مع انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء، يتجه الكثير من الناس إلى المشروبات الدافئة التي تمنح الجسم طاقة ودفئًا طبيعيًا، ويأتي الزنجبيل في مقدمتها لما له من شهرة واسعة في الطب الشعبي، فهو يُعرف بقدرته على تنشيط الدورة الدموية ورفع مناعة الجسم ومقاومة نزلات البرد، إلاّ أن خبراء التغذية والصيدلة يحذرون من الإفراط في استخدامه دون وعي طبي. وأوضح الدكتور فهد المطيري -استشاري التغذية العلاجية- أن الزنجبيل يحتوي على مركبات قوية تؤثر في تخثر الدم وضغطه، مما يجعله خطرًا على من يتناولون أدوية "مميعة" مثل الأسبرين أو "الكلوبيدوغريل"، إذ قد يؤدي الجمع بينهما إلى زيادة احتمالية النزيف، ذاكراً أن الجرعة اليومية الآمنة لا تتجاوز غرامين إلى ثلاثة من مسحوق الزنجبيل الطازج. من جانبه أشار الصيدلي ناصر الغامدي إلى أن الزنجبيل مفيد إذا استُخدم بطريقة معتدلة، مبينًا أن بعض الأشخاص يعتقدون أن "الكثرة تعني الفائدة"، وهو اعتقاد خاطئ قد ينعكس سلبًا على صحة الكبد والجهاز الهضمي، منبهاً أن الزنجبيل قد يسبب حرقة المعدة أو اضطرابات القولون لمن يعانون من أمراض الجهاز الهضمي المزمنة. وشدّد المختصون على أهمية استشارة الطبيب قبل خلط الأعشاب مع الأدوية، داعين إلى الوعي في التعامل مع الأعشاب الطبيعية، فليس كل ما هو طبيعي آمن تمامًا، ويبقى الاعتدال والوعي الصحي سلاحين ضروريين للاستفادة من الزنجبيل دون أضرار خلال فصل الشتاء.