من أفضل الاختراعات الاجتماعية الحديثة المستخدمة في وسائل التواصل فلاتر الأجهزة الالكترونية، التي ساهمت في ظهورالكثيرفي وسائل التواصل، ونجاحهم السريع والمثير والمؤثر، وأعتقد- بل أكاد- أجزم أنه لولا الفلاتر ما تشجع الكثير، وصار من المشاهير وحقق نجاحات وظهورًا طاغيًا مؤثرًا، رغم أن آلصورة ربما تختلف عن الواقع وتكون أبعد مما تبدو عليه. لكنها كذلك تبدو أنها من أسباب السعادة والنجاح للكثيرين، ورزق كتبه الله بالوسائل المتاحة للجميع وبالأسباب السهلة المتاحة؛ وفق الشروط المنظمة لها وفق أنظمتها، والأخذ بها في وسائل التواصل رغم مافيها أحيانًا من تدليس وخداع للمتلقيين والمتابعين. حدث ذلك عندما أغرتني صورة لجهاز معروض للبيع في وسائل التواصل بثمن بخس، لايوازي أهمية الجهاز واستخداماته؛ فقررت شراءه، ولكن عندما حضر لي الجهاز واستلمته ودفعت قيمته، وجدته خلاف الواقع بكثير؛ فالصورة تبدو خلاف الواقع المعروض بالصورة ذات الفلاتر المغرية، التي تحول القرد إلي غزال، وهذه خدعة إلكترونية تعرضت لها أكثر من مرة. عندها توقفت، وسألت نفسي عن شروط الغباء، التي من أساسياتها أنك ترتكب وتقع في الخطأ الواحد أكثر من مرة واتنين وثلاث، وإذا زدت عليها فأنت كذلك. ولكن وجدت لنفسي عذرًا بأنّ التقنية تغلبت في أحيان كثيرة على العقل البشري بالذكاء الاصطناعي وما يحدث من فلاتر ومكياج التواصل الاجتماعي وتأثيرها وإغراءاتها وخداعها في أحيان كثيرة بصور شتى، والخداع فنون وجنون. وأخيراً، وفي هذا السياق، تذكرت المقولة الشهيرةالمكتوبة على المرآة الجانبية للسيارة، خاصة مرآة الراكب، التي مفادها" أن الأشياء في المرآة أقرب مما تبدو عليه" هكذا كتبت كما أتوقع أو صيغة قريبة منهًا، وفي الختام وأنا أفكر في ختام المقال، يبدو أن الشيطان وسوس في صدري فسألني بتبليس إبليس.. هل الفلاتر، التي تعد مكياج العصر حلال أم حرام، أم مسألة فيها وجهة نظر، وهل يجوز للرجل استخدامها في فقه الواقع والحال، والمسألة فيها نظر وتحتاج توضيحًا. عندها رجعت لنفسي على الواقع، وتعوذت من الشيطان الرجيم ووسواسه، واستغفرت الله وحمدت ربي على نعمة العقل والعلم والصحة والعافية وفعلًا" وما أوتيتم من العلم إلا قليلًا".