نفت قرينة الرئيس الفلسطيني السيدة سهى عرفات الأنباء التي وردت في الصفحة الأولى لجريدة "الوطن" السعودية حول إبعاد الرئيس الفلسطيني إلى تونس، وكذلك إقامتها بشكل دائم في تونس أو إشرافها بنفسها على بناء المقر الذي من "المقرر" أن يقيم فيه الرئيس الفلسطيني "أبو عمار" وعقيلته وابنتهما "زهوة"، حسب قول الصحيفة. وأكدت السيدة سهى في حوار هاتفي مع "الحياة"، من مقر إقامتها في باريس، أن الرئيس الفلسطيني لم يعد إلى فلسطين ليتركها ما دام حياً، وأن أي حديث عن تركه الأراضي الفلسطينية اليوم أو غداً أو في المستقبل حديث ملفق وعار عن الصحة، وأضافت: "مهما بلغت الضغوط ومن أي جهة أتت فإن أبو عمار باق في الأراضي الفلسطينية مع شعبه مدافعاً ومناضلاً من أجل قيام الدولة الفلسطينية التي ستكون عاصمتها القدس الشريف". وكانت الصحيفة نشرت خبراً نسبته إلى مصادر تونسية مفاده "أن الولاياتالمتحدة قررت إبعاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إلى تونس لفشله في وقف المقاومة والانتفاضة" ضد إسرائيل. وأضافت الصحيفة انه تم اختيار منطقة الحمامات في جنوبتونس لتكون مقراً لعرفات، وأن العمل في المقر المخصص للرئيس الفلسطيني شارف على النهاية، وأن السيدة سهى عرفات المقيمة في تونس "تشرف على بناء المقر". وأشادت السيدة سهى بالدعم الذي يقدمه الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وقرينته للشعب الفلسطيني والجالية الفلسطينية المقيمة في تونس، مشيرة إلى الصداقة العميقة بين عائلتي الرئيسين التونسيوالفلسطيني. وقالت إنها كانت تنزل مع الرئيس عرفات وابنتهما في منزل في الحمامات تملكه الدولة التونسية. و"هذا المنزل كان يسكنه السفير الفلسطيني لدى تونس حكم بلعاوي، وبعد أن تركه السفير، رأت الحكومة التونسية أن ترممه وتستعمله لاستقبال ضيوفها". وأضافت انه ليست لديها أية معلومات عن سير عمل هذه الترميمات، وأنها لم تشرف على العمل، وأن هذا الشأن تهتم به الحكومة التونسية ولا علاقة لها به لا من قريب ولا من بعيد. وأكدت أن هذا المنزل يقع بقرب منزل السفير السعودي في الحمامات، وربما تنزل فيه هي وابنتها خلال زياراتها المقبلة إلى تونس خلال أشهر الصيف. ورداً على سؤال عن عدم وجودها إلى جانب زوجها في رام الله، شددت السيدة سهى على أن قرار تركها الأراضي الفلسطينية موقتاً جاء بعدما ضربت إسرائيل منزل العائلة في غزة، وضمن الظروف المعيشية الصعبة جداً، "بل المستحيلة" الذي يعيشها الرئيس "أبو عمار"، والتي لا تسمح بأي شكل من الأشكال لزوجته وابنته زهوة 8 أعوام بالإقامة معه، "هذا بالإضافة إلى أن عملي في المجالات الصحية والتربوية والخيرية لدعم صمود الشعب الفلسطيني لا تسمح لي بالوجود في ظروف الإقامة الجبرية التي يعيشها زوجي". ورداً على سؤال عن ابنتها زهوة، قالت السيدة سهى: "زهوة تعاني كما يعاني أطفال الشعب الفلسطيني، وهي لم تر والدها منذ فترة غير قصيرة، وهي تتحدث معه عبر الهاتف باستمرار، وهو مع كل مشاغله يتابع سير دراستها وأمورها الحياتية العادية، وهي تهابه وتحاول دوماً إتمام واجباتها الدراسية قبل أن يسألها أو يحاسبها، وعندما تبكي من شوقها له، أقول لها أن عليها أن تصبر لأن والدها يعمل من أجل السلام لشعبه، ومن أجل أن يبني لنا منزلاً صغيراً نعيش فيه عندما نعود قريباً إلى الوطن".