أمير عسير يُعزّي أسرة «آل مصعفق»    الفضلي: «منظمة المياه» تعالج التحديات وتيسر تمويل المشاريع النوعية    برعاية الملك.. انطلاق مؤتمر مستقبل الطيران في الرياض.. اليوم    1.8 % معدل انتشار الإعاقة من إجمالي السكان    رئيس وزراء اليونان يستقبل العيسى    أوتافيو يتجاوز الجمعان ويسجل الهدف الأسرع في «الديربي»    4 نصراويين مهددون بالغياب عن «الكلاسيكو»    خادم الحرمين يستكمل الفحوصات الطبية في العيادات الملكية    «عضو شوري» لمعهد التعليم المهني: بالبحوث والدراسات تتجاوزون التحديات    الترشح للتشكيلات الإشرافية التعليمية عبر «الإلكترونية المعتمدة»    البنيان: تفوق طلابنا يبرهن الدعم الذي يحظى به التعليم في المملكة    السعودية.. يدٌ واحدةٌ لخدمة ضيوف الرحمن    متحدث «الداخلية»: «مبادرة طريق مكة» توظف الذكاء الاصطناعي    جائزة الرعاية القائمة على القيمة ل«فيصل التخصصي»    السعودية من أبرز 10 دول في العالم في علم «الجينوم البشري»    5 بذور للتغلب على حرارة الطقس والسمنة    ولي العهد يبحث مع سوليفان صيغة شبه نهائية لاتفاقيات استراتيجية    وزارة الحج والعمرة تنفذ برنامج ترحاب    المملكة تؤكد استعدادها مساعدة الأجهزة الإيرانية    وزير الخارجية يبحث ترتيبات زيارة ولي العهد لباكستان    نائب أمير منطقة مكة يُشرّف حفل تخريج الدفعة التاسعة من طلاب وطالبات جامعة جدة    «أسمع صوت الإسعاف».. مسؤول إيراني يكشف اللحظات الأولى لحادثة «الهليكوبتر»!    تنظيم مزاولة مهن تقييم أضرار المركبات بمراكز نظامية    جائزة الصالح نور على نور    مسابقة رمضان تقدم للفائزين هدايا قسائم شرائية    القادسية بطلاً لكأس الاتحاد السعودي للبلياردو والسنوكر    هاتف HUAWEI Pura 70 Ultra.. نقلة نوعية في التصوير الفوتوغرافي بالهواتف الذكية    تأجيل تطبيق إصدار بطاقة السائق إلى يوليو المقبل    الشيخ محمد بن صالح بن سلطان «حياة مليئة بالوفاء والعطاء تدرس للأجيال»    أمير تبوك يرأس اجتماع «خيرية الملك عبدالعزيز»    «الأحوال المدنية المتنقلة» تقدم خدماتها في 42 موقعاً حول المملكة    الانتخابات بين النزاهة والفساد    تحقيقات مع فيسبوك وإنستغرام بشأن الأطفال    جهود لفك طلاسم لغة الفيلة    تأملاّت سياسية في المسألة الفلسطينية    "إنفاذ" يُشرف على 38 مزادًا لبيع 276 من العقارات والمركبات    165 ألف زائر من بريطانيا للسعودية    الاشتراك بإصدار مايو لمنتج «صح»    5.9 % إسهام القطاع العقاري في الناتج المحلي    ثقافة سعودية    كراسي تتناول القهوة    المتحف الوطني السعودي يحتفي باليوم العالمي    من يملك حقوق الملكية الفكرية ؟!    وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا    الخارجية: المملكة تتابع بقلق بالغ ما تداولته وسائل الإعلام بشأن طائرة الرئيس الإيراني    الملاكم الأوكراني أوسيك يتوج بطلاً للعالم للوزن الثقيل بلا منازع    بختام الجولة ال 32 من دوري روشن.. الهلال يرفض الهزيمة.. والأهلي يضمن نخبة آسيا والسوبر    عبر كوادر سعودية مؤهلة من 8 جهات حكومية.. «طريق مكة».. خدمات بتقنيات حديثة    بكاء الأطلال على باب الأسرة    يوم حزين لهبوط شيخ أندية الأحساء    «الخواجة» نطق.. الموسم المقبل ضبابي    أمير القصيم يرعى حفل تكريم الفائزين بمسابقة براعم القرآن الكريم    ارتباط بين مواقع التواصل و«السجائر الإلكترونية»    الديوان الملكي: خادم الحرمين يستكمل الفحوصات الطبية    سقوط طائرة هليكوبتر تقل الرئيس الإيراني ووزير الخارجية    السعودية تطلق منصة فورية لإدارة حركة الإحالات الطبية    انقسام قادة إسرائيل واحتدام الحرب    خادم الحرمين الشريفين يأمر بترقية 26 قاضياً ب «المظالم»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة المصرية الأسبق: المملكة من أكبر الدول تأثيرا على المنطقة
