طرحت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية تساؤلا بشأن جدوى وجود قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر، في ظل تواصل ظهور دلائل وبراهين تثبت يوما إثر آخر، دعم الدوحة للإرهاب وتمويل الجماعات المتطرفة. وأشار أحد كبار كتاب المجلة إلى أن استمرار وجود 10 آلاف جندي أمريكي في قاعدة العديد الجوية بات عديم الجدوى، وسط تباهي المسؤولين القطريين بقدرة البلاد على مواجهة المقاطعة بما تمتلكه من وسائل اقتصادية تعتقد أنها كافية لذلك. وقال إليوت باكر، الخبير في الشؤون الاستراتيجية؛ في مقال نشرته المجلة، الثلاثاء: «إن الولاياتالمتحدة أصبحت الآن بحاجة إلى اتخاذ إجراءات أكثر جذرية أكثر من أي وقت مضى، وإزالة العكاز في إشارة لقاعدة العديد - الذي استندت إليه قطر لفترة طويلة». وألمح باكر إلى أن إغلاق «قاعدة العديد» يعد أحد التكتيكات الهامة التي يمكن أن تستخدمها واشنطن لتجبر قطر على تغيير سياساتها بخصوص دعم الجماعات الإرهابية، وأضاف: «يجب العمل على ذلك، طالما أنها لا تنفك تتباهى بقدرتها على الصمود بدون مساعدة من الآخرين». وقال الكاتب: «إن قاعدة العديد تخدم مصالح قطر بشكل أكبر بكثير مما تقدمه للولايات المتحدة»، مشيرا إلى «أن نقل القاعدة من أحد أكبر ممولي الاضطرابات بالمنطقة، سيبعث برسالة واضحة إلى إيران، التي لا تزال تشكل تهديدا لنا». حسب قوله. وينقل باكر عن دينيس روس، المستشار في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى قوله: «إن قاعدة العديد هي قاعدة استثمارية ضخمة لقطر، وأن سبب استضافة الدوحة لها يشكل ضمانة أمنية لهذه الدولة للقيام بكل ما يحلو لها، وليس كما يدعي المسؤولون القطريون بأنها تأتي في سياق مكافحة الدولة للإرهاب». وفيما يتعلق بالشركاء بمكافحة الإرهاب، قال الكاتب الأمريكي: «كانت قطر واحدة من أكثر الدول إشكالية للولايات المتحدة، رغم تأكيد المسؤولين القطريين لنظرائهم الأمريكيين على مدار سنوات أنهم يبذلون كل ما في وسعهم لمنع مواطنيهم من توجيه الأموال للجماعات الإرهابية». وأضاف المقال: «عرفنا مؤخرا أن قطر دعمت بشكل مباشر وغير مباشر تنظيم القاعدة وجماعات إرهابية أخرى من خلال دفع فدى للإفراج عن رهائن في أكثر من مناسبة، وقد أدان مجلس الأمن الدولي ودول عديدة دفع فدى من شأنها أن تشجع الإرهابيين على المزيد من عمليات الاختطاف»، وواصل بالقول: «كما استضافت مسؤولين من حركة طالبان، وأتاحت لقادة كبار فيها حرية الحركة عبر أراضيها، فيما كشفت تقارير مسربة أن مسؤولين أمريكيين يعتقدون أن طالبان كانت تستخدم قطر قاعدة لجمع الأموال». وتأسف الكاتب في مقاله لما كشفته الأيام عن مدى خطر الدوحة على وجود القاعدة الجوية على أراضيها، واستنباطها في ذات الوقت؛ كيانات وجماعات تثير الفتن والتزاعات في المنطقة، وقال: «هكذا تبدو قطر، وتبنيها الصارخ للجماعات الإرهابية، واستضافتها في الوقت نفسه، أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة، وهذا من التناقضات التي لا يمكن أن تخطئها العين». وفيما يجادل البعض بأن إغلاق القاعدة الأمريكية يعني فقدان قاعدة استراتيجية للولايات المتحدة في المنطقة، فما زال بإمكان واشنطن إيجاد قاعدة مماثلة في دول مجاورة.