بدأ الأردن أمس اتصالات مكثفة مع كل من الإدارة الأمريكية والعواصم العربية والأوروبية المعنية، لبحث الأوضاع المتفجرة في الأراضي الفلسطينية، وضاعف الأردن بتوجيه من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني جهوده في هذا المجال، بغية التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني من جهة وتهدئة الأوضاع في المنطقة قبل القمة العربية على أمل تبني المبادرة السعودية. وذكرت مصادر ذات صلة ل«الجزيرة» ان الأردن يرى في التصعيد الإسرائيلي الخطير للعدوان على الشعب الفلسطيني، سياسة إسرائيلية عقيمة ترمي إلى فرض الأمر الواقع الذي تريده إسرائيل، ومن هنا فقد كان الملك عبدالله الثاني واضحاً تماماً في إعلان رفضه لهذه السياسة وتأكيد تضامنه مع الشعب الفلسطيني خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من يوم الخميس الماضي، وعقب عودته مباشرة من زيارة لكل من الإمارات والبحرين. وقالت المصادر ان الأردن يرى في الانتقادات الصريحة التي وجهها وزير الخارجية الأمريكي كولن باول لسياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون بداية مشجعة لتحرك دبلوماسي مكثف لحث الإدارة الأمريكية على التدخل السريع لوضع حد للاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الشعب الفلسطيني.وفيما أجرى وزير الخارجية الأردني د. مروان المعشر مباحثات وصفت بالهامة مع المبعوث الأوروبي لعملية السلام ميغيل موراتينوس، واطلع الوزير الأردني خلالها على نتائج مباحثات موراتينوس في إسرائيل والسلطة الفلسطينية، فقد أكدت مصادر «الجزيرة» قلق الأردن البالغ من النوايا الإسرائيلية الكامنة وراء المغالاة في حصار وضرب المخيمات في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتشديد الحصار على الرئيس الفلسطيني، لا بل وتكرار العدوان على مقره ومقرات السلطة الفلسطينية وسائر أجهزتها الأمنية والرسمية الأخرى، مشيرة إلى ان هذا العدوان قد يستهدف وفق منهجية شارون تقويض أركان السلطة الفلسطينية وإعادة احتلال المدن والمخيمات والبلدات الفلسطينية لفرض واقع جديد في المنطقة بأسرها. وقالت المصادر ان الملك عبدالله الثاني سيبحث مع الرئيس الأمريكي جورج بوش في المكسيك في النصف الثاني من الشهر الجاري الوضع الخطير الذي آلت إليه الأمور في الأراضي الفلسطينية بسبب سياسات التصعيد الإسرائيلي المتعمد، وسيحث الإدارة الأمريكية على التدخل المباشر والسريع لارغام شارون على وقف عدوانه، خاصة قبل التئام شمل القمة العربية في بيروت. وأكدت مصادر «الجزيرة» ان الأردن يحرص اشد الحرص على تهدئة الأمور في الأراضي الفلسطينية لاتاحة الفرصة للقمة العربية المقبلة لدراسة وتبني المبادرة السعودية للسلام، في أجواء مناسبة تمكن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من حضور القمة والموافقة رسمياً على المبادرة وفق قناعة أردنية ترى حتمية تبريد المنطقة قبل التئام القمة.وقالت المصادر ان الأردن يبدي حرصاً فائقاً كذلك على تفعيل الدور الأوروبي إزاء عملية السلام والمبادرة السعودية بالذات، وفي هذا السياق، فقد أكد وزير الخارجية الأردني لمبعوث السلام الأوروبي، ان الأردن يرى ان الاتحاد الأوروبي شريك أساسي في عملية السلام. وأضافت ان بداية الأسبوع ستشهد تحركاً أردنياً نشطاً لضمان ضغط أوروبي أمريكي ودولي كافٍ على حكومة ارييل شارون لاجباره على سحب قواته من الأراضي الفلسطينية التي أعيد احتلالها، ووقف برنامجه التصعيدي الدموي ضد المخيمات والمدن والقرى الفلسطينية.