في مدينة ناشفيل الأميركية كان اللقاء المنتظر مع الجيل الجديد من"نيسان ألتيما"، التي ارتدت حلة جديدة. ومن المنتظر ان تساهم بدفع مبيعات الشركة اليابانية العملاقة الى الأمام خصوصاً في الشرق الأوسط حيث تأخذ المنافسة سلماً تصاعدياً متواصلاً."نيسان"التي قدمت أخيراً مجموعة سياراتها من الدفع الرباعي التي تُعدّ من الأكبر في المنطقة، أعلنت عن وصول ألتيما 2008 التي تؤكد مكانة أجيالها السابقة كالبديل للسيارات العادية، وقد طرحت حزمة واسعة من المزايا المتقدمة التي تجعلها متفوقة على منافساتها في فئتها. لفتني خلال اختبار"نيسان"ألتيما ردود الفعل التي كنت ألاحظها عند وقوفي في أي ازدحام مروري، حيث كانت النظرات الثاقبة تلاحق ألتيما ذات المظهر الجديد الذي يتحدى التصاميم المألوفة الأخرى، ويذكرنا بكل ما نحب في السيارات بفضل شكلها الانسيابى اللافت خصوصاً على مستوى المقدمة حيث حرك الزجاج الأمامي نحو الأمام ورفع السقف وتمت إمالة النافذة الخلفية. ويمتاز تصميم ألتيما"بالبساطة الديناميكية"من خلال طلة السيارة القوية المميزة، بالشبك الجديد من"نيسان"على شكل حرف T، والدعامات الأمامية التي توحي بالثقة، والخطوط الجانبية الانسيابية، وأعمدة A الأمامية، وخط السقف المعهود في سيارات"نيسان"، والأضواء الخلفية الخاصة التي تشبه أضواء الطائرات الحربية وعادم هواء مزدوج في الموديلات، إضافة الى مصابيح زينون امامية ذات اضاءة اقوى في الطرازات المزودة بمحرك V6. كما تعزز الاطارات القوية من هيبة التيما، ففي حين زود فئة 2,5 ليتر بعجلات من الألومينيوم الخفيف قياس 16 بوصة، زودت فئة 3,5 ليتر بعجلات من الألومينيوم الخفيف قياس 17 بوصة. ويذكر ان هذه السيارة حازت عدداً من الجوائز العالمية منها جائزة افضل سيارة سيدان متوسطة الحجم من"جاي دي باور وشركاه للسنة الحالية، وجائزة أوتوباسيفيك 2007 لرضا العملاء"في فئة السيارات المتوسطة الحجم في الولاياتالمتحدة. مقصورة متطورة عندما جلست داخل"نيسان ألتيما"، كان واضحاً الشعور بالثقة، لأن المقصورة الداخلية صُمِمت بعناية ودقة بحيث يكون كل ما فيها ممتعاً للحواس. وفي شكلها الجذاب، تحولت ألتيما الى سيارة تدمج الرفاهية مع السحر الفريد. وتمثلت أولى ملاحظاتي بالمفاتيح المثبتة على عجلة المقود لتشغيل نظام التحكم بالسرعة والنظام الصوتي إضافة الى كومبيوتر الرحلات والهاتف المزود بتقنية بلوتووث. المقاعد مريحة جداً ويتم التحكم بالامامية منها كهربائياً، الخاصة بالسائق وفق ثمانية اتجاهات والراكب الأمامي حسب أربعة اتجاهات. كما"بنيت"ألتيما على قاعدة جديدة قوية D-platform وزودت بمواد متطورة لعزل الصوت وتخفيض مستويات الضجيج. وتشمل لوحة الأدوات في السيارة تقنية"فاين فيجن"او السهولة في قراءة البيانات على لوحة العدادات مع شاشة ال سي دي لعرض المعلومات بوضوح تام، وتمتد لوحة الأدوات على شكل حرف L الى العلبة الوسطية داخل السيارة، ما منحي شعوراً بالراحة لتوفر كل ما احتاجه بالقرب مني. ومن العناصر الأخرى في السيارة، تقنية المفتاح الذكي لفتحها من بُعد مع زر لتشغيل المحرك، والنظام الصوتي بوز المكون من تسع سماعات مع مقبس صوتي لتوصيل جهاز iPod، ونظام التكييف بميزة التحكم الأوتوماتيكية بدرجة البرودة في منطقتين داخل السيارة. قوة فوق العادة نتائج تجربتي لهذه السيارة كانت أكثر من مرضية لأن ألتيما تقدم لسائقها تجربة قيادة متميزة وأداء متفوقاً بالدمج المتوازن بين التسارع القوي والتجاوب السلس والديناميكية بأقل نسبة من الضجيج. ويعود كل ذلك الى