25 عامًا من تأسيس نادي الطيران السعودي كانت ضامنة لإحداث تغيير نوعي في وعي الشباب، وفي روح شركات الطيران المحلية التي وجدت في هذا النادي منصةً حقيقية لإحياء قطاع الطيران في أروقة مناشط المملكة، وتجديد العلاقة بينه وبين الطيارين والمتدربين، فمنذ انطلاقة أعمال النادي، لم يكن النادي مجرد فعاليات للطيران، بل مشروع وطني متكامل أعاد للمملكة دورها الإقليمي، وللابتكار مكانته كموجّه ومعزز، وللشباب شغفه بالهواية والمعرفة. لقد استطاع النادي أن يحوّل الطيران من نشاط فردي إلى نشاط جماعي تتبناه فرق الطيران المحلية والعالمية بإدارة كوادر مؤهلة على أعلى مستوى، وقدرات فنية وتقنيات عالية الجودة، فخلق النادي بيئة تنافسية مثالية، شجعت الشباب والمهتمين للانضمام إلى مجال الطيران، وباتت موضوعات القيادة والإستراتيجية في الطيران العام أكثر حيوية وتفاعلية، وتطوير قطاع الطيران العام ومسارات التدريب والفرص المهنية فضاءات واقعية للحوار والبحث والاكتشاف. كما دفع نادي الطيران السعودي الذي اختتم مؤخراً معرض الطيران العام 2025 «ساند آند فن»، في مطار الثمامة بالرياض، إدارات أندية الطيران الأخرى إلى إعادة النظر في تنمية المهارات وتأهيل الكفاءات، فصممت برامج لغرس هواية الطيران ضمن أيام المعرض، وربطت تطوير القطاع بالتفكير الناقد والمهارة الفنية. أما زوار المعرض، فقد وجدوا فيه فرصة لتجديد طرائقهم وتوسيع أفقهم في فهم الطيران وتقنياته الحديثة، إذ أتاح النادي لهم أدوات تشمل العروض الجوية والعروض الثابتة والمعارض التجارية، إضافة إلى جلسات «هانقر توكس» وفعاليات «تيرمنال إكس»، قد تحولت المعرض إلى ورش فكرية تُناقش التطوير وتحتفل بالطيران، وبات كل طيار ومتدرب جزءًا من قصة نجاح نادي الطيران السعودي في هذا التحدي. الأثر العميق لهذا النادي يتعدى الأرقام الإحصائية والجوائز، فهو مشروع حضاري لإحياء التطوير في قطاع الطيران، وبناء جسور بين التعليم والتدريب والمجتمع والاقتصاد، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030. فنادي الطيران السعودي لم يغيّر فحسب سلوك المجتمع، بل أعاد للطيران نبضه، وللتطوير رسالته، وللمستقبل اقتصاده، وللمملكة مكانها اللائق بين الدول.