الانحراف الفكري !!

الانحراف الفكري هو من أخطر صور الانحراف، وأشدها، وهنا نقف وقفة لنؤكد على أنه يجب أن تتضافر الجهود لمواجهته، وتعزيز الوسطية، ومحاربة التطرف، والغلو كلٌ بحسب موقعه

فجع وطننا الغالي فجر الاثنين الماضي بعملية إرهابية في مركز سويف الحدودي راح ضحيتها عدد من رجال حرس الحدود الأبطال أقدم عليها شرذمة ممن تلوث فكرهم، وسلموا عقولهم لمن لاعلم له، وساقهم جهلهم بالكتاب، والسنة، وعدم معرفة مقاصد الشريعة، والغلو إلى التكفير، والتفجير، والتخريب، والقتل، فكان أن انكوى بشرهم أهلهم، ووطنهم قبل غيرهم. ووالله لن تزيدنا هذه الأعمال الإجرامية، وسابقاتها إلا تلاحمًا، وترابطًا تحت ظل حكومتنا الرشيدة، والتفافًا حول ولاة أمرنا ، وإنه ليسؤونا - والله - أن يكون من يقوم بهذه العمليات هم من أبنائنا الذين نبت لحمهم، واشتد عودهم من خير هذه الأرض فحسبنا الله ونعم الوكيل على من غرر بهم .
حق لنا أن نفخر برجال أمننا البواسل، حماة الوطن ، العيون الساهرة، من حملوا أرواحهم على أكفهم، وأرخصوا أنفسهم في سبيل الدفاع عن وطنهم، وحماية مدخراته، ومكتسباته، فهنيئًا لهم الأجر، والفضل العظيم، ونسأل الله بمنه وكرمه أن يتقبل من مات منهم شهيدًا، وأن يحفظ حيهم، ويجزل له الأجر والمثوبة.
لاشك أن الانحراف الفكري هو من أخطر صور الانحراف، وأشدها، وهنا نقف وقفة لنؤكد على أنه يجب أن تتضافر الجهود لمواجهته، وتعزيز الوسطية، ومحاربة التطرف، والغلو كلٌ بحسب موقعه فالأب في منزله وبين أبنائه، والمعلم في مدرسته وبين طلابه، وخطيب الجمعة على منبره، وإمام المسجد بين جماعة المسجد، وأفراد الحي في حيهم، والإعلامي في وسيلته الإعلامية، وكل راعِ بين رعيته، فسلامة الفكر هي أساس استقرار المجتمعات، وسر نهضتها، وتقدمها، وأن نقف صفاً واحدًا مع ولاة أمرنا، وقادتنا، ورجال أمننا ضد هذه الفئة، ومن ناصرهم، ومن تعاطف معهم.
سيبقى وطني – بإذن الله – عصيًا، أبياً على كل مُخربٍ و مُفسدٍ، وسيظل شامخًا عزيزًا تحت راية الحق الخضراء ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) ليكون كل مخلص وفياً ينعم بالأمن، والرخاء على هذا الثرى الغالي درعًا منيعًا، وحصنًا رفيعًا، وسكينًا في خاصرة كل من سوّلت له نفسه العبث بأمن بلادنا وتفتيت وحدتنا، ولحمتنا.
تويتر : ahl99
allmaill99@gmail.com