نشر في اليوم يوم 25 - 07 - 2012

أكد اللواء أركان حرب عبدالمنعم سعيد رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة المصرية الأسبق أن المملكة العربية السعودية من أكبر الدول العربية تأثيرا فى الوضع العربى كله وأن لها مكانة كبيرة فى قلوب المصريين وأن اختيار الرئيس المصرى للمملكة قبلة له فى أول زيارة خارجية منذ توليه الرئاسة هو أمر واجب.. وقال إن هناك من يعملون فى الخفاء لإفساد علاقة مصر بشقيقاتها ولكنهم فشلوا وأصبحت الدول العربية تعى ذلك جيدا ولا تنتبه لتلك المحاولات المغرضة. وأكد اللواء سعيد أن ثورات الربيع العربى انتهت إلى تفتيت الدول العربية تحقيقا لمخطط الفوضى الخلاقة الأمريكي مشيرا إلى أن ذلك كان عكس ما انتهت إليه ثورة يوليو بزعامة جمال عبدالناصر لأنها كانت تهدف إلى توحيد العرب وهو ما حذر منه كل الدول العربية المهددة بالتحول إلى دويلات صغيرة فى خضم تطورات تلك الثورات، إلا أنه فى نفس الوقت أكد على سلامة دول الخليج من رياح الربيع بحكم ظروفها المختلفة، وقلل من تأثير الخطر الإيرانى فى المنطقة مؤكدا على الدور الحيوى لكل من مصر والمملكة فى حفظ توازن المنطقة والوقوف بالمرصاد للخطر الإيرانى. وطالب اللواء سعيد الجامعة العربية بضرورة تغيير أدائها الروتينى والعمل على تحقيق مصلحة كل الدول العربية.
وفى سياق آخر اتهم رئيس هيئة العمليات بالقوات المسلحة المصرية من يرفعون شعار «يسقط حكم العسكر» بأنهم خونة وقال إن هناك من يتعمد الإساءة للجيش المصرى لمنعه عن صد أى خطر ضد مصر. ووصف المطالبين بإلغاء كامب ديفيد بأنهم جهلة لا يفهمون وأعرب عن رفضه أسلوب التجريح للرئيس السابق حسنى مبارك مؤكدا أن له أفضالا على القوات المسلحة وعلى مصر.
يذكر أن اللواء أركان حرب عبدالمنعم سعيد من أشهر الضباط القدامى فى القوات المسلحة فقد شارك فى حروب 1956 و1973 حيث كان بروسيا وقت النكسة وله سجل مشرف عبر 38 سنة خدمة فى العمل العسكرى حصل خلالها على أعلى الدرجات العلمية والمناصب العسكرية الرفيعة حتى وصل لمنصب رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة قبل أن يختاره الرئيس مبارك محافظا بدرجة وزير للعديد من المحافظات المصرية منها السويس ومطروح وجنوب سيناء كما عمل مع أشهر وزراء الحربية المصريين منهم المشير أحمد بدوى والمشير عبدالحليم أبو غزالة وكان قائدا للمشير حسين طنطاوى فى فترة من الفترات بحكم الأقدمية وقد كرمه فى العام الماضى فى احتفالات انتصارات أكتوبر كأحد قادة الحرب الكبار الذين شاركوا بالتخطيط لها. علاوة على عمله مع كل رؤساء مصر السابقين منذ ثورة يوليو 1952 وشهادته على عصورهم وهو ما يعكس أهمية آرائه ورؤاه لما يدور على الساحتين المصرية والعربية من أحداث حيث تمثل آراؤه شهادة للتاريخ كما تعطى مؤشرات لملامح المستقبل المصرى فى ضوء تحليله الإستراتيجي كخبير عسكرى كبير لما تشهده مصر من تطورات وتأثير ذلك على المنطقة العربية كلها.
