استأنفت روسيا ضرباتها الجوية على شرق أوكرانياوجنوبها، وفق ما ذكر مسؤولان محليان أوكرانيان الاثنين، في أعقاب هدنة عيد الفصح التي أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتبادلت الدولتان الاتهام بانتهاكها. وذكر حاكم منطقة دنيبروبيتروفسك في شرق أوكرانيا سيرغي ليساك على تيليغرام "أطلق الجيش الروسي طائرات مسيرة على المنطقة". وأضاف أن أضراراً لحقت بمنزل واندلع حريق في مصنع للمواد الغذائية، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات. وقال فيتالي كيم حاكم منطقة ميكولايف في الجنوب إن الغارات الجوية الروسية استؤنفت أيضا في المنطقة. وكتب عبر تيليغرام "في صباح 21 أبريل، عند قرابة الساعة 04,57، هاجم العدو المدينة بصواريخ، يجري تحديد نوعها. ولم يقع ضحايا أو أضرار". ومساء الأحد، اتّهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بانتهاك هدنة عيد الفصح "أكثر من 2000 مرة"، لكنه أكد أنه لم تحدث أيّ غارات جوية روسية خلال النهار. واقترح وقف أيّ ضربات باستخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ على المنشآت المدنية لمدة لا تقل عن 30 يوماً. هذا وتبادلت روسياوأوكرانيا الأحد الاتّهامات بخرق هدنة عيد الفصح القصيرة التي أعلنها بوتين قبل يوم ووافق عليها نظيره زيلينسكي. من جهته، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن أمله بإمكان توصّل روسياوأوكرانيا إلى اتفاق سلام "في هذا الأسبوع"، متعهّداً ب"تعاملات تجاريّة مزدهرة مع الولاياتالمتحدة" للطرفين المتحاربين في حال وقّعا اتفاق هدنة. وجاء في منشور لترمب على منصته تروث سوشل "آمل بأن تُبرم روسياوأوكرانيا صفقة في هذا الأسبوع"، دون كشف تفاصيل عن إحراز أيّ تقدّم في محادثات السلام التي سعت واشنطن إلى دفعها قدما منذ تولّيه سدة الرئاسة لولاية ثانية غير متتالية خلفا لجو بايدن في يناير. وفي روسيا، أفادت وزارة الدفاع بحصول محاولات أوكرانية فاشلة ل"مهاجمة مواقع روسية" في منطقتي سوخايا بالكا وبوغاتير في جمهورية دونيتسك الشعبية، في إشارة إلى قرى تقع في الجزء الخاضع لسيطرة روسيا من منطقة دونيتسك الشرقية. وأعلنت موسكو أنّ كييف هاجمت أيضا مناطق بريانسك وكورسك وبيلغورود الحدودية الروسية، مشيرة إلى "سقوط قتلى وجرحى من المدنيين". وتظهر هذه الاتهامات صعوبة فرض وقف لإطلاق النار ولو لثلاثين ساعة فقط، في القتال المستمر منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا قبل أكثر من ثلاث سنوات. ويأتي وقف النار القصير فيما يمارس ترمب ضغوطا على موسكو وكييف لقبول هدنة، لكنه لم ينجح في انتزاع تنازلات من الكرملين. وقال ترمب الجمعة إن الولاياتالمتحدة ستركز على أولويات أخرى إذا لم يتم التوصل "قريبا" إلى اتفاق لإنهاء الحرب بين روسياوأوكرانيا. وفي شوارع كييف الأحد، أبدى أوكرانيون شكوكهم بالتزام موسكو الهدنة ورحبوا باقتراح تمديدها. وقال قائد وحدة طائرات مسيّرة أوكرانية طالبا عدم كشف هويته إن "نشاط العدو تقلّص إلى حد كبير في مناطق زابوريجيا (جنوب) وخاركيف (شمال شرق) والتي ننشط فيها بشكل دائم"، مشيراً إلى "حوادث معزولة". وقال سيرغي، وهو ضابط أوكراني في منطقة سومي بشمال شرق البلاد، إن الهدوء ساد ليل الأحد وفي الصباح مقارنة بما كان يحدث عادةً، مشيرا إلى عدم وقوع "قصف مدفعي" روسي. وكتب زيلينسكي نقلا عن تقرير لقائد الجيش أولكسندر سيرسكي "في المجمل، في صباح عيد الفصح، يمكننا التأكيد أن الجيش الروسي يحاول خلق انطباع عام بوقف إطلاق النار، مع إجرائه محاولات معزولة في بعض المناطق للتقدم وإلحاق الخسائر بأوكرانيا".