أخيراً عاد "سوبر ستار"، كانت هذه العبارة تتردد كثيراً صباح أمس، فالبرنامج الذي يعرضه تلفزيون "المستقبل" قدم للعالم العربي هواة من أصحاب الأصوات الغنائية المتميزة، وحفر مكانه في ذاكرتهم على رغم المشكلات والشكوك التي دارت حول نتائج الحلقات النهائية. الحقلة الأولى من الجزء الثاني كانت مساء أول من أمس، وشدّت عدداً كبيراً من المشاهدين وشغلتهم عن برامج سياسية وحوارية مهمة كانت تعرض على شاشات فضائيات عربية أخرى. وعرف البرنامج كيف يرضي محبيه، ويؤكد لهم أن اختيارهم له لم يكن خطأ. في حلقته الأولى جعلنا "سوبر ستار" نحفظ أسماء بعض الهواة الذين اختارهم للانتقال الى المرحلة الثانية من البرنامج، ونراهن على نجاحهم على رغم أن اطلالة كل واحد لم تتعد الدقائق القليلة كاللبنانية لينا شمص صاحبة الصوت الفيروزي، والمغربية نادية كركبي التي أدت مقاطع من أغان لأسمهان، وذلك الشاب الليبي رضا جعفر البهي الطلة أو السورية وعد البحري التي قد تخطو خطوات مواطنتها رويدا عطيه لتصل الى النهائيات. بدت الحلقة الأولى من البرنامج تأكيداً للفكرة الراسخة عنه كمنتج لمواهب حقيقية، وكأنه يقول هذه المرة أيضاً "سنزين سهرات أحادكم بالطرب، مع هواة ينتزعون الآهات منكم، ويعيدونكم أيضاً الى أيام الغناء الجميل". والفضل هنا يعود بالطبع لأعضاء لجنة التحكيم المؤلفة من الموسيقار الياس الرحباني رئيساً، وعضوية الملحن عبدالله العقود والمطربة فاديا الحاج. هذه اللجنة لم تقدم للمشاهدين في الحلقة الأولى هواة لا يتمتعون فعلاً بأصوات جيدة. وهذا هو أحد أسرار نجاح البرنامج الذي صنف العام الماضي كأفضل برنامج منوعات في العالم العربي، نعم هي مواهب ديانا كرزون وملحم زين ورويدا عطيه وسعود أبو سلطان ونانسي زعبلاوي وغيرهم، هؤلاء الذين جعلونا ننتظرهم مساء كل أحد ورووا التعطش العربي للأغاني الجميلة وللأصوات الجميلة، وصاروا من أشهر "النجوم" على الساحة، ومواضيع الأحاديث اليومية وبعض النقاشات أو المشاجرات التي سمحت بها العملية "الديموقراطية" أو لعبة الاختيار التي لم نعتدها في العالم العربي فوجدنا في انتخاب "ممثلينا" في الفن متنفساً لنا، وأحيينا بعض عصبياتنا، فانحاز الأردنيون للهاوية الأردنية واللبنانيون للمشترك اللبناني و... لكننا وبعد أن طويت صفحة الانتخاب ومر عليها بعض الزمن لم ننس هؤلاء الهواة وما زلنا نسأل عنهم، ونسأل عن التقصير في تقديمهم واحتضان مواهبهم بشكل فعلي، ونشدد على ضرورة رعايتهم قبل البحث عن مواهب جديدة، ثم نعود لنحن ل"سوبر ستار" وننتظر جديده. نجاح البرنامج لا يغطي بعض الأخطاء التي يعانيها. فالجزء الثاني لم تسبقه اعلانات تليق بما حققه في الجزء الأول وتستفيد من الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها. والإساءة لبعض الحالمين بالاشتراك في البرنامج غير مبررة. فما داعي عرض ما جرى مع متبارية أردنية لم تنل اعجاب لجنة الحكم، فبدت في عيون الملايين بلهاء مضحكة. وإذا كان فريق الإعداد يذكرنا بقول المتنبي "على قدر أهل العزم تأتي العزائم" فيعرف كيف يعد البرنامج بشكل ممتع، لكن الإخراج لم يأت في الجزء الأول متميزاً كما مضمون البرنامج، ولا يصح أن يرتاح منتجوه لنجاح تلفزيوني تشوبه اخفاقات تتعلق بحلته البصرية.