علمت "الحياة" من مصادر مطلعة ان باريس عينت مدير قسم الشرق الأوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية سفيراً لها في لبنان السفير برنار ايميي Emiژ. ويتسلم ايميي منصبه الجديد قبل نهاية هذه السنة، ويخلف السفير الحالي فيليب لوكورتييه الذي امضى خمس سنوات في لبنان، وكان ينبغي ان ينقل بعد ثلاث سنوات وهي المدة التقليدية، لكن باريس فضلت بقاءه لما بعد انتخابات الرئاسة اللبنانية، خصوصاً انه لم تكن هناك سفارة اخرى شاغرة تناسبه. ويترجم تعيين ايميي إجماع الرئيس جاك شيراك ووزير الخارجية ميشال بارنييه وأمين عام وزارة الخارجية، السفير السابق في لبنان جان بيار لافون، على الاهتمام بالملف اللبناني وعلى ضرورة إرسال سفير من "العيار الثقيل" الى بيروت على رغم التباعد في العلاقة الفرنسية - اللبنانية، منذ ان تولت فرنساوالولاياتالمتحدة رعاية قرار مجلس الأمن الرقم 1559. ويعد ايميي من السفراء الشباب في وزارة الخارجية فهو في منتصف الأربعينات، ومعروف ببراعته وقدرته. وعمل ايميي مستشاراً ديبلوماسياً لدى شيراك وقبلها مستشاراً ديبلوماسياً لدى وزير الخارجية السابق آلان جوبيه سنة 1996، كما تولى سفارة فرنسا في الأردن حيث نجح في تعزيز الوجود الاقتصادي الفرنسي وفي دفع العلاقات السياسية بين البلدين. وتكمن اهمية ايميي في هذه المرحلة في ان لديه معرفة كاملة بالطبقة السياسية في لبنان وفي سورية، لكونه اهتم بالملف الثنائي منذ مدة طويلة. وعندما كان لافون سفيراً في لبنان كانا ينسقان معاً، بين بيروتوباريس، اذ كان ايميي يعمل من موقعه كمستشار ديبلوماسي لدى جوبيه ثم لدى شيراك. والواضح ان فرنسا اختارت ديبلوماسياً مميزاً ومحترفاً لمتابعة الوضع اللبناني عن كثب ومتابعة الملفات الثنائية والتطورات المقبلة والمواعيد المرتقبة دولياً وأولها الانتخابات الاشتراعية التي تصادف موعد تقديم الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان تقريره حول تنفيذ لبنان وسورية للقرار الرقم 1559. وعمل ايميي على جميع الملفات الساخنة في الشرق الأوسط عبر المناصب المختلفة التي تولاها وصولاً الى منصب مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في عهدي بارنييه وسلفه دومينيك دوفيلبان. ونشط ايميي في طرح الأفكار على صعيد الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي وفي الاتصالات مع المسؤولين الفلسطينيين والعرب، كما تابع بدقة تطورات الوضع في العراق، اضافة الى مرافقته لوزراء الخارجية وشيراك في مهماتهم في العالم العربي. ويلعب ايميي دوراً كبيراً في وزارة الخارجية الى جانب بارنييه الذي كثيراً ما يعتمد عليه لمتابعة الملفات الدقيقة المتصلة بالشرق الأوسط اضافة الى العلاقات الفرنسية - الخليجية. ولديه ايضاً علاقات وثيقة وعلاقات عمل مكثفة مع نظرائه الأوروبيين وكبار المسؤولين في العالم مثل معاون وزير الخارجية الأميركي وليام بيرنز، الذي كان نظيره في سفارة الولاياتالمتحدة في عمان خلال وجود ايميي في العاصمة الأردنية. وتربطهما منذ تلك الفترة علاقات ثقة وتعاون جيدة. وتربط ايميي ايضاً علاقة وثيقة مع وزير خارجية اسبانيا ميغيل انخيل موراتينوس، الذي تولى منصب المبعوث الأوروبي الى الشرق الأوسط. وهو متزوج وله ابنتان وصبي.