تصعب الإحاطة بكامل الدعم المادي المقدم من المملكة العربية السعودية للقضية الفلسطينية الذي من ضمنه الإسهام المالي المباشر ودعم كالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وتمويل المشروعات التنموية في فلسطين كبناء المستشفيات والمدارس وخدمات البنية التحتية والمشروعات الإغاثية الإنسانية والمبادرات الإغاثية الخاصة والعاجلة، ولكن يمكن الجزم أن المملكة تعهدت منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- بمساعدة الشعب الفلسطينيين واللاجئين منهم بالدول المجاورة، واستمرت على عهدها إلى وقتنا الحاضر في طليعة الدول المانحة لفلسطين كأكبر داعم تاريخي للقضية الفلسطينية عربيا وعالميا، وقد أصدر الملك عبدالعزيز في يونيو 1936م أمرا إلى وزارتي الخارجية والمالية بإرسال مساعدات عاجلة إلى منكوبي فلسطين من الأرزاق والمال. جمعية الدفاع عن فلسطين كما تأسست في تلك الفترة بمكة المكرمة جمعية أهلية باسم جمعية الدفاع عن فلسطين كان لها فروع في أنحاء المملكة من أجل التضامن مع فلسطين وجمع التبرعات لشعبها المضطهد، وتتابع الدعم السعودي غير المحدود خلال فترات حكم جميع ملوك المملكة الذين كانت لهم مواقف مشرفة تجاه الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره، ومع تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -يحفظه الله- مقاليد الحكم تضاعف حجم الدعم السعودي للفلسطينيين، وتسارعت وتيرة العون المقدم لتخفف من وطأة الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني منذ عقود وسط تأكيد مستمر من طرف سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -يحفظه الله- بأن المملكة على موقفها الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، وعلى أن موقفها موقف راسخ لا يقبل التأويل أو التراجع فهو واجب إنساني وأخلاقي يعكس الدور الريادي للسعودية في نصرة القضايا العادلة عالميًا. ولا يمنع تعذر الإحاطة بكامل مقدار الدعم المادي الذي قدمته المملكة من خلال الدعم الشعبي السعودي أو الدعم الحكومي الرسمي لمساندة فلسطين المنكوبة من إيراد بعض النماذج التي تدلل على ضخامته واستمراره بنفس القوة والزخم مثل أمر الملك عبدالعزيز في الأربعينات من القرن الماضي ولي عهده الأمير سعود برئاسته لجميع لجان جمع التبرعات بالمملكة لإنقاذ فلسطين، ويكون أخوه الأمير فيصل نائبا لتنهال التبرعات على اللجان من أبناء الشعب السعودي، ومثل ذك تشكيل الملك سعود بن عبدالعزيز -رحمه الله- لجاناً شعبية لمساعدة الفلسطينين وأسر شهداء فلسطين عقب نكسة يونيو1967م، وعهد برئاستها إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- عندما كان أميراً لمنطقة الرياض، ومن الأمثلة أيضا تقديم الملك الفيصل -رحمه الله- في القمة العربية الثانية التي عقدت في الإسكندرية عام 1964م، هبة منه مقدارها خمسة ملايين جنيه إسترليني وأوقف النفط عن الغرب في حرب أكتوبر، ومن تلك الأمثلة خلال عهد الملك فهد -يرحمه الله - قامت المملكة بناء على قرارات قمة بغداد عام 1978م بتقديم دعم سنوي لمنظمة التحرير الفلسطينية ولمدة 10 أعوام عن طريق أقساط ثلث سنوية بواقع 28.371 مليون دولار، كما التزمت بتقديم دعم شهري للانتفاضة الأولى بواقع ستة ملايين وعشرين ألف دولار، ومن تلك النماذج أيضا قيام الملك خالد -رحمه الله- بعد العدوان على لبنان عام 1982م، بدفع خمسة ملايين دولار من حسابه الخاص لياسر عرفات عندما جاء طالباً المزيد من الدعم ، وكما استمر سخاء الدعم الحكومي السعودي لفلسطين تواصل الدعم الشعبي السعودي بنفس الوتيرة وبوضوح أكبر في وقت الأزمات ويظهر ذلك بوضوح في الحملات الشعبية لجمع التبرعات الشعبية في مناسبات عديدة، مثل الحملة الشعبية بعد الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان في صيف عام 1982م، وكانت حصيلتها أكثر من مئة وثمانية ملايين ريال والحملة الشعبية خلال فترة الانتفاضة الأولى في 30 جمادى الأولى 1408ه، الموافق 19 يناير 1987م، التي قامت بتنظيمها والإشراف عليها اللجان الشعبية برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وكان أميرا للرياض آنذاك وقد بلغت حصيلة حملة التبرعات الشعبية لدعم الانتفاضة الأولى أكثر من مئة وثمانية عشر مليون ريال- وتلك الحملات مستمرة ومتواصلة متى ما كان هناك داع ومثال لذلك توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-، بإطلاق حملة شعبية عبر منصة "ساهم" التابعة لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، في ربيع الآخر 1445 وذلك لإغاثة الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة. صندوق التنمية السعودي وتتعدد الأمثلة حول دور الدعم السعودي لشقيقه الشعب الفلسطيني ومن ذلك إسهام المملكة عبر صندوق التنمية