أول عمل منظم عام 1387ه من قبل الدفاع المدني بدء تطبيق الاستفادة من المتطوعين في الحج عام 1407ه إطلاق المنصة الوطنية في 2020 م وتسعى إلى مليون متطوع سنوياً يعد العمل التطوعي خدمة للأفراد أو المجتمع بلا مقابل وله عدّة صور منها العمل الخيري، أو المشاركة في المبادرات المجتمعية، أو مساعدة الآخرين بخدمات بسيطة ولكن تترك الأثر العميق في نفوسهم، والعديد من الصور الأخرى، وبغض النظر عن الطريقة التي يعبّر من خلالها الفرد عن رغبته في تقديم يد العون للآخرين، إلا أنّ العمل التطوعي بكلّ صوره له العديد من الفوائد التي تعود على الفرد والمجتمع بالنفع. وقد حث الإسلام على التطوع فهناك الكثير من الأحاديث التي تحث على التطوع ومساعدة الناس، ومنها أن رجلًا جاء إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال: (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل، سرورٌ يدخله على مسلمٍ، أو يكشف عنه كربةً، أو يقضي عنه دينًا، أو يطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخٍ لي في حاجةٍ أحبُّ إليّ من اعتكف في هذا المسجد - أي مسجد المدينة - شهرًا). وقد عرف العمل التطوعي في بلادنا منذ القدم حيث فطر انسان هذه الأرض على حب فعل الخير بلا مقابل وذلك من خلال المشاركة المجتمعية، حيث كان الكثيرين يعملون بعض الأعمال التطوعية بشكل فردي وبدون أي مقابل مادي، ومن الأمثلة على ذلك القيام بنظافة المساجد أو المشاركة في بنائها دون مقابل، إضافة إلى رفع النداء إلى الصلاة أو إمامة المصلين، كما كان هناك عدد من الذين يتقنون حياكة الكتب يقومون بالعناية بالمصاحف وذلك بحياكة تجليدها بزيارة المساجد وتفقد المصاحف وإصلاحها، إضافة إلى تولي عدد من حفظ القرآن الكريم عملية تحفيظ القرآن الكريم للصغار من الطلاب وذلك بجلوسهم في المساجد دون مقابل ابتغاءً للأجر من الله تعإلى. والعمل التطوعي في بلادنا يأتي امتداداً لمسيرة طويلة بدأت منذ عام 1378ه حيث بدأت ملامح العمل التطوعي المنظم، وللعمل التطوعي تأثيراته الإيجابية على المجتمعات فهو يساعد بشكل كبير جميع الأفراد في جميع مراحل حياتهم من خلال تعزيز عدد من الأمور والصفات التي تساعد في إيجاد نمط حياة جميل وصحي لهم، وتسعى رؤية المملكة 2030 إلى تحقيق الاستفادة من فرص التطوع لخدمة المجتمع وذلك للوصول لمليون متطوع. تطوع يعرف العمل التطوعي بأنه عمل ليس مقابله أجر ويمارس من خلال المنظمات غير الربحية أو الأفراد ويتيح للأشخاص التأثير في المجتمع، وتقدمه للأفضل، وتقديم المساعدة والعون والجهد من أجل العمل على تحقيق الخير في المجتمع عموماً ولأفراده خصوصاً، واطلق عليه مسمى عمل تطوعي لأن الإنسان يقوم به طواعية دون إجبار من الآخرين على فعله، فهو إرادة داخلية، وغلبة لسلطة الخير على جانب الشر، ودليل على ازدهار المجتمع، والعمل التطوعي بمفهومه العام يعني تقديم خدمة ما للأفراد أو المجتمع بلا مقابل وله عدّة صور منها: العمل الخيري، أو المشاركة في المبادرات المجتمعية، أو مساعدة الآخرين بخدمات بسيطة، ولكن تترك الأثر العميق في نفوسهم، والعديد من الصور الأخرى، وبغض النظر عن الطريقة التي يعبّر من خلالها الفرد عن رغبته في تقديم يد العون للآخرين، إلا أنّ العمل