نفّذت روسيا أكبر هجوم جوي على الإطلاق على أوكرانيا صباح الأحد، ما أدى إلى مقتل شخصين واندلاع النيران في مقر الحكومة في كييف، بحسب ما أعلنت السلطات. وشوهدت النيران تشتعل على سطح مقر الحكومة فيما تصاعد الدخان فوق العاصمة. كما ألحقت ضربات بمسيرات أضرارا بعدد من الأبراج في كييف، بحسب أجهزة الطوارئ. وتعد الضربة التي استهدفت المجمع الكبير حيث مقر الحكومة في كييف الأولى من نوعها منذ بدء الحرب. وحلّقت المروحيات فوق المبنى ملقية المياه على سطحه فيما هرعت أجهزة الطوارئ إلى الموقع وضربت الشرطة طوقا أمنيا حوله. وقالت رئيسة الوزراء الأوكرانية يوليا سفيردينكو في منشور على تيليغرام إن "السطح والطوابق العلوية تضررت جراء هجوم للعدو. تعمل فرق الإنقاذ على إخماد الحريق". وأضافت "سنرمم المباني لكن لا يمكننا إعادة الأرواح التي تزهق. العدو يرهب ويقتل شعبنا كل يوم في مختلف أنحاء البلاد". وأعلن سلاح الجو الأوكراني أن روسيا أطلقت 805 مسيّرات على الأقل و13 صاروخا على أوكرانيا من ليل السبت حتى صباح الأحد، في أكبر هجوم جوي منذ اندلاع الحرب. وسمعت انفجارات في العاصمة صباح الأحد. وقال مسؤولون أوكرانيون أمس الأحد إن روسيا شنت أكبر هجوم جوي ليلي خلال الحرب والذي أدى إلى اشتعال النيران في المقر الرئيس للحكومة الأوكرانية في كييف ومقتل ثلاثة أشخاص بينهم رضيع انتشلت جثته من تحت الأنقاض. وقال تيمور تكاتشينكو رئيس الإدارة العسكرية للعاصمة إن جثة الرضيع انتشلت من تحت الأنقاض في حي دارنيتسكي حيث تضرر مبنى سكني من أربعة طوابق. وأضاف تكاتشينكو أن شابة توفيت أيضا نتيجة الهجوم على الحي الذي يقع شرقي نهر دنيبرو. ولم تدل موسكو بأي تعليق حتى الآن. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن ما يقرب من 60 بالمئة من الأسلحة التي يستخدمها الجيش الأوكراني هي أسلحة محلية الصنع، وهو ما يتجاوز بالفعل الهدف الذي حدده قبل شهرين. وأضاف زيلينسكي في خطابه المسائي المصور "خلال هذه الحرب، وصلت أوكرانيا إلى نقطة أن ما يقرب من 60 بالمئة من الأسلحة التي نستخدمها، الأسلحة التي في أيدي جنودنا، هي أسلحة أوكرانية الصنع". وأردف قائلا "هذه الأسلحة قوية، وذات ميزات متطورة كثيرة". وفي يوليو، دعا الرئيس حكومته التي أعاد تشكيلها إلى اتخاذ تدابير لزيادة إنتاج الأسلحة المصنوعة في أوكرانيا إلى أكثر من 50 بالمئة. كما رفض الرئيس زيلينسكي اقتراح نظيره الروسي فلاديمير بوتين بالمجيء لموسكو والتفاوض بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا. وقال زيلينسكي في مقابلة أجرتها معه إذاعة أيه بي سي الأميركية الجمعة "إن بوتين يمكنه القدوم إلى كييف". وأضاف "لا أستطيع الذهاب إلى موسكو وبلدي تحت القصف الصاروخي والهجمات اليومية. لا أستطيع الذهاب إلى عاصمة هذا الإرهابي". وتابع أن بوتين "يفهم ذلك". وبحسب زيلنسكي، كان اقتراح بوتين يهدف في الواقع إلى تأجيل اجتماعهما. واستطرد زيلينسكي بأنه مستعد لعقد اجتماع بأي صيغة. ويرى زيلينسكي أن بوتين "يتلاعب بالولايات المتحدة". كما تصدت أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية، لأسراب من الطائرات المسيّرة الروسية فوق العاصمة كييف، في وقت تحدث فيه الجيش الأوكراني عن تكتيكات روسية جديدة قرب مدينة بوكروفسك شرقي البلاد. وأصدر الجيش الأوكراني تحذيرات من اقتراب الطائرات المسيرة القتالية من مدينة خيرسون جنوبا عبر البحر الأسود، داعيا سكان العاصمة والمدينة الجنوبية إلى الاحتماء في الملاجئ. كما صدرت تحذيرات في منطقتي دنيبروبتروفسك وزابوريجيا. وقال قائد وحدة القوات المُسيرة الأوكرانية روبرت بروفدي الأحد عبر تطبيق تيليغرام أن أوكرانيا شنت هجوما على خط أنابيب النفط (دروجبا) في منطقة بريانسك الروسية مما تسبب في "أضرار شاملة ناتجة عن حريق". ولم يتسن لرويترز التحقق من ذلك بشكل مستقل. ولم تعلق روسيا حتى الآن على الهجوم. من جهتها قالت الإدارة التي عينتها روسيا لمحطة زابوريجيا النووية التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا طائرات مسيرة أوكرانية أصابت سطح مركز تدريب بالمحطة دون أن تتسبب في أضرار جسيمة أو زيادة في مستويات الإشعاع. وقالت الإدارة في بيان على تيليغرام إن الضربة كانت على بعد نحو 300 متر من وحدة المفاعل. ولا تعمل المحطة، وهي أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا بستة مفاعلات، لكنها لا تزال بحاجة إلى النشاط الذي يحافظ على وقودها النووي باردا. وقالت الإدارة إن الهجوم لم يتسبب في أي خلل في تشغيل المحطة.