(1) ألم يأتك نبأ أولئك الذين قضوا ليلتهم بالاحتفال بحصولهم على درجة علمية رفيعة، ثم تأبطوا ملفاتهم صباحا، وطرقوا الباب يحدوهم الأمل الجميل بقطف الثمار، وكل باب لا يفتح تركوه إلى الباب الآخر، وهكذا حتى تسللت الحيرة والقلق إلى «أفئدتهم»، وتحولت ملفاتهم إلى علامة استفهام، ولكنه «الأمل». (2) من الإنصاف القول إن بطالة حملة الدراسات العليا انخفضت جدا في السنوات الخمس الأخيرة، لذا نحن هنا لا نتحدث عن «العاطل» وإن كان يستحق، بل نتحدث عن حامل «الوثيقة» العليا «الموظف» الذي يستحق «مكانة» أعلى من «مكانه» بناء على ما يتحلى به من مؤهل علمي ومعرفة وخبرة! (3) وزارة الموارد البشرية عليها واجب إنساني ووطني، يتمثل في حصر «الإداريين» الحاصلين على شهادات عليا، والتأكد من قطفهم ثمار «تعبهم» و«عتبهم»، على المستوى الإداري، ومنحهم ما يستحقون من تميز، بدلا من إلزام الأكاديميين بساعات إدارية. (4) كذلك يجدر بوزارة التعليم حصر حملة الدراسات العليا والتأكد من تيسير إلحاقهم بالسلك الأكاديمي، وإزالة العوائق، ومنحهم ما يستحقون من «مكانة»، والفرصة للمشاركة في البناء والتنمية والتعليم. (5) أغلب حملة الشهادات العليا يطوفون بشهاداتهم ولكنهم يسمعون ردودا محبطة، وغير مقنعة، ودون يأس ما زالوا يطرقون الأبواب.. ستار ظلام الليل سوف يجابُ.. وتسقى بأضواء الصباح رحابُ وسوف يبين الفجر ما كان خافيًا.. ويفتح من بعد التغلق بابُ (6) بين «الوظيفة الرسمية» و«التعاون» يجول أصحاب الشهادات العليا في ممرات صروح التعليم العالي، لعل وعسى تتقلص سنوات الانتظار، ويأتي الغد الأجمل. (7) في بلد الخير، الغد الأجمل ستشرق شمسه بحول الله، ثم الاهتمام العالي من القيادة، وحملة الدراسات العليا يتمسكون بالصبر الجميل، والأمل، والثقة، بأن هناك من سيقدّر تعبهم، ويمنحهم ما يستحقون من مكان، ومكانة، وتميز.