حرص الإسلام كل الحرص على إرساء وتثبيت دعائم الأسرة والمحافظة عليها مما يؤذيها ويهدد بنيانها لأنه بصلاح الأسرة واجتماعها ضمن صلاح الأفراد والمجتمع بشكل عام. ونحن -والحمدلله- نستمد مصادر قيمنا وأخلاقنا من التشريع الإسلامي العظيم الذي لا تناقض ولا اختلاف بين أحكامه والفطرة التي فطر الله الناس عليها. فالأخطار التي تحيط بالطفل ابتداء من المنزل والمدرسة وانتهاء بالشارع ووصولاً لأماكن الترفيه والنزهة، لذا يلزم الوعي بما يلي: إبعاد الأشياء الحادة مثل: السكين والملاعق وآلات القطع وقداحات السجاير أو أعواد الثقاب، وأن لا يدخل المطبخ بمفرده، وإبعاد مواد التنظيف وكذلك الأدوية عن متناول يد الطفل، وسجلات المستشفيات خير شاهد على حوادث وقعت. أهمية بناء الثقة بين الوالدين والأبناء وزيادة الوعي حول الاستخدام السليم للأجهزة الإكترونية وتعليم الطفل عدم التنمر على زملائه المختلفين مثل لون البشرة أو الوزن، وأن لا يتعلم الألفاظ غير المناسبه لعمره حتى لا يكون شخصاً مشاغباً ويرفض التلاميذ صداقته. على الرغم من التحذيرات المتكررة إلا أن جيل الكيبورد الراهن يتجاهل نتائج كل الدراسات والأبحاث عن مخاطر إدمان مشاهدة الأجهزة الإلكترونية بمتوسط 7-8 ساعات يومياً والتي تشمل انخفاض مستويات التركيز وفرط الحركة وقصر فترات الانتباه وصعوبة التواصل وتكوين صداقات، كما تقلل الوقت الذي يقضيه الأطفال في القراءة واللعب والتفاعل مع الأسرة والأطفال الآخرين. وكذلك الآثار السلبية في السلوك التي تخلفها ألعاب الصراعات والحروب، وتتمثل في تعزيز ميول العنف والعدوان لدي الأطفال المراهقين. ولها آثار إيجابيه مثل الاستفادة من التطبيقات ومنصات التعليم. على الأسرة أن تعيد حساباتها في الجلوس مع أبنائها وبناتها وفتح المجال للحوار والنقاش والاستماع لكل الأفكار التي تدور في أذهانهم والعمل على دعمها أو تصحيحها ورفع مستوى الوعي والإدراك لدى الطفل من أجل مستقبل واعد، ويكون له أثره في المجتمع. غرس مبادئ الدين الحنيف في نفوس الأبناء وتعزيز الوازع الديني لديهم وتسميتهم بالأسماء الحسنة الجميله لكي لا يحدث لهم تنمر في المدرسة أو الشارع وتقوية أواصر المحبة بين الأخوة وتعزيز قيمة الوطن وحب الوطن منذ الصغر. الأسرة توثر في النمو السوي وغير السوي للطفل وذلك من خلال معاملة الأم أو الأب العادلة لأطفاله، وعدم تفضيل طفل على الآخر، ومعرفة جوانب ما يتميز به الطفل من أفكار أو قدرات أو هوايات وما يميل له، وتعزيز الثقة وتشجيعه لاستمرار وتنمية مواهبه. وأن يكونا قدوة لأولادهما في أقوالهم وأفعالهم، وفي حالة الانفصال -الطلاق، لا سمح الله- عليهم أن لا ينشروا الحقد أو الكره في أولادهم بل يجب أن يحتويا أطفالهما، وكل يذكر الآخر بكل خير، لأن ذلك ينعكس على الأطفال وعلى مستوى دراستهم. وقفة للتأمل: إذا لم يكن لديك الوقت لإصلاح أولادك فهناك من لديه الوقت لإفسادهم.