أكد المستشار في مهارات الاتصال أنس محمد الجعوان، أن قطار الرياض لم يعد مجرد وسيلة للنقل، بل أصبح فضاءً حضارياً يضيف للموظف ساعات إنتاجية غير محسوبة ويمنحه بداية يوم أكثر هدوءاً وتنظيماً. وأوضح الجعوان في حديثه ل«الرياض»، أن الدراسات تشير إلى أن الموظف الذي يبدأ يومه بهدوء تزيد إنتاجيته بنسبة تصل إلى 25 في المائة مقارنة بغيره، مشيراً إلى أن استخدام القطار يجنّب الموظف ضغوط القيادة في الطرق المزدحمة، ويتيح له استثمار وقت الرحلة في إنجاز المهام، مثل متابعة البريد الإلكتروني أو إعداد التقارير أو القراءة. وأضاف أن العودة مساءً عبر القطار تمنح الموظف فرصة للتأمل واستعادة الهدوء بعد يوم عمل طويل، مؤكداً أن التجربة لا تقتصر على كسب الوقت فقط، بل تسهم أيضاً في ترسيخ ثقافة حضارية تقوم على احترام النظام، والمحافظة على النظافة، وإتاحة المقاعد لذوي الاحتياجات. وشدد الجعوان على ضرورة أن تدرك إدارة مشروع القطار احتياجات الموظفين، من خلال تشغيل مقطورات أطول وزيادة عدد العربات في أوقات الذروة، بما يضمن توافر المقاعد والمساحات الكافية لاستخدام الأجهزة اللوحية والحواسيب المحمولة، ليصبح القطار «مكتباً متنقلاً» يعزز إنتاجية الموظف. وأشار إلى أن أبرز ما يميز ثقافة القطار هو الاستدامة، حيث يساهم في تقليل الانبعاثات والتلوث، والحد من الحوادث المرورية والغرامات، فضلاً عن خفض تكاليف الوقود والمواقف. وبيّن أن الدراسات الدولية تظهر أن الموظف الذي يستخدم القطار يوفر ما بين 30 إلى 40 دقيقة يومياً مقارنة بالسيارة، وهو فارق يمكن أن ينعكس إيجاباً على حياته العملية والشخصية. واختتم الجعوان بالتأكيد أن ثقافة القطار لا تعني مجرد التنقل من المنزل إلى مقر العمل، بل تمثل انتقالاً نحو إنتاجية أعلى، ورقي أكبر، وحياة أكثر توازناً.