ثورة يوليو العاقلة
وبمناسبة الاحتفال بمرور 60 سنة على قيام ثورة 23 يوليو انطلق الحوار من نقطة الحديث عنها ومقارنتها بثورة يناير المصرية فقال:
ثورة يوليو كانت ثورة عاقلة جدا وبيضاء وخالية من البلطجية وقام الجيش فيها بإخراج الملك فاروق خلال ثلاثة أيام واستولى على الحكم فورا واستقرت الاوضاع وأيد الشعب الجيش فى هذا التوقيت ووضعت مبادئ الثورة وقوانينها واستتبت أوضاعها خلال شهور. أما ثورة يناير فهى ثورة شعبية وهو ما سمح لكل من له أغراض أن يندس فيها ولم تكن ثورة بيضاء وقد سالت فيها دماء كثيرة لم تسل فى ثورة يوليو كما طمع فيها ناس آخرون غير من قاموا بها!
القوات المسلحة كان لها موقف جميل ورائع فيكفي أنها اختارت أن تنضم للشعب، وكان من الممكن أن تنضم للرئيس وتعمل مثل ما حدث فى بلاد أخرى بإبادة الشعب كما حدث في ليبيا وسوريا لكن الجيش أبى إلا أن يكون متضامنا مع شعبه لأنه جيش مصر وجيش الأمة العربية وليس جيش الرئيس ولا يمكن أن يقف ضد شعبه. ويجب الاعتراف بأنه لولا موقف الجيش المصرى لكانت مصر فى انهيار الآن
 بم تفسر عدم شعور المصريين بإنجازاتها حتى الآن؟
لوجود صراع دفين بين بعض القوى التى كان مهضوما أمرها خلال سبعين سنة كالإخوان المسلمين الذين انضموا للثورة بعد قيامها وأخذوا القيادة وركبت باقى التيارات الموجة ومن هنا لا نشعر بالاستقرار ولكننا نأمل خيرا مع الوقت ومع نهضة الشرطة.
 هل ساهمت حالة الفراغ السياسى منذ قيام ثورة يناير وحتى تولي رئيس جديد فى إفراز تيارات سياسية تعانى نوعا من الجهل ونقص الخبرة السياسية؟
أفرزت ثورة يناير تيارات غير مدروسة جيدا من ائتلافات وأحزاب لا تحصى وهذا التشرذم ليس في صالح الثورة ولا فى صالح أى أحد وللأسف كل مجموعة تمسك بقطعة صغيرة من البلد وتظن أنها تمسك بالبلد كلها ولا تتلاقى مع بعضها فهى عبارة عن كيانات صغيرة تناحرت مع بعضها مما أحدث التفتيت الذى يعد سبب ما نعانيه اليوم. فلو كانت لثورة يناير قيادة كثورة يوليو كانت استقرت الامور سريعا.
الرئيس مبارك
 كيف ترى حال الرئيس السابق مبارك الآن وما رأيك فى الطريقة التى يجب أن يعامل بها؟
بمنتهى الصراحة لا شك أن الرئيس مبارك له أفضال على القوات المسلحة وعلى البلد وخاصة فى فترات حكمه الأولى ولكن للأسف فإن زوجته بالذات وابنه أخرجاه عن أسلوب الحياد الذى كان يتبعه بحجة أنه كبر فى السن وأنه لا بد أن يؤهل ابنه للسلطة محاولا تقليد ما حدث فى بلدان أخرى من توريث للحكم ومنذ ذلك التوقيت شلا يدي مبارك عن العمل وسيطرا على الأمور وكنا نرى ابن الرئيس يمشى متقدما على الوزراء وكانت زوجته تتحدث للوزراء وهم يلتفون حولها يعنى أساءوا إلى وضع الرئيس السابق فهو كان ممتازا فى بداية الحكم ولكن فى العشر سنوات الأخيرة بدأ يتجه اتجاهات غير سليمة أدت إلى ما انتهى إليه الآن من مصير.
 كرجل عسكرى هل تشعر أن مبارك أهين كقائد ومقاتل سابق فى القوات المسلحة؟
رغم أنه فى السجن إلا أنه معزز مكرم وموجود فى غرفة عناية مركزة ولم يتعرض لأى إهانة سوى الإهانة المعنوية بالحكم الصادر ضده ومع ذلك فهو يعيش أفضل من أى مسجون آخر.
