دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تسليم بلاده أنظمة الدفاع الجوي التي تم التعهد بها قبل حلول فصل الشتاء. وقال زيلينسكي في رسالته عبر الفيديو مساء الإثنين: "يجب تنفيذ جميع الاتفاقيات المتعلقة بتسليم أنظمة الدفاع الجوي، والصواريخ المرتبطة بها، وكذلك عقود الشراء بنسبة 100 %". وأشار الرئيس الأوكراني إلى التعهدات التي قدمها الحلفاء الغربيون خلال الاجتماعات الأخيرة في لندن وواشنطن وباريس، لكنه لم يقدم تفاصيل محددة. وذكر بشكل خاص اتفاقيات التمويل الخاصة بإنتاج الطائرات المسيرة والجيش الأوكراني بشكل عام. وتدافع أوكرانيا عن نفسها ضد الغزو الروسي الشامل منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف. وقبل حلول الشتاء، تخشى أوكرانيا من هجمات جوية روسية جديدة باستخدام صواريخ باليستية وصواريخ كروز تستهدف منظومتها للطاقة، والتي تعتمد كييف في الدفاع عنها بشكل أساسي على أنظمة الدفاع الجوي الأميركية من طراز باتريوت. من جانبه قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الثلاثاء إن الرئيس دونالد ترمب سيلتقي على الأرجح نظيره الأوكراني الأسبوع المقبل ضمن مساعيه للتوسط في اتفاق سلام يشمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ولطالما لمح الرئيس الأميركي إلى احتمال فرض عقوبات على روسيا إذا لم يتنازل الرئيس بوتين عن مطالبه. لكنه لم ينفّذ تهديده رغم تكثيف الهجمات الروسية، ما أثار استياء أوكرانيا. وقال روبيو إن ترمب أجرى "العديد من المكالمات الهاتفية مع بوتين ولقاءات عدة مع زيلينسكي الذي سيلتقيه على الأرجح مجددا الأسبوع المقبل في نيويورك" حيث تعقد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأضاف روبيو أن ترمب "سيواصل المحاولة. إذا كان السلام ممكنا، فهو يريد تحقيقه" موضحا "في وقت ما، قد يستنتج الرئيس أن ذلك غير ممكن. لم يصل إلى هذه المرحلة بعد، لكنه قد يصل إليها". وأشار إلى حصيلة أوردها ترمب سابقا، قائلا إن روسيا خسرت 20 ألف جندي في القتال خلال يوليو وحده. وقال روبيو إن ترمب لديه قدرة فريدة من نوعها على التحدث إلى بوتين، وكذلك إلى زيلينسكي والأوروبيين. وأضاف "إذا تعين عليه بطريقة ما الانسحاب أو فرض عقوبات على روسيا بقوله لقد سئمت، فلن يتبقى أحد في العالم يمكنه التوسط لإنهاء الحرب". ودفع ترمب منذ عودته الى البيت الأبيض مطلع العام الحالي نحو التوصل الى تسوية للحرب في أوكرانيا. هذا وقال دبلوماسي روسي كبير إن موسكو تأمل في عقد جولة جديدة من المحادثات مع المسؤولين الأميركيين هذا الخريف لمعالجة القضايا العالقة بين البلدين. وأجرت الولاياتالمتحدةوروسيا جولتين من المحادثات في إسطنبول الأولى في فبراير والثانية في أبريل شهدتا تركيزا كبيرا على الشؤون الدبلوماسية واستئناف عمل السفارات. وقال الطرفان إنهما أحرزا تقدما في تلك القضايا. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف لوكالة تاس للأنباء إن رغبة الجانبين في تفادي فشل قد يعيق تحقيق نتائج ملموسة هي السبب في تأخر ترتيب اجتماع جديد. وأضاف "في جميع الأحوال، إذا تحدثنا عن إطار زمني، فإننا نسعى إلى عقد مثل هذا اللقاء بحلول نهاية الخريف على الأقل". وأوضح أن هناك مشكلات فنية وأخرى في جدولة المواعيد "لكن هذا ليس السبب الرئيسي لتأخير الاجتماع". وتابع ريابكوف "السبب الأهم هو أننا لا نريد أن يكون الاجتماع بلا تقدم ملموس. هناك خطر من أن نظل في مكاننا دون إحراز أي تقدم". وقال "لذلك من الأفضل، ما دامت الإرادة السياسية موجودة لدى الطرفين، أن نواصل العمل خلف الكواليس، وربما نتمكّن من وضع أساس للخطوة أو الخطوات التالية، وحينها ستُحل جميع الجوانب اللوجستية والتنظيمية بسرعة". ميدانيا، أعلن الجيش الأوكراني، امس الثلاثاء، ارتفاع عدد قتلى وجرحى العسكريين الروس منذ بداية الحرب على الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير 2022، إلى نحو مليون و96 ألفا و430 فردا، من بينهم 910 قتلوا، أو أصيبوا، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وجاء ذلك وفق بيان نشرته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وأوردته وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية (يوكرينفورم)، الثلاثاء. كما قتل شخصان في ضربات روسية طالت منطقتي زابوريجيا وميكولايف في جنوبأوكرانيا، بحسب ما أعلنت السلطات المحلية الثلاثاء. وقال إيفان فيدوروف، رئيس الإدارة العسكرية لمنطقة زابوريجيا، في منشور على تطبيق تيليغرام "قُتل شخص واحد" في هجوم، قبل أن يعلن في منشور ثان "ارتفاع عدد الجرحى من جراء هجوم العدو على زابوريجيا إلى تسعة". من جهته، أعلن حاكم ميكولايف، فيتالي كيم، مقتل شخص في هجوم روسي على منطقته. وقال كيم في منشور على تيليغرام إنّه "قبل بضع ساعات، هاجم الروس مزرعة في بلدة تشورنومورسكا. لقد قُتل رجل، منددا ب"هجوم متعمّد ضدّ مدنيّين". وأعلن حلف شمال الأطلسي الجمعة إطلاق عملية "الحارس الشرقي" لتعزيز الدفاع عن جناحه الشرقي بعدما انتهكت طائرات مسيّرة، يرجّح أنّها روسية، أجواء بولندا ورومانيا. ويسيطر الجيش الروسي حاليا على حوالي 20 % من الأراضي الأوكرانية.