ذكرت لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب أن عدد المعتقلين في البلاد بلغ 56 ألفاً، غالبيتهم من العرب السنّة. وكشف تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وجود 17 ألف معتقل من أنصاره في السجون الأميركية والعراقية، فيما أعلنت"جبهة التوافق"السنّية قرب اطلاق 6 آلاف معتقل من السجون الاميركية، وأكد نائب رئيس الوزراء طارق الهاشمي انه سيتم اطلاق 50 معتقلاً من السجون الأميركية كل يوم خلال شهر رمضان. وأعلن رئيس لجنة حقوق الانسان في البرلمان حارث العبيدي ان"عدد المعتقلين في جميع انحاء العراق يصل الى نحو 56 ألفاً موزعين في سجون القوات الاميركية والعراقية". وقال في تصريح الى"الحياة"إن"اللجنة البرلمانية شكلت هيئات مصغرة لاجراء احصاء حقيقي لأعداد المعتقلين من خلال القيام بجولات ميدانية على سجون ومعتقلات وزارات الداخلية والدفاع والعدل". وأوضح ان عدد المعتقلين في سجون القوات الاميركية يبلغ 24 ألفاً، فيما وصلت أعدادهم في السجون العراقية الى 23 ألفاً. وانتقد العبيدي الحكومة لعجزها عن اجراء احصاء دقيق لأعداد المعتقلين مرجعاً ذلك الى أسباب سياسية قد تضع الحكومة في موضع النقد من جانب الجميع. من جهته، قال رئيس مجلس القضاء الاعلى مدحت المحمود إن"أرقام لجنة حقوق الانسان في البرلمان مبالغ فيها، إلا أنها تكاد تقترب من الواقع"، لافتاً الى أن"المشكلة الكبرى لا تكمن في حالات الاحتجاز الجديدة وإنما في ملف معتقلي عامي 2004 و2005 اللذين شهدا موجة اعتقالات واسعة في مختلف انحاء البلاد في وقت كانت أجهزة وزارة العدل ومجلس القضاء واللجان الرقابية غائبة تقريبا آنذاك". ولفت الى ان الأيام المقبلة ستشهد انفراجاً في هذا الملف الشائك، خصوصاً بعد تشكيل 25 لجنة لمتابعة هذا الملف. وكان التقرير الفصلي الأخير لبعثة الاممالمتحدة في بغداد أكد ان الحكومة العراقية ترفض تقديم معلومات دقيقة حول أرقام ضحايا العنف الطائفي وكذلك اعداد المعتقلين في سجونها وسجون القوات المتعددة الجنسية. الى ذلك، كشف القيادي في التيار الصدري فلاح شنيشل وجود أكثر من 17 ألف معتقل من انصار التيار في سجون الحكومة والقوات الأميركية، وأبلغ"الحياة"ان ارتفاع هذا العدد سببه"الاعتقالات العشوائية التي نفذتها ولا تزال قوات الاحتلال ضد انصار التيار بسبب المواقف الوطنية له واصراره على اخراج المحتل من البلاد في اقرب فرصة". إلى ذلك، كشف القيادي في جبهة"التوافق"عبدالكريم السامرائي تشكيل لجنة مع الجانب الأميركي لمتابعة ملف المعتقلين في سجون القوات الاميركية، لافتاً الى ان اللجنة اتفقت على اطلاق سراح نحو 6 آلاف معتقل خلال أيام. وأضاف السامرائي في تصريح الى"الحياة"ان"اللجنة المشتركة صنفت المعتقلين الى أربعة اصناف هم: الذين برأتهم المحكمة وما زالوا قابعين في المعتقل ويطلق سراحهم فوراً. وكبار السن والمعوقون وهؤلاء يطلق سراحهم وفق جدول زمني لا يتجاوز الثلاثة أشهر. والذين لا يملكون ملفات تحقيق يتم فتح ملفات جديدة لهم ويحالون فوراً الى القضاء. اما الذي عليه شاهد او مخبر فيتم احضار الشاهد للشهادة واذا لم يحضر يطلق سراحه فوراً". إلى ذلك، اعلن مكتب نائب رئيس الوزراء العراقي طارق الهاشمي في بيان انه سيتم اطلاق خمسين معتقلاً من السجون التي تديرها القوات الاميركية كل يوم خلال شهر رمضان المبارك. وقال عمر الجبوري مستشار نائب رئيس الجمهورية لحقوق الإنسان إن"هذه المبادرة تأتي ضمن الحملة التي اطلقها الهاشمي للافراج عن الأبرياء". وكان الهاشمي قام خلال الأسابيع الماضية بسلسلة من الزيارات للسجون التي تديرها القوات الاميركية. وأضاف الجبوري في البيان:"بعد زيارة الهاشمي لسجن التسفيرات سجن رقم 5 عقدنا اجتماعاً لدراسة ما حصلنا عليه من معلومات ميدانية وتم إعداد ورقة عمل من جانب مكتب الهاشمي حصلت على موافقة الكتل السياسية والجانب الأميركي وتشتمل على ثلاثة محاور: آلية إطلاق سراح المعتقلين، وحقوق الإنسان وظروف المعتقل، ومساءلة المتورطين في خرق حقوق الانسان وتعويض المعتقلين".