 وماذا عن تجريح مبارك والهجوم عليه بالشكل الذى نتابعه إعلاميا وعبر الإنترنت؟
بالفعل هناك هجوم يكشف عن بعض الغل ولكن ديننا لم يقل لنا أن نفعل ذلك بل حضنا الدين على احترام كبار السن.
* ذكرت كبر السن فقط ولم تذكر شيئا عن تاريخه! ألا يشفع له فى رأيك؟!
لا شك أن التاريخ يشفع ولكن لحد ما فقط وليس بشكل مطلق!!
* ما رأيك في موقف الجيش والقوات المسلحة من الثورة ضد مبارك؟
القوات المسلحة كان لها موقف جميل ورائع فيكفى أنها اختارت أن تنضم للشعب وكان من الممكن أن تنضم للرئيس وتعمل مثل ما حدث فى بلاد أخرى بإبادة الشعب كما حدث فى ليبيا وسوريا لكن الجيش أبى إلا أن يكون متضامنا مع شعبه لأنه جيش مصر وجيش الأمة العربية وليس جيش الرئيس ولا يمكن أن يقف ضد شعبه. ويجب الاعتراف بأنه لولا موقف الجيش المصرى لكانت مصر فى انهيار الآن.
يسقط حكم العسكر
* ومع ذلك لا تتوقف حملات الإساءة للجيش وقادته!
صراحة أشعر بأسى عند تجريح أى شخص ينتمى إلى القوات المسلحة، وبحكم صلتى بالضباط أعلم انهم أيضا متضايقون من هذا الامر ومن الألفاظ التى توجه لهم ومن عبارة «يسقط حكم العسكر» وهو ما يدفعنى دائما للرد عليها فى أى ملتقى يمكن ان أتواجد فيه لأنها إهانة ولا يصح أن نقول مثل هذا لكلام لأن كلمة العسكر كلمة مهينة ولا يعرفون معناها وهى كلمة للعصر العثمانى حيث كان يتم شراء أطفال من أوروبا ليكون عسكرا للسلطان والأمراء أى أنهم لم يكونوا من أبناء البلد لكن جنودنا هم أولاد البلد ونحن لسنا عسكرا بل عساكر.
 هل هناك من هو وراء تلك الإهانة؟
بالطبع هى إهانة متعمدة. وأعتقد أنهم ردوا عليهم بكلمة أخرى تقال هذه الأيام لا أود أن أذكرها.
 تقصد شعار «يسقط حكم المرشد»؟
نعم ولكن لا أود الكلام عن هذا الموضوع أرى أن رفع شعار يسقط حكم العسكر أمر عيب. وهذا يعكس الانحطاط الخلقى والثقافى الذى تمر به مصر فالأدب هو المواجهة بالانتقاد وبدون تجريح وليس عيبا أن نخطئ. ومن قال إن المعارك فى الحرب تكون كلها ناجحة! فقد قمت بعمل إحصائية لمعارك حرب 1973 وكان بها 64 معركة بجميع أنواعها ونجح الجيش المصرى فى 58 منها وفشل فى 6 معارك إنما النتيجة النهائية تحقق النصر وتحرر جزء من سيناء.
 بم تفسر حالة التوجس والريبة من الجيش؟ ولماذا هذه الكراهية للعسكريين؟
لأن العسكريين واقفون بالمرصاد لكل من يحاول التلاعب بمصر فهناك من لا يريد لمصر أن تستقر وتتماسك وبالتالى فهم يريدون هز الجيش والنيل منه لتعطيله عن هذه المهمة.
جمال عبدالناصر
 هل أنت مع من يقول إن مصر بظروفها ووزنها وتاريخها هى أحوج لقائد عسكرى منه إلى رئيس مدنى؟
لا يشترط.
 ما تقييمك للتجربة المدنية الحالية المتمثلة في تولي الرئيس مرسي؟
التجربة الحالية ما زالت جديدة وننتظر حتى يمر على الأقل عام أو عامان حتى يمكننا تقييمها ونرى إن كان هذا الرئيس المدنى يستطيع أن يقوم بتلك التطورات الرهيبة التى قام بها الرئيس جمال عبدالناصر مثل تأميم قناة السويس وغيرها من الإنجازات العملاقة.