التطوعي بكلّ صوره له العديد من الفوائد التي تعود على الفرد والمجتمع بالنفع، فقد يجهل البعض هذا الأمر فيعتقدون أنه فقط مساهمات ومساعدات مجانية تقدّم للغير دون الحصول على أيّ شيء بالمقابل، لكن هناك العديد من الفوائد للأفراد المبادرين ومجتمعهم، فهو يساعد في تعزيز المهارات الاجتماعية، ويعمل على الاستفادة من وقت الفراغ، فللعمل التطوعي تأثيراته الإيجابية على المجتمعات ويساعد بشكل كبير جميع الأفراد في جميع مراحل حياتهم على مدار عمرهم من خلال تعزيز عدد من الأمور والصفات هي: توفير عدد من الخيارات الجديدة لهم، ويساعد في نمط حياة جميل وصحي لهم، ويعمل على تطوير الفكر لديهم وتحسن النفسية، وتحمل المسؤولية والشعور بعزة النفس، والتعرف على مجموعة من المهارات المجتمعية، وتطبيق وسائل جديدة وتعلمها بالإضافة إلى الإحساس بقيمة الحياة، ويعمل على زيادة القوة البدنية والعقلية للفرد، وعدم الشعور بالاكتئاب، وفي وقتنا الحاضر شهد العمل التطوعي تنظيماً يضمن تحقيق أهدافه وذلك بوضع عدد من البرامج الرامية إلى ذلك، حيث تمتاز برامج العمل التطوعيّ الرسمية بأنّها برامج منظّمة طويلة المدى، إذ تتطلّب حضوراً مستمرّاً ومنتظماً من المتطوعين، كما أنّها تُدار من قِبل مديرين ومُنسّقين يُعيّنون المتطوعين، ويُدرّبونهم، ويشرفون على مدى التزامهم بالسياسات والإجراءات خلال عملهم، كما يشرفون على النتائج التي يحقّقونها ويتأكّدون من جودتها. بدايات في عام 1387ه الموافق 1967م وجهت المديرية العامة للدفاع المدني لأول مرّة نداء لكافة المواطنين للتطوّع على أعمال الدفاع المدني عن طريق إداراتها بالمناطق، ولم يكن هذا النداء إجبارياً بل اختياريا وبتوجيه من مقام القيادة العليا للقوات المسلحة تحسباً لأي طارئ، وقد أقبل المواطنين بروح عالية على العمل التطوعي، وعقدت لهم أول دورة في مدرسة الشرطة بمكة المكرمة في الفترة من 1 إلى 20 ربيع الأول 1387ه، بعد قبولهم، وتم تدريب مجموعة منهم على مواد الإطفاء النظري والعلمي وعلى بعض عمليات الإنقاذ الخفيفة ودروس مبسّطه في مجال الإسعاف، وتشجيعاً لإقبالهم على العمل التطوّعي تم منحهم شهادات تقدير، وكانت هذه بداية الطريق والتجربة الأولى للتطوّع في المملكة، وكان أول تنظيم لإدارة وتأهيل المتطوّعين بتاريخ 1 جمادى الأول 1406ه، حيث صدر نظام الدفاع المدني بالمرسوم الملكي في 5 شوال 1406ه الذي حدّد في الفقرة (ب) من المادة الأولى أن من مهام الدفاع المدني إعداد المتطوعين للقيام بأعمال الدفاع المدني، وأيضاً حدّد في الفقرة (ج) من المادة الثالثة بأن يعتمد في تنفيذ أعمال الدفاع المدني المنصوص عليها في المادة الأولى من النظام على المتطوعين في الدفاع المدني، وأيضاً حدّدت الفقرة (و) من المادة التاسعة بأن يختص مجلس الدفاع المدني في إصدار اللوائح اللازمة لتنظيم أعمال المتطوعين وتحديد شروطهم وحقوقهم وواجباتهم، كما تضمنت المادة الثامنة عشر أن كل شخص ولو لم يكن متطوعاً يعتبر مسئولاً عن تقديم المساعدة الممكنة، واللازمة لعمليات الدفاع المدني في الحالات التي تدعو لها الضرورة، لذا كان لزاماً على المديرية العامة للدفاع المدني أن تبدأ في تنفيذ تلك المواد وتعد مشروعاً عاماً للاستفادة من المتطوعين، حيث