائيل»، بل يفهم جيدًا أن «الدعم المطلق» الذي وفّرته دول الغرب بات «فخًا» تستخدمه إسرائيل ضدّها. وزير الدفاع الإسرائيلي اتهم الرئيس الفرنسي بشنّ «حرب صليبية» ضدّ بلاده، وهدده بأنه إذا اعترفت فرنسا بدولة فلسطينية فإن إسرائيل ستضمَ الضفة الغربية وتعلن «الدولة اليهودية».
لم تعد المطالبة ب«فرض عقوبات» على إسرائيل من المحرّمات السياسية لدى أحزاب ومنظمات أوروبية. شرح أحد النشطاء أن البيانات والتظاهرات دعت على مرّ ال20 شهرًا إلى وقف إطلاق النار وتجنّب إيذاء المدنيين، لكن إصرار إسرائيل على مواصلة الحرب وقطعها الغذاء لتجويع السكان وتعمّدها قتل الأطفال لا يمكن أن يواجه إلا «بعقوبات تبدأ بقطع الإمدادات العسكرية». لكن هذه الدعوة جاءت متأخرة، فإسرائيل تعتقد أنها أصبحت في الفصل الأخير من تطبيق منطقها في الحرب وتحقيق أهدافها، وباتت وحشية ردود فعلها السياسية متطابقة مع وحشية آلتها الحربية، فهي تُظهر استعدادًا للذهاب إلى أقصى حدّ بعدما جعلت من جنودها قتلة لا مقاتلين ومن غزة حقلًا للقتل العاري المباح.
جاء رفض إسرائيل زيارة الوفد الوزاري العربي لرام الله، برئاسة وزير الخارجية السعودي، معبّرًا عن أن انشغالها بمشاريع الإبادة وضم الضفة واحتلال القطاع لا يترك أي فسحة للديبلوماسية. قالت إن زيارة الوفد العربي للسلطة الفلسطينية تشكّل «استفزازًا» وحتى «تحدّيًا»، لكن رفضها أظهر وجهًا إسرائيليًا ربما فاجأ أيضًا «الحليف الأكبر» الأمريكي. وفي أي حال شهد الأسبوع الماضي سقوط أي أوهام حول ضغوط دونالد ترمب على إسرائيل، أو ما قيل عن «سأمه» من بنيامين نتنياهو.
عرض المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف صيغة اتفاق على حركة «حماس» فوافقت عليها، لكن إسرائيل رفضتها وطلبت منه تعديلها ولما فعل سارعت خلافًا للعادة إلى إعلان قبولها، وكان ذلك كافيًا كي ترفضها «حماس». الصيغة الأولى كانت تنصّ على هدنة تتخللها «مفاوضات لإنهاء الحرب» مع ضمانات من الولايات المتحدة ومصر وقطر، وفي الثانية بقيت المفاوضات وزالت الضمانات، وأُضفي غموض على بند الانسحاب. ونجح نتنياهو مرّة أخرى في إحباط إمكان التوصّل إلى صفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، كي ينقذ قرار حكومته بمواصلة الحرب التي دخلت مرحلة يرفضها الحلفاء الغربيون (باستثناء الولايات المتحدة)، إذ زادها التجويع والقتل اليومي اقترابًا من «الإبادة الجماعية» كما تعرّفها الأمم المتحدة والقوانين الدولية.
عانت مفاوضات الهدنة، منذ بدايتها، من خلل لم يستطع الوسطاء إصلاحه، فحتى بعدما سمحت البرغماتية للوسيط الأمريكي بإجراء اتصال مع «حماس» ظل التفاهم الأمريكي- الإسرائيلي على الهدف النهائي- وهو القضاء على «حماس»- كفيلًا بتعطيل أي اتفاق.
طوال المفاوضات كانت «حماس» تعرف أن القضاء عليها «قرار دولي» مقدار ما هو إسرائيلي، لكنها ظلّت تسعى إلى اتفاق يعترف بها ولو ك«سلطة أمر واقع» في القطاع، ورفضت كل الصيغ التي تتجاهل شرط إنهاء الحرب، واستبعدت مناقشة أي أفكار عن نفي قادتها وتسليم سلاحها، وتحوّل ما تبقى لديها من رهائن وسيلة بقاء لم تعد مجدية. وفي المقابل فقدت القدرة على مواجهة السيناريو الذي صممته إسرائيل لفرض تهجير سكان غزة، سواء بالضغط العسكري لتوسيع الاحتلال وإخلاء المناطق كافة، أو بالتجويع واستبعاد الأمم المتحدة عن مهمة توزيع المساعدات.
* ينشر بالتزامن مع موقع «النهار العربي»


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.