لا بد أن كثيرين على امتداد عالم الأحرار، عرباً كانوا أم مسلمين أو غير ذلك، يشاركونني هذا الشعور بالغضب الى حد القرف من كل ما يجرى. حق لنا أن نغضب في زمن باتت فيه الخيانة وجهة نظر، والجبن والانبطاح واقعية، والذل والهوان والانكسار عقلانية. حق لنا أن نغضب في وقت بات فيه النزوع الجماعي الإجباري ظاهرة عادية في عالمنا العربي المنهوب. حق لنا أن نغضب في وقت سقط فيه العدو الصهيوني بين فكي كماشة المقاومة في الجنوبين، جنوبلبنانوجنوبفلسطين، فيما يلتزم العرب مقاعد المتفرجين. حق لنا ان نغضب عندما يكتشف العرب فجأة وبعد عشرات السنين من الذل والانكسار وفي الوقت الذي يذبح فيه لبنانوفلسطين من الوريد الى الوريد فشل السلام كخيار استراتيجي من دون أن يكون لديهم أي خيار آخر سوى العودة الى مجلس الأمن. وحق لنا أن نغضب في وقت بتنا نشعر فيه على رغم مشروعية أهداف حزب الله من عملية أسر الجنود الاسرائيليين انه يقوم بشن حرب على اسرائيل بالوكالة عن أطراف أخرى، فلماذا على اللبنانيين أن يواصلوا القبول بأن يكونوا مكسر عصى لتلقي ضربات العدو نيابة عن أطراف أخرى. وحق لنا أن نغضب في وقت لا تكاد فيه الشعوب العربية تحرك ساكناً وتصر على التمسك بمقاعد المتفرجين على العدوان وعلى الدم المسفوح والكرامة المذبوحة، وليس كافياً أبداً بعض التظاهرات الخجولة التي قد تشجعها بعض الأنظمة العربية لتنفيس الغضب الشعبي، فمتى ستدرك هذه الشعوب انها أداة التغيير الوحيدة المعول عليها للوصول الى الحرية. لذلك ولغيره الكثير حق لنا أن نغضب ونغضب ونغضب ثم... نغضب. عماد عفانة - بريد الكتروني