في تاريخ هذا اليوم الموافق 23 من شهر سبتمبر من كل عام تحتفي المملكة العربية السعودية قيادةً وشعباً بيومنا الوطني المجيد والخالد. فبعد توفيق الله ثم الانتصارات في ملاحم البطولات والمعارك التي حققها وقادها بفروسية خلدها التاريخ، وببسالة وصبر وعزيمة لم تلِن، وإيمان وإخلاص تحت بيرق التوحيد مؤسس وموحد بلادنا المباركة جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (1953م – 1876م) ورجالاته –طيب الله ثراهم جميعاً– الرامية إلى توحيد هذا الكيان العظيم المترامي الأطراف والمترابط، وإلى لم شمل أبنائه وتوحيد صفهم، ثم إلى إرساء ركائز الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية؛ أصدر المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز –طيب الله ثراه– في تاريخ السابع عشر من شهر جمادى الأولى لسنة 1351 من الهجرة النبوية الشريفة الموافق السابع عشر من شهر سبتمبر لعام 1932 من الميلاد أمراً ملكياً رشيداً غيّر ملامح المنطقة ورسم حدودها الوطنية ليكون ذلك التاريخ بداية عهدٍ ميمون وصفحة مشرقة جديدة لبلادنا المباركة. فقد تضمن هذا الأمر الحكيم في مادته الأولى تحويل اسم المملكة الحجازية والنجدية وملحقاتها إلى اسم المملكة العربية السعودية، وفي مادته الثامنة اختيار اليوم الأول من الميزان الموافق يوم 23 سبتمبر من عام 1932م يوماً لإعلان توحيد هذا الكيان العظيم والمبارك تحت راية التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله. وتباعاً لذلك، وضمن إطار تعزيز الهوية الوطنية وتأصيل قيم الولاء والانتماء للوطن ولقادته، ونظراً لما رآه المقام الكريم في ضرورة تحديد يوم وطني محدد للمملكة العربية السعودية فقد أصدر صاحب الجلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود –رحمة الله عليه– (1975م – 1906م) بتاريخ 24 ربيع الثاني 1385 ه أمراً ملكياً رشيداً تمثل بأن يكون اليوم الأول من الميزان مطلع السنة الهجرية الشمسية الموافق 23 سبتمبر من السنة الميلادية يوماً وطنياً يمثل ذكرى توحيد وتأسيس المملكة العربية السعودية على يد جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود –طيب الله ثراه–. ثم في سنة 1425 للهجرة أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود –رحمة الله عليه– (2005م – 1921م) بتنفيذ ما رآه ووجه به مجلس الوزراء –الموقر– بأن يكون اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية يوم إجازة رسمية. في هذا اليوم الوطني المبارك نفخر ونتباهى بسمو أمام الشعوب بمتانة وقوة أواصر الانتماء والولاء وقيم الارتباطات النبيلة والصادقة بين المواطن السعودي الكريم وولاة الأمر –وفقهم الله– منذ التأسيس الميمون لهذه البلاد المباركة إلى يومنا هذا، وسيستمر كذلك بإذن الله تعالى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. كما ونؤمن بأن الدفاع عن بلادنا وإيصال الصورة الحقيقية لواقع المملكة العربية السعودية المزدهر والذود عن مقدراتنا ومكتسباتنا واجب وطني ومسؤولية وطنية تكاملية بين الجهات والأفراد في هذا الوطن المعطاء، نحن نعتز بالجذور الراسخة والعمق التاريخي العربي الأصيل لوطننا الغالي، وسلامة ومتانة وحدة نسيجه الاجتماعي. نحتفل بهذا اليوم الوطني لحمة واحدة وصفاً واحداً بمرور 95 عاماً على توحيد وطننا الغالي، فهو يوم نُجدد فيه البيعة لولاة أمرنا، ونؤكد فيه الانتماء والولاء لهذا البلد المبارك المعطاء ولقادته الكرام –حفظهم الله– متطلعين بكل شغف وإخلاص إلى المساهمة بالمشاركة مع ولاة أمرنا وقادتنا –وفقهم الله– في بناء مستقبلاً مزهر لوطننا الغالي. وبهذه المناسبة الوطنية نستذكر مع القارئ الكريم بعض من المشروعات الوطنية الكبرى لبرامج رؤية المملكة 2030 في بلادنا المباركة كمشروع القدية، ومشروع مدينة محمد بن سلمان الخيرية، ومشروع المسار الرياضي، ومشروع المربع، ومشروع نيوم، ومشروع صنع في السعودية، ومشروع السعودية الخضراء، ومشروع مدينة الملك سلمان للطاقة، ومشروع المناطق الاقتصادية الخاصة، وبرامج مشاريع التحول الرقمي، وبرامج المشاريع الترفيهية والسياحية، وبرامج تعزيز واستدامة القطاع المالي وتحسين كفاءته، وبرامج تحسين وتطوير الأنظمة الاجتماعية والعسكرية والثقافية، وبرامج تعزيز مستوى مكانة المملكة وحضورها الدولي، ونكتفي بهذا القدر فحال المقال لا يتسع لحصر جميع المكتسبات المتحققة ومستويات التقدم المذهل في مؤشرات ومخرجات هذه المشروعات والبرامج المباركة لهذه الرؤية الرشيدة التي كان من شأنها تحقيق الريادة والتميز، وتعزيز المكانة والتأثير لبلادنا المباركة على الصعيدين الإقليمي والدولي، فضلاً عن تعظيم أثر النمو الاقتصادي والمالي لبلادنا وزيادة كفاءة استدامته؛ لتنعكس محصلة مخرجات هذه الرؤية الرشيدة على زيادة تحسين جودة حياة المواطن السعودي الكريم محط اهتمام وعناية قيادتنا الكريمة.