 هل معنى ذلك أنك تعتبر أن جمال عبدالناصر أهم رؤساء مصر السابقين وأكثرهم تأثيرا؟
بالطبع فهو لم يكن مجرد ضابط بل زعيما ذا كاريزما ولم نكن نستطيع النظر إلى وجهه بسبب هيبته وبريق عينيه.
 كم مرة التقيت به؟
التقيت بالرئيس جمال عبدالناصر كثيرا ومنذ كنت برتبة ملازم وحتى استشهد وأذكر أنه اختارني في مهمة سرية لتوصيل رسالة شفهية لموريتانيا وقد سافرت على أني مهندس زراعي لأن الأمر كان سريا للغاية وعدت ومعي الإجابة المطلوبة شفهيا أيضا. وقد شاهدته قبل وفاته بستة أشهر في الجبهة وكنت برتبة مقدم وسلم علي وتبادل معي الحديث ببساطته المعهودة وتواضعه مع الجميع.
 استشهد؟ تقصد أنه مات مقتولا كما تردد؟
نعم استشهد ولكني لم أقصد أنه مات مقتولا وإنما أقصد أنه مات مجهدا بعد جهد كبير وتوديعه للأمراء والقادة العرب فى سبتمبر وهذه تعتبر شهادة فى سبيل أداء الواجب.
عقلية السادات
 وكيف رأيت الرئيس السادات بحكم قربك منه فى حرب أكتوبر 1973؟
الرئيس السادات كانت له طريقة جذابة فى الحديث ويتكلم كفلاح بسيط ولكن عقليته كانت جبارة ويكفي حرب 1973 وإن كان لم يتدخل فيها نهائيا وكل ما قاله لنا إنه سألنا «جاهزين يا ولاد؟» فقلنا له «جاهزين يا ريس». وهناك موقف يبين الفرق فى الفكر بين ناصر والسادات ففى عهد جمال عبدالناصر وبعد النكسة قال جملته الشهيرة «ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة» وفهم من ذلك حتمية الحرب لاستعادة سيناء حتى خط الحدود. وعندما جاء أنور السادات استخدم نفس المبدأ ولكن القوة التى استرد بها سيناء لم تكن عسكرية فقط بل استخدم كل القوى التى تمتلكها مصر خاصة عندما شعر بعدم القدرة على شراء السلاح من الاتحاد السوفييتى فرفض أن يكون حبيسا للقوة العسكرية وفكر فى قوى مصر السياسية والاقتصادية والمعنوية والشعبية إلى جانب القوة العسكرية واستخدمها جميعا فى سبيل تحقيق الهدف وهذا هو الفرق بين أسلوبى ناصر والسادات حتى وصل إلى اتفاق السلام وانسحب الإسرائيليون فى نهاية الأمر من سيناء بموجبه.
 هل تعتبر الرئيس السادات كان موفقا فى تلك الخطوة الخاصة باتفاق السلام مع إسرائيل؟
طبعا.
زوجة مبارك وابنه شلت أيديهم عن الحركة خلال السنوات العشر الأخيرة، ثورة يوليو كانت عاقلة أما ثورة يناير فأفسدها البلطجية، أصحاب شعار «يسقط حكم العسكر» خونة
 إذن لماذا تصاعدت نبرة الحديث ضد معاهدة السلام فى الفترة الأخيرة؟
هذا جهل ومن يفعل ذلك لا يفهم لأنهم لو كانوا فاهمين لقالوا ان السادات كان عقلية جبارة. والدليل أن لدينا حاليا فى سيناء جنود أضعاف ما كان موجودا عدة مرات.
* ولكن هناك من يوجهون صيحات تحذير من سوء الأوضاع الأمنية فى سيناء وتردي أوضاع الجيش المصرى هناك ويبدو كما لو كانوا يحذرون من احتلال إسرائيلى وشيك لسيناء من جديد؟
سيناء بخير وكل ما يتردد مجرد دعاية سوداء أما الحوادث الأمنية على يد بعض المتطرفين فهذا أمر موجود فى كل مكان.
 كقائد عسكري شارك في الحرب وعاصر اتفاق السلام ما رأيك في دعاوى المطالبة بإلغاء كامب ديفيد؟
هذا كلام غير مسئول.
