قال المستشار بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف بالمدينةالمنورة الدكتور أحمد الخراط: إن من أهم أسباب تراجع قدرات المعلمين في تعليم اللغة العربية وتحبيب الدارسين بها هو الشعور ب"الهزيمة النفسية" حيال وضع اللغة الراهن. وتعجب الدكتور الخراط خلال محاضرة نظمها نادي المدينةالمنورة مساء أول من أمس بعنوان "اللغة العربية.. لغة القرآن واللغة الخالدة" من اتفاق المشاركين في المحافل المحلية على الحضور من أجل "إحياء المأتم لها وأخذ العزاء فيها، متوشحين جلباب الزهد وكأنها أصبحت من الماضي ليس لها حضور بين لغات العالم اليوم" معتبرا أن هذا الأمر أصبح سمة المحافل التي تقام للدفاع عن العربية. وأكد الخراط خلال المحاضرة التي شاركه فيها رئيس نادي المدينةالمنورة الأدبي الدكتور عبدالله عسيلان، وعميد كلية اللغة العربية في الجامعة الإسلامية الدكتور محمد هادي المباركي، وخبير اللغة العربية ومستشار "مدارس الفصحى" الدكتور شكري سمارة أن "الزهد في اللغة يعني الزهد برسالة الدين الإسلامي لأن الدين جاء بها ورفع شأنها". وطالب القائمين على المحافل الدولية والمؤتمرات بانتقاء المشاركين الذين يغلبون جانب العزة والنصر في العربية والابتعاد عن "الزهاد" الذين دفعتهم خشيتهم على اللغة بأن يصفوها بالضعف والانحطاط. وقال: إن ما تسبب في الإقبال المتثاقل على تعلم اللغة والغوص في مفرداتها أن أساتذة الجامعات على (الأبنية الميتة للغة العربية) مما تسبب في نفور كثير من الدارسين عن تعلم اللغة والتعمق في مفرداتها. من جهته حذر رئيس نادي المدينةالمنورة الأدبي الدكتور عبدالله عبدالرحيم عسيلان من مخاطر تعميم اللهجات العامية في البرامج التلفزيونية خصوصاً المدبلجة، وما ينجم عن ذلك من مخاطر على اللغة العربية. وانتقد عسيلان أثناء إلقائه الورقة العلمية "الطرح الهزيل" في البرامج التلفزيونية، وتأسف عسيلان من تمكين المقدمين أصحاب اللسان الهجين - بحسب وصفه - من منصة الطرح في القنوات الثقافية فضلاً عن القنوات الأخرى. بدوره، أوضح خبير اللغة العربية ومستشار "مدارس الفصحى" بالمدينةالمنورة الدكتور شكري سمارة أن العصر الذهبي للغة العربية كان في العصر العباسي عندما تبنى الخلفاء والقادة رفع شأن اللغة، فكانوا يدفعون وزن الكتاب ذهباً لمن ألفه أوجمعه مما كان له الأثر الكبير في انتشار اللغة حتى ألف بالعربية من غير أهلها. ونقل سمارة تجارب المدارس الفصحى التي أسست عام 1426 وفرضت اللغة العربية في محيطها العام للتعامل بها كلغة التخاطب والتعامل والتدريس؛ مما له الأثر الكبير على الطلاب، داعياً إلى تطبيق مثل تجارب مدارس الفصحى لما أثبتته من نجاح وأنموذجاً من التعليم الناجح للغة.