"قبلة واحدة فقط" هو عنوان الفيلم الجديد الذي حققه المخرج الإنكليزي كين لوتش، ويعرض حالياً في الكثير من مدن العالم. موضوع الفيلم قصة حب في اسكوتلندا، بين شابة كاثوليكية ومسلم من اصل باكستاني. فيلم اجتماعي وسياسي جديد، إذاً من لوتش الذي يعتبر مخرجاً مناضلاً كرّس معظم افلامه للحديث عن القضايا الاجتماعية. وها هو هنا يطاول، من خلال موضوعه الجديد، قضية العنصرية... اضافة الى كون فيلمه، كما يقول هو، وسيلة للتأمل في وضعية مجموعة عرقية من مسلمي باكستان تقيم منذ سنوات عدة في بريطانيا، وتتلقى شتى آيات العنصرية من دون ان تجد من يدافع عنها. ويقول لوتش ان هذه العنصرية ازدادت منذ اندلاع حرب العراق الجديدة، مضيفاً انه صدم هو وكاتب السيناريو الذي اشتغل معه على فيلمه الجديد، بول لافرتي، جراء الخلط الذي بات سائداً اليوم في غلاسكو عاصمة اسكوتلندا مثلاً، بين الإرهابيين والمسلمين منذ 11 ايلول سبتمبر 2001... وهنا يقول لوتش: "ان ثمة عدوانية جديدة تنمو في غلاسكو وغيرها، متواكبة مع ممارسات عنصرية احياها اشتراك بريطانيا في الحرب على العراق .... وأنا اردت ان اموضع فيلمي هذا ضمن هذا الإطار، محاولاً في الوقت نفسه ان أتوقف عند الماضي الذي ينتمي إليه الشبان الباكستانيون: تقسيم الهند بين المسلمين والهندوس في العام 1947". ورأى لوتش ان من الأمور التي اراد ان يعبر عنها في الفيلم، التساؤل حول الكيفية التي يمكن بها المرء ان يوجد وينمو بالعلاقة مع جماعة من الناس تحدر منها". اما لماذا فضّل ان يدنو من هذا الأمر عبر حكاية حب؟ فسؤال يجيب عنه قائلاً: "ان حكاية الحب بدت بالنسبة إلينا مثالية لأنها تبلور مسألة الهوية ومعضلاتها، والتعارض بين الثقافات بأفضل ما يكون...".