واصل الملك عبدالله الثاني عاهل الاردن بوصفه رئيساً للقمة العربية جهوداً مكثفة بدأها قبل اسابيع، لضمان تسليم ايجابي للقمة العربية إلى لبنان في السابع والعشرين من الشهر الجاري، وبصورة تكفل حداً جيداً من التوافق العربي المبدئي والتحضير الجيد للموضوعات التي ستطرح على مائدة اجتماعات القمة التي يرى فيها الاردن حدثاً بالغ الاهمية والحساسية وسط ظروف بالغة الاهمية والحساسية كذلك. وضمن اجواء عامة يعتقد معها العاهل الاردني، بالاهمية البالغة لمبادرة السلام السعودية التي ينتظر أن تكون المحور الرئيسي لقمة بيروت، طار الملك عبدالله الثاني إلى دمشق بعد افتتاحه في عمان مؤتمراً للعرب المسيحيين في الاردنوفلسطين بعنوان «معاً من أجل الدفاع عن الامة». وهو المؤتمر الذي يعقد بمبادرة من العاهل الاردني نفسه، لتنبيه المسيحيين الى مخاطر هجرتهم من فلسطين والعالم العربي، والتأكيد على أن العالم العربي، بحسب ما قاله بطريرك القدس للاتين ميشيل صباح المشارك في المؤتمر، ليس مجتمعاً اسلامياً متهماً من قبل الغرب وحسب، وانما هو مجتمع تعايش اسلامي مسيحي، مشيراً إلى أن العاهل الاردني وصاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز تنبها للخطر المحدق بالمسيحيين العرب من جراء الهجرة. وفي دمشق التي زارها ملك الاردن لساعات، عقد الزعيمان الملك عبدالله والرئيس بشار الاسد مباحثات مطولة جرى خلالها استعراض آخر المستجدات المتعلقة بالصراع في المنطقة في ضوء مبادرة السلام السعودية، وقمة بيروت الوشيكة وقالت مصادر اردنية، ان القمة الاردنية السورية تركزت بشكل خاص حول الجهود العربية لعقد القمة الدورية الثانية والسبل الكفيلة بانجاحها، والخروج بموقف موحد ازاء العدوان الاسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني، والمبادرة السعودية التي طرحها الأمير عبدالله بن عبدالعزيز والتي انيطت مهمة صياغتها وبحثها بالقمة. واكدت المصادر ان الجانبين أكدا على ضرورة الانسحاب الاسرائيلي الشامل من الاراضي العربية المحتلة، مقابل السلام الشامل، وعلى حتمية وقف العدوان الاسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني. في غضون ذلك ابدت الاوساط السياسية الاردنية، ارتياحاً ملحوظاً للضغوط التي مارستها الادارة الاميركية على رئيس الوزراء الاسرائيلي اريل شارون لرفع الحصار عن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، لضمان مشاركته في القمة، حيث كان الاردن قلقاً من استمرار حصار عرفات بصورة قد تحول دون مشاركته في القمة، والانسجام رسمياً مع قرار عربي منتظر على مستوى القمة لتبني مبادرة السلام السعودية بصيغتها النهائية التي ستتبلور عملياً خلال القمة. إلى ذلك قالت المصادر ان القمة الاردنية السورية تناولت كذلك العلاقات بين البلدين وضرورة تعزيزها في سائر المجالات، خاصة بعد نجاح المباحثات المتعلقة باقامة «سد الوحدة» بعد طول انتظار، والتصريحات الطيبة المتبادلة بين عمانودمشق، بصورة شكلت مؤشراً قوياً على تنسيق افضل بين البلدين. وعلى صعيد الجهود السياسية والدبلوماسية المكثفة التي تشهدها المنطقة حالياً، والمتعلقة بالملف الفلسطيني بداية، ومن ثم الملف العراقي، فمن المقرر أن يلتقي الملك عبدالله الثاني، في عمان اليوم الثلاثاء، نائب الرئيس الاميركي، ديك تشيني الذي يقوم بجولة اقليمية في المنطقة. وقالت مصادر ذات صلة ان الاردن سيعيد التأكيد على موقفه الداعي بحتمية دعم المبادرة السعودية للسلام باعتبارها الفرصة الوحيدة وربما الأخيرة للخروج من المأزق المعقد الراهن، مثلما هي فرصة تاريخية لحل سلمي لصراع تاريخي طال امده.