باغتت محكمة أمن الدولة العليا ثلاثة أصوليين يعتقد أنهم أعضاء في تنظيم"التوحيد والجهاد"الذي تتهمه السلطات بالمسؤولية عن تفجيرات سيناء، وأصدرت حكماً بإعدامهم في جلسة استمرت عشر ساعات واستمعت فيها إلى المرافعة النهائية للدفاع. واستمرت الجلسة التي عقدت أول من أمس حتى ساعة متأخرة من الليل، قبل أن يرفعها القاضي للمداولة فور انتهاء مرافعة الدفاع عن المتهمين. واعتقد حضور الجلسة من المحامين ومراسلي وسائل الإعلام وعائلات المتهمين أن هيئة المحكمة ستحدد موعداً لجلسة مقبلة تصدر فيها الأحكام بحق المتهمين، قبل أن يفاجئهم رئيس المحكمة بإعلان إحالة أوراق المتهمين اسامة النخلاوي ويونس عليان ومحمد جائز صباح على مفتي البلاد للحصول على موافقته لإعدامهم. والثلاثة متهمون بالتخطيط والمشاركة في الاعتداءات ضد فندق هيلتون طابا ومنتجعي البادية وجزر القمر في تشرين الأول أكتوبر 2004، وسقط خلال التفجيرات الثلاثة 39 قتيلاً، معظمهم سائحون، كما جرح نحو 150 آخرين. ووفقاً للقانون المصري فإن أحكام الإعدام الصادرة عن محاكم عسكرية تنفذ على الفور ولا تعرض على المفتي وليس امام المحكومين بها سوى تقديم التماس الى رئيس الجمهورية، أما الصادرة عن محاكم مدنية فيتعين تصديق المفتي عليها أولاً ليعلن الحكم بعدها رسمياً. وقررت المحكمة تأجيل النطق بالحكم على بقية المتهمين وعددهم 11، إلى جلسة تعقد في 30 تشرين الثاني نوفمبر المقبل، على أن يتم الاعلان عن رأي المفتي في إعدام المتهمين الثلاثة خلال الجلسة ذاتها. واستمعت المحكمة خلال الجلسة التي عقدت في مجمع المحاكم في مدينة الاسماعيلية، إلى المرافعة النهائية لهيئة الدفاع عن المتهمين التي طالبت بتبرئتهم وإبطال أمر الإحالة التكميلي الذي قدم من قِبل النيابة العليا لأمن الدولة وبطلان الاعترافات التي اقروا بها، كونها انتزعت تحت التهديد والتعذيب البدني. وفند الدفاع أقوال الشهود الذين أدلوا بها أمام المحكمة خلال الجلسات التي امتدت عاماً كاملاً. ورصد المحامون تضارباً في اقوال الشهود من ضباط وجنود الشرطة حول عمليات توقيف المتهمين واعتقالهم. ووجهت النيابة تهم"حيازة وتصنيع وامتلاك مواد متفجرة شديدة الخطورة واستخدامها في غرض القتل العمد للمواطنين المصريين والاجانب واتلاف وتدمير الممتلكات والمنقولات الخاصة". واسقطت الدعوى الجنائية ضد متهمين آخرين قتلوا في التفجيرات، على رأسهم قائد العملية إياد صالح وهو من أصل فلسطيني تبين ان لديه صلات مع أصوليين فلسطينيين، تعرف إليهم خلال تردده على والده المقيم في قطاع غزة. وتحقق السلطات في قضية أخرى متهم فيها أعضاء من"التوحيد والجهاد"بتدبير وتنفيذ تفجيرات في شرم الشيخ ومدينة دهب في سيناء. وأكدت التحقيقات ان بعض المتهمين في القضية تلقوا تدريبات على أيدي اصوليين فلسطينيين في غزة. وينتظر أن تحال تلك القضية على المحاكمة قريباً بعدما تنتهي النيابة من التحقيق فيها. إلى ذلك، انتقد دفاع المتهمين حكم الإعدام"المتعجل"بحق المتهمين الثلاثة. وأكدوا أن الحكم جاء"مفاجئا"وصدر بسرعة لا تتناسب وحجم القضية والمرافعات والمستندات التي قدمت فيها. ولاحظ محامي المتهمين أحمد سيف الإسلام أن"المحكمة لم تمنح نفسها مهلة لتقويم مذكرة الدفاع التي سلمها في مساء الخميس وتقع في 300 صفحة، قبل أن تصدر حكمها بعد نصف ساعة فقط من تقديم المذكرة". ووصف المحاكمة بأنها"صورية وعودة إلى الاحكام المشددة". واعتبر المحامي الإسلامي منتصر الزيات أن"المحكمة لم تتوافر فيها ضمانات للمتهمين وكان ينبغي على الدفاع عدم استكمال القضية، خصوصا أن هناك متهمين تم إدراجهم على لائحة الاتهام حديثا".