السعودي في تمويل مشروعات البنية التحتية الفلسطينية والتي شملت إنشاء وصيانة شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والاتصالات ومد الطرق في كافة الأراضي الفلسطينية، بالإضافة لمخيمي نهر البارد وعين الحلوة في لبنان بمبلغ إجمالي مقداره نحو 406.17 مليون لاير أي ما يعادل 108.3 مليون دولار، ومنها أيضا قيام المملكة بدعم القطاع الصحي الفلسطيني عن طريق الصندوق بمبلغ إجمالي يقدر بنحو 525 مليون لاير أي ما يعادل 140 مليون دولار خصصت لإنشاء وتأثيث وتجهيز 40 عيادة و30 مركزا صحيا، مع توفير الأجهزة الطبية المتطورة والأدوية ودعم الكوادر الطبية والأطقم الفنية فيها لمواكبة التطور الطبي الذي يشهده العالم، وكذلك رفع مستوى الخدمات الصحية في مختلف الأراضي الفلسطينية، كما قامت بتجهيز وتوفير أدوية وسيارة إسعاف للعيادة الخاصة بالمسجد الأقصى الشريف، كما قامت المملكة أيضا بإنشاء وتوسعة وتطوير وتجهيز أكثر من 400 مدرسة ابتدائية ومتوسطة في مناطق متفرقة من الأراضي الفلسطينية ودعم جامعة الأزهر وجامعة بيرزيت وجامعة بيت لحم بمبلغ إجمالي مقداره نحو 741 مليون ريال أي ما يعادل نحو 198 مليون دولار، ومن أمثلة دعم المملكة لصمود الفلسطينيين في وجه الاستيطان والاستيلاء على بلداتهم القديمة قامت المملكة بتمويل مشروعات عديدة لترميم وإصلاح المنازل القديمة في تلك المدن لا سيما المجاورة منها للمسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة والمسجد الإبراهيمي، كما قامت بإنشاء وترميم الوحدات السكنية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي مخيمي نهر البارد وعين الحلوة الواقعين في الجمهورية اللبنانية حيث أنفقت ما مجموعه 1597 مليون لاير أي ما يعادل 426 مليون دولار لإنشاء أكثر من 2300 وحدة سكنية وترميم وإعادة إعمار نحو 60 ألف منزل. مبادئ الشفافية والحيادية ومنذ إنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة أنشئ بتوجيه كريم من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في 13 مايو 2015، تنامى زخم المساعدات المقدمة كما ونوعا إذ أصبح المركز هو الجهة الوحيدة المخولة بتسليم المساعدات السعودية للخارج، بطريقة تراعي مبادئ الشفافية والحيادية وعدم التمييز، فتعددت سلسلة البرامج والمشروعات الإنسانية والإغاثية المقدمة من المملكة للوقوف مع أبناء الشعب الفلسطيني خلال مختلف الأزمات والمحن التي يمرون بها وفق آلية رصد محددة وطرق نقل سريعة، وبمساعدة من منظمات الأممالمتحدة والمنظمات غير الربحية الدولية والمحلية فواصلت المملكة بذلك النهج تقديم نموذج مشرف في التضامن العملي مع الشعب الفلسطيني، حيث بلغ إجمالي المساعدات السعودية المقدمة للفلسطينيين أكثر من 5 مليارات دولار. كما تجاوز دعم المملكة لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) مليار دولار، ما يجعل السعودية من أكبر المانحين الداعمين لاستمرار عمل الوكالة، وفي ظل الكارثة الإنسانية المتفاقمة حاليا في قطاع غزة، قدم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مساعدات إنسانية بقيمة تقارب 185 مليون دولار، تشمل الغذاء والدواء والمأوى. كما قررت المملكة تقديم دعم مالي شهري دائم للإسهام في معالجة الوضع الإنساني الطارئ في فلسطين، مع التأكيد على التزامها بدعم الأشقاء الفلسطينيين ليس سياسيًا فقط، بل أيضًا إنسانيًا وتنمويًا. وقد تجاوز حجم التبرعات الإغاثية التي قدمتها المملكة لصالح الشعب الفلسطيني 725 مليون ريال سعودي، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وحتى الآن امتدادًا لمواقف المملكة الثابتة تجاه دعم الأشقاء الفلسطينيين في مختلف الظروف، وتأكيدًا على الدور الريادي الذي تضطلع به السعودية في تقديم العون والمساعدة للدول والشعوب المتضررة من الكوارث والأزمات، وبلغ حجم المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة المقدمة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة حتى نهاية يوليو 2025 أكثر من 7,538.97 طنًا، شملت مواد غذائية وطبية وإيوائية، إضافة إلى إمدادات لوجستية وكهربائية، وتم الدعم عبر 58 طائرة إغاثية و8 بواخر محملة بالاحتياجات الأساسية، كما تم إرسال 20 سيارة إسعاف و10 مشارح متنقلة، إلى جانب 30 مولدًا كهربائيًا و500 أداة لإزالة الأنقاض لضمان استمرار جهود الإنقاذ والإغاثة، وشملت المساعدات كذلك 39,200 وجبة غذائية جاهزة للأكل، و62 شاحنة لوجستية، مما يعكس حجم الجهود المتكاملة التي تبذلها المملكة للتخفيف من معاناة المدنيين في غزة في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر. مشروعات تنموية قامت بدعم سعودي حكومي وشعبي حملات التبرعات السعودية لم تتوقف عن الشعوب المنكوبة المملكة تقف منذ عقود طويلة مع أطفال فلسطين