 ألا تعتقد أن وجود رئيس جمهورية ينتمي لأحد التيارات المناهضة للسلام مع إسرائيل يمكن أن يهدد بإلغاء كامب ديفيد؟
لقد أكد الرئيس من خلال لقاءاته التى تابعتها مع الجيش المصري على احترامه واعتزازه البالغ به وشهادته الحقيقية بكفاءة القوات المسلحة المصرية يعطى صورة مطمئنة للموقف لأنهم لم يكونوا يعرفون هذا الأمر.
 هل حقا أن جيش مصر عاشر أكبر جيش في العالم؟
بالفعل يعتبر كذلك وجيش مصر بخير بلا شك وسيظل كذلك طالما ظل الشعب يسانده.
المجلس العسكرى!
 ما رأيك في موقف المجلس العسكري من الرئيس المصري الدكتور مرسي وما يقال عن أن السيطرة للمجلس على الأمور حتى بعد تولي رئيس مدني؟
لا سيطرة خفية ولا غيره فالقوات المسلحة وعدت ووفت بوعدها وقد دخل الانتخابات 13 متنافسا وسقط منهم 11 وأكمل المتنافسان الآخران السباق وكان منهما أحد قادة القوات المسلحة حتى وصل الفائز لسدة الحكم بنسبة أكثر قليلا من 51% وانتهى عصر ال 99% وهذه هى قمة النزاهة والديمقراطية ونزل المجلس العسكرى على رغبة الشعب.
 ما ردك عمن يتهمون المجلس العسكرى بضلوعه فى افتعال معركة القوانين وحروب الأحكام القضائية فى المحاكم المصرية؟
أولا القوات المسلحة غير مسئولة نهائيا بالقوانين ومجالس الشعب والشورى ولا علاقة لها بالقضاء نهائيا والقضاء المصرى سلطة مستقلة وله الحق فيما يعمله وفق قواعد قانونية ودستورية وكون أن أحكامه تأتى على هوى البعض ولا تلائم البعض الآخر فهذا لا يعنى أن يلصقوا الأمر بالقوات المسلحة فهذا عار وعيب لأن القوات المسلحة بنت البلد ولا علاقة لها بكل ما يدور حول الصراع الدستورى وخلافه.
 إذن بم تفسر الضجة المثارة حول أحكام القضاء المصرى؟
من الطبيعى أن تكون هناك فئة من الناس الذين أعتبرهم شياطين تسعى لإفساد العلاقة بين الشعب ومؤسساته لإحداث الفتنة وللعلم هناك أشخاص مغتاظون من القوات المسلحة ولذلك ينادون «يسقط حكم العسكر» وهؤلاء خونة ويسعون لمضايقة القوات المسلحة المصرية ولكنها تنظر لهذا الأمر على أنه لعب عيال لأنها أكبر من ذلك بكثير.
 ربما يفسر كلامك بأنه دفاع عن زملائك العسكريين؟
أنا لست فى السلطة الآن وقد تركت العسكرية منذ سنوات بعد أن توليت منصب المحافظ ولكنها شهادة صادقة للتاريخ بكل حيادية أشهد بها أمام الله ولوجه الله تعالى فقط من واقع رؤيتي وتحليلي للأمور.
مرسي والإخوان
 هل أنت متفائل بحكم الرئيس مرسي؟
والله حتى يومنا هذا نشهد أنه لم يفعل شيئا سيئا لكننا رغم ذلك لا نستطيع تقييم الرئيس إلا بعد سنة على الأقل من خلال سياسته فى المواقف الصعبة والطارئة التى ستواجهه لأن مثل هذه المواقف هي التي تبين إن كان هذا الرئيس لديه ملكة الرئاسة والقيادة أم لا. إنما بشكل عام هو مبشر.
 هل تطمئن لحياديته بعيدا عن جماعة الإخوان المسلمين؟
يعنى إلى حد بسيط!!
 لماذا؟
لأن جماعة الإخوان المسلمين ما زالوا يسيطرون على الدكتور محمد مرسي وموجودون بقوة في قصر الرئاسة. ولو ابتعد الرئيس مرسى عن هذا المناخ تماما وتركه الإخوان المسلمون يعمل سيكون ناجحا جدا لأنه هادئ الطباع ولديه ملكة الحديث وهى أمور مطلوبة فى الرئيس ويبقى أن يبتعد عن الإخوان حتى يستطيع أن ينجز.