قاعدة عجلات D-platform المجددة كلياً والتحسينات التي أدخلت على المحرك. وزودت التيما بفئتين من المحركات، الأكبر مكون من ست اسطوانات، V6، طراز VQ الذي نال جائزة أفضل عشرة محركات في العالم للسنة الثالثة عشرة توالياً، مع كامة علوية مزدوجة تبلغ سعته 3,5 ليتر، 24 صماماً، يولد قوة 285 حصاناً وعزم دوران 37,3 كلغ - م. ويتمتع بمجموعة واسعة من التقنيات كآلية الحث الثنائية الجديدة وتقليل الاحتكاك ونظام تبريد افضل لرؤوس الاسطوانات ومجسين لدقاته. اما المحرك الاصغر فهو مكون من اربع اسطوانات، DOHC، 16 صماماً سعته 2,5 ليتر يولد قوة 188 حصاناً اضافة الى 26.2 كلغ-م كحد اقصى للعزم. كما زود هذا المحرك بقوة الدفع المتسلسلة الصامتة ونظام التوازن الذي يقلل الاهتزازات بفعالية ومن دون أخذ حيز كبير. ويتميز المحركان بنظام التحكم المستمر بتوقيت الصمامات المتغير CVTCS، كما يتوافر في شكل قياسي نظام التوجيه الكهربائي الجديد بمسنن وترس مع عجلة قيادة حساسة للسرعة معززة آلياً، حيث كان بإمكاني توجيه السيارة بسهولة عند السرعات العالية، ما منحني شعوراً بالسيطرة الكاملة. كما زودت ألتيما بناقل حركة بست سرعات يدوية إضافة الى نظام ناقل الحركة المتغير المستمر Xtronic CVT الذي حل بدل آلية نقل الحركة الأوتوماتيكية التقليدية التي كانت تستخدم في الماضي. اما بالنسبة الى نظام التعليق الأمامي فهو جديد كلياً، ذات هندسة ونوابض ارتدادية مدمجة في ماصات الصدمات. ونظام التعليق الخلفي المبتكر متعدد الوصلات ليعزز سرعة الاستجابة، كما فُصلت النوابض وماصات الصدمات للحد من الاحتكاك وتوفير السلاسة في القيادة، علماً ان هذه السيارة زودت بقضبان التثبيت الأمامية والخلفية كمزايا قياسية. سلامة معززة وجُهزت"نيسان التيما"بنظام منع انغلاق المكابح ABS، نظام توزيع قوة الكبح الكترونياً EBD الذي يعزز قوة الكبح حسب وضع التحميل، ونظام مساعدة الكبح الذي يتحسس الأوضاع الحرجة ويساعد في توفير اعلى درجات الكبح، إضافة الى نظام التحكم بالسير TCS ونظام التحكم الديناميكي بالمركبة VDC. كذلك زود هيكل السيارة بمناطق خاصة امامية وخلفية تعمل على امتصاص الصدمات وابعادها عن المقصورة وبنظام نيسان المتطور للوسائد الهوائية AABS الذي يشمل وسائد امامية اضافية. كما تتوافر الوسائد الهوائية الإضافية للمقعد الأمامي لتخفيف حدة الصدمات الجانبية وحماية منطقة الصدر، والوسائد الستارية في السقف لتخفيف الصدمات الجانبية وحماية رؤوس الركاب في الأمام والخلف. ومن التجهيزات القياسية الأخرى، نظام المحددات الفعّالة لمنطقة الرأس في المقعد الأمامي وحبل الحماية ونظام مراقبة ضغط الإطارات TPMS. www.carsandspeed.com الشركة اليابانية سباقة الى اعتماد قوانين حماية البيئة كشفت"نيسان"عن تقرير تطور جهودها لإعادة التدوير خلال السنة المالية 2006، وقالت انها تمكنت من إعادة تدوير نحو 100 الف طن من مخلفات السيارات، ما يجعلها متقدمة في مراعاة قوانين حماية البيئة في هذا القطاع بما يقدر بتسع سنوات. وبذلك فاقت الشركة الأهداف المرسومة للسنة 2010 من خلال برنامجها الخاص لحماية البيئة، حيث ركز التقرير على ثلاث نقاط رئيسة شملت: بقايا قطع السيارات، الوسائد الهوائية والفلوروكربون. وخلال العام الماضي، أعادت نيسان تدوير 95240 قطعة من أصل 128827 قطعة من بقايا السيارات المقطعة والتي نتجت من 635440 مركبة. وكانت نسبة اعادة التدوير 73,9 في المئة متخطية الحد القانوني البالغ 70 في المئة ومتوافقة بذلك مع المعايير الموضوعة لسنة 2015.