صدرت مجموعة تنظيمات إدارية تعنى بإدارة المتطوعين، ومن أهمها إحداث إدارة لشؤون المتطوعين في عام 1407ه، وربطها بالحماية المدنية، وفي عام 1407ه بدأ تطبيق فكرة الاستفادة من المتطوعين لموسم الحج لأول مرة في تاريخ الدفاع المدني وفتح باب القبول للمواطنين للانخراط في العمل التطوعي، وتم من خلال فروع الدفاع المدني بالمناطق تسجيل وقبول من تنطبق عليهم الشروط ليكون متطوعاً أثناء مهمة الحج وفق خطة سنوية تعدّ لاستقبال وتشغيل المتطوعين بهذه المهمة، وتوالت مشاركتهم من ذلك الحين وحتى الآن. ريادة تعمل وزارة الحج والعمرة بالتعاون مع عدد من الجهات مثل هيئة الهلال الأحمر السعودي، وجمعية الكشافة، ومؤسسات المجتمع المدني، على تنظيم جهود المتطوعين، وتقديم برامج تدريبية تسبق انطلاق الموسم لضمان الجاهزية، ويتسابق المتطوعون من مختلف مناطق المملكة للتسجيل المبكر عبر المنصات الرسمية، بهدف نيل شرف التواجد في المشاعر المقدسة وخدمة الحجاج، من خلال أدوار متعددة تشمل الجوانب الطبية، الإرشادية، التنظيمية، والإنسانية، ومع كل موسم حج تتجدد صور العطاء والعمل الإنساني في أطهر بقاع الأرض، حيث يتطوع الآلاف من أبناء وبنات الوطن لتقديم خدمات متنوعة لضيوف الرحمن، في مشهد يجسد القيم الدينية والوطنية والتكافل المجتمعي، وقد أطلقت الوزارة هذا العام عددًا من المبادرات التطوعية، لتوسيع المشاركة وتوفير خدمات متخصصة بلغات متعددة، وبحسب وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، فإن منصة العمل التطوعي سجلت أكثر من 120 ألف متطوع في موسم حج 1446 ه، فيما يُتوقع أن يرتفع العدد هذا العام، بفضل التسهيلات التقنية، وتنوع مجالات الخدمة، وزيادة الوعي المجتمعي بأهمية التطوع، ويُعد العمل التطوعي في الحج نموذجًا رائدًا في خدمة الإنسان، إذ لا يقتصر على تقديم العون، بل يعكس صورة المملكة الحضارية في إدارة الحشود وتيسير أداء المناسك بمزيج من الاحترافية والإنسانية. منصة التطوع أطلقت المنصة الوطنية للعمل التطوعي في عام 2020 م لتقدم مجموعة واسعة من فرص التطوع في المملكة، وتحفز المنظمات غير الربحية على تنظيم الفعاليات المجتمعية، كما تُسهل على الأفراد العثور على فرص التطوع التي تتماشى مع أهدافهم واهتماماتهم الشخصية، وتشجعهم على المشاركة الفاعلة في العمل التطوعي، وتعمل المنصة من خلال نظام سهل الاستخدام لإصدار التراخيص وتنظيم الأندية والمراكز التطوعية الخاصة، وتلبية احتياجات جميع المنشآت وفق معايير عالية تحمي سلامة المتطوعين والمجتمع، وبالإضافة إلى ذلك توفر المنصة الوصول إلى التقارير وخدمات التحقق للمساعدة على اتخاذ قرارات واعية ومدروسة، والمنصة الوطنية للعمل التطوعي لا توفر فرصًا هادفة للعمل التطوعي فحسب بل تساعد الناس في كافة أنحاء المملكة على اكتساب مهارات وخبرات جديدة، والتعرف على أشخاص جدد يجمعهم نفس الاهتمام، والشعور بالإنجاز وتحقيق الأهداف، وتعمل رؤية 2030 لتحقيق هدف المملكة المتمثل في الوصول إلى مليون متطوع سنويًا، ودعم القطاع غير الربحي الناشئ. عرف العمل التطوعي منذ القدم بالعناية بالمساجد العمل التطوعي دليل على ازدهار المجتمع التطوع في المملكة بات قصة نجاح تروى إعداد: حمود الضويحي