المملكة العربية السعودية
 هل تعتبر اختيار الرئيس المصرى للمملكة العربية السعودية لتكون قبلته الأولى في أول زيارة خارجية لها مدلول إيجابي فى سياساته العربية؟
المملكة العربية السعودية من أكبر الدول العربية تأثيرا فى الوضع العربى كله ولها مكانة كبيرة فى قلوب المصريين وخاصة أن النسبة الكبرى عندنا من المسلمين الذين تتعلق قلوبهم بالاعتمار والحج إلى بيت الله الحرام والأراضى المقدسة ونحن لنا علاقات عميقة بالمملكة من قديم الزمان سواء فى موضوع الحج والعمرة. وأنا شخصيا وكل المصريين يكنون احتراما كبيرا للمملكة العربية السعودية وهى بلد كبير ومن ثم فعندما تكون أول زيارة خارجية للرئيس المصرى هى للمملكة العربية السعودية فهذا أقل ما يجب!
 عشنا فترة من الأحداث السخيفة أمام السفارة السعودية فهل تعتقد أن هناك من يعمل لإفساد العلاقات المصرية السعودية؟
هؤلاء المفسدون حاولوا لكنهم لم يستطيعوا ولذلك سرعان ما عادت المياه إلى مجاريها.
فوضى الربيع العربي
 برأيك ما سر محاولات تسييس الخلافات البسيطة بين مصر وشقيقاتها وتصعيدها كما سبق في أحداث السفارة ومن قبل مع الجزائر؟
بالطبع هناك تيارات صغيرة تندس فى وقت ما لإحداث الوقيعة لكن الدول العربية أصبحت تعي هذا الأمر جيدا. وإن كانت علاقاتنا العربية متأثرة بعض الشيء نتيجة للأحداث السياسية والثورات التى تمر بالعالم العربى ولكن بعد أن تستقر هذه الأوضاع ستعود الأمة العربية أمة واحدة لأن منطقتنا واحدة وفى قلب العالم.
 كرجل عسكرى ذي عقلية أمنية هل يمكن القول إن الثورات العربية قد حدثت بفعل فاعل بحكم هذه المحورية للعالم العربى فى قلب العالم؟
هذه الثورات قد توقعتها وزيرة الخارجية الأمريكية بالفعل تحت مسمى الفوضى الخلاقة.
 توقعتها أم خططت لها؟!
بالطبع خططت لها وأمامنا السودان صار بلدين وكذلك ليبيا يريدون تقسيمها وكذلك اليمن والدور على سوريا. فهناك مخطط فعلي لتقسيم العالم العربي إلى دويلات صغيرة ليسهل السيطرة عليها وهذا عكس ما أنتجته ثورة يوليو وما كان يدعو إليه جمال عبدالناصر من توحيد للدول العربية وتحويلها إلى كيانات كبيرة وهو فارق آخر بين ثورتي يوليو والربيع العربي فالأولى كانت إلى توحيد للأمة والثانية تنتهي للأسف إلى تفتيت للدول العربية.
إيران والخليج العربي
 أين موقع الخليج العربي من ثورات الربيع العربى؟
منطقة الخليج فى مأمن تام من ثورات الربيع العربي لأن لديهم ثروات وأى أسرة هناك قادرة على العيش الطيب وكل شيء متوافر ولا أعتقد أن تحدث انقلابات ولا أى قلاقل.
 لكن هناك تحسبا من الخطر الإيرانى وتهديده المستمر لأمن شعوب الخليج؟
إيران لا تستطيع أن تفعل شيئا لأن المملكة موجودة بقوة وكذلك العراق كما أن لمصر دورا مهما فى هذا الأمر ولا شك أن وضع الأسطول الأمريكى الموجود فى الخليج رادع قوى لإيران.
 وماذا عن الدور الإيرانى فى سوريا؟
لا شك أن إيران متورطة فى دعم نظام الأسد ولولاها لسقط الأسد لكني أعتقد أن شعبه لن يسكت حتى يمشي الأسد.
 هل تعتقد أنه سيلقى مصير القذافي؟
لو لم يهرب من سوريا سريعا فسيقتل والله أعلم.
 ماذا تتمنى للأمة العربية؟
أتمنى أن تتحد الأمة العربية كلها تحت راية واحدة بصرف النظر عن الاتحاد وأن يتطور أداء جامعة الدول العربية ولا يقتصر عملها على مجرد عقد اللقاءات.
اللواء عبدالمنعم سعيد أثناء حديثه ل «اليوم»


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.