كشف مجلس القضاء الأعلى أعداد المعتقلين المفرج عنهم في سجون القوات الاميركية والعراقية، ولفت الى ان اللجان التي شكلها المجلس اخيراً كشفت وجود آلاف المعتقلين من دون تهم محددة، فيما شددت جبهة"التوافق"السنية على ان الحكومة"لم تستجب لدعوة اطلاق الأبرياء، وخطواتها لا تزال تفتقر الى الجدية". وقال الناطق باسم مجلس القضاء عبد الستار بيرقدار ل"الحياة"ان"اعداد المعتقلين الذين أفرج عنهم وصلت الى 5 الاف حتى نهاية الشهر الماضي"، موضحاً ان"هؤلاء كانوا في سجون القوات الاميركية وسجون وزارات الدفاع والداخلية والعدل". واضاف ان عملية اطلاق الابرياء"ستكون بوتيرة تصاعدية خلال الايام المقبلة"، موضحاً ان اللجان ال25 التي شكلها المجلس للنظر في ملف المعتقلين الذين قاربت اعدادهم ال40 الفاً لدى الاميركيين والسلطات العراقية"كان لها دور كبير في حسم قضاياهم". واشار الى ان هذه اللجان تعمل على اطلاق المعتقلين"وفق آلية تستند إلى إعادة التحقيق في التهمة الموجهة الى المعتقل وعدم التعويل على اسباب اعتقاله التي توردها تقارير الجيش الاميركي ووزارتا الدفاع والداخلية، وفي حال عدم اقتناع اللجنة في تورط المعتقل مباشرة في اعمال عنف يتم رفع توصية بإطلاقه فوراً، بعد طلب تعهد خطي من ذويه. أما المشتبه بهم فترفع ملفاتهم الى المحاكم لمقاضاتهم بعد احضار شهود ومحامين. ولفت بيرقدار الى ان اللجان"تأكدت من وجود آلاف المعتقلين من دون أي وثيقة تحقيق"، مشيراً الى ان"طريقة عمل هذه اللجان منحها صلاحيات منها حق الدخول الى اي معتقل او سجن من دون اخذ موافقات مسبقة ما ساعد على كشف حالات غير قانونية". وزاد ان"حوالي 6000 معتقل تمت احالتهم على المحاكم المختصة خلال الايام القليلة الماضية". من جهته شدد القيادي في جبهة"التوافق"حارث العبيدي على ان الانفراج الذي حصل اخيراً في ملف المعتقلين، جاء نتيجة"تعرض الحكومة لضغوط داخلية وخارجية اجبرتها على النظر في هذا الملف الشائك"، واشار الى انه"لولا التحرك الأخير لجبهة"التوافق"لما أطلق الآلاف من المعتقلين". واضاف العبيدي في تصريح الى"الحياة"ان"الحكومة غير جادة في حسم هذا الملف على رغم ان مثل هذه الخطوة تساهم في المصالحة الوطنية ودعم الاستقرار في البلاد"، مشيراً الى ان القوات الاميركية"تتعامل بمرونة اكثر من الحكومة العراقية في قضية المعتقلين". وحذر من استمرار"الاعتقالات العشوائية"، مشيراً الى ان"لا فائدة ترجى إذا اطلق عدد من المعتقلين واعتقل ضعفهم". وبحسب احصاءات وزارة حقوق الانسان وعدد من المنظمات الدولية بلغت اعداد المعتقلين منذ الغزو الاميركي عام 2003 حتى الشهر الماضي 41 الف معتقل، بينهم 7000 اعتقلوا منذ الشروع بخطة فرض القانون في بغداد منتصف شباط فبراير الماضي، ويوجد 19 الف معتقل في السجون الاميركية و 22 الفاً في سجون الحكومة.