قالت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية في تقرير لها، إنه لا جدوى الآن من بقاء قاعدة العديد الجوية الأميركية في قطر، في ظل تكشف مزيد من الدلائل على دعم الدوحة للإرهاب وتمويل الجماعات المتطرفة. وأشار التقرير الذي أعده، الخبير في الشؤون الإستراتيجية، إليوت باكر، إلى أن استمرار وجود 10 آلاف جندي أميركي في قاعدة العديد الجوية، بات عديم الجدوى، وسط تباهي المسؤولين القطريين بقدرة البلاد على مواجهة المقاطعة، بما تمتلكه من وسائل اقتصادية تعتقد أنها كافية لذلك، مضيفا «أن الولاياتالمتحدة أصبحت الآن بحاجة إلى اتخاذ إجراءات أكثر جذرية أكثر من أي وقت مضى، وإزالة «العكاز»، ممثلا في قاعدة العديد، الذي استندت إليه قطر فترة طويلة. وحسب التقرير، يعد إغلاق قاعدة العديد أحد التكتيكات المهمة التي يمكن أن تستخدمها واشنطن كي تجبر قطر على تغيير سياساتها بخصوص دعم الجماعات الإرهابية، طالما أنها لا تنفك تتباهى بقدرتها على الصمود دون مساعدة من الآخرين، إضافة إلى أن إغلاق الولاياتالمتحدة قاعدة العديد سيكون ورقة قوية في يد الرئيس دونالد ترمب يمكن خلالها تشكيل مسار جديد للعلاقات الأميركية في الشرق الأوسط. رسالة إلى إيران أوضح التقرير أن قاعدة العديد تخدم مصالح قطر بشكل أكبر بكثير مما تقدمه للولايات المتحدة، مشيرا إلى أن نقل القاعدة من أحد أكبر مشكلي الاضطرابات في المنطقة، سيبعث برسالة واضحة إلى إيران التي ما تزال تشكل تهديدا للولايات المتحدة. ونقل التقرير عن المستشار في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، دينيس روس، قوله إن قاعدة العديد هي قاعدة استثمارية ضخمة لقطر، وأن سبب استضافة الدوحة لها يشكل ضمانة أمنية لهذه الدولة للقيام بكل ما يحلو لها، وليس كما يدّعي المسؤولون القطريون بأنها تأتي في سياق مكافحة الدولة للإرهاب. وفيما تؤكد الوقائع تورط قطر في الإرهاب، منها دعم تنظيم القاعدة وجماعات إرهابية أخرى، أشار التقرير إلى مجادلة البعض بأن إغلاق قاعدة العديد يعني فقدان قاعدة إستراتيجية للولايات المتحدة في المنطقة، مبينا أن الجيش الأميركي لديه القدرة على إيجاد قاعدة مماثلة في